طالبت السعودية بالتدخل السريع.. وترجو تدخل مصر عندما يطرق على خامنئى المرشد الأعلى لإيران بأصابعه على بوابات البلدان العربية قاصداً التعاون والتعامل معها، يفاجأ بغلق الباب فى وجهه دون إبداء أسباب. ومن هنا تزداد كراهيته للعرب ولا يجد أمامه شيئا لتفريغ طاقة الغضب الكامنة داخله سوى توجيه تعليماته إلى قادة قواته من الحرس الثورى الإيرانى، لتنكيل وتعذيب سكان أرض «الأحواز» العربية. وكلما ساءت العلاقات بين النظام الإيرانى وإحدى الدول العربية كانت النتيجة الحتمية تفريغ غضب حرس «الخامنئى» على عرب الأحواز، حتى وصل الأمر ذروته للأحداث، باستثمار النظام الإيرانى لعدائه ضد المملكة العربية السعودية لإعدام قادة ونشطاء عرب الأحواز، ما جعل السخط والغضب يجتاح شوارع هذه الأرض العربية لتخرج فى مسيرات ضخمة ينظمها نشطاء الأحواز يطالبون من خلالها بخروج النظام الإيرانى من أرضه العربية المستقلة البعيدة عن الحدود الفارسية لإيران. ومن هنا ذهبت منظمة التحرير الأحوازى إلى البلاد العربية ودول الخليج للاعتراف بدولتهم كأرض مستقلة ذات سيادة عربية بعيدة عن سيطرة إيران، وسافر أعضاء المنظمة إلى مجموعة من الدول العربية أبرزها تونس، المغرب، البحرين، السعودية، الكويت، قطر، والإمارات، إلى أن جاء الدور على مصر لعقد مؤتمر لطرح قضيتهم على القيادة المصرية، وأكدت المعلومات التى حصلنا عليها أن أعضاء منظمة التحرير الأحوازى كتبت مجموعة من الرسائل ناشدت فيها القيادة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة الوقوف إلى جانب الشعب العربى الأحوازى الذى ذاق مرارة الظلم والاستبداد على يد قوات الحرس الثورى الإيرانى. الدكتور«عباس الكعبى» رئيس المجلس التنفيذى لمنظمة تحرير الأحواز قال ل «الفجر» إن انتفاضة الشعب الأحوازى ضد النظام الفارسى الذى يحكمه «على خامنئى» مستمرة وهناك العديد من الإجراءات التصعيدية أهمها تحويل المقاومة الأحوازية من مناطقية إلى جماهيرية وشاملة، إذ أصبح الفكر المقاوم يهيمن على الوعى الجماعى والجماهيرى الأحوازى، وأمر كهذا أصبح يشكل عبئا كبيرا على دولة الاحتلال الفارسية التى عجزت عن ردع هذا الشعب رغم توخيها مختلف أساليب القهر والقمع والإبادة. وأضاف: إن دولة الاحتلال الفارسية غيرت استراتيجيّتها مؤخراً فى تعاطيها مع قضية الشعب الأحوازى، ففى الماضى كانت ترسل الشخصيات السياسية لتهدئة الخواطر والحد من انتشار رقعة الانتفاضات والاحتجاجات الجماهيرية لهذه الشعوب، أما مؤخراً فصارت تعتمد على إرسال شخصياتها الأمنية والعسكرية والقمعية تماماً مثلما فعلت قبل أشهر فى تعاملها مع انتفاضة شعبنا واحتجاجاته العارمة نتيجة القمع والتلويث المتعمد للهواء والبيئة الأحوازية بفعل المحتل، إضافة إلى استشهاد المواطن يونس العساكرة الكعبى الذى أضرم النار فى نفسه بسبب منع سلطات الاحتلال استمراره فى تجارته البسيطة المتمثلة فى عربة صغيرة ينصب عليها بضاعته لكسب قوته وأسرته وأطفاله. وكانت الدولة الفارسية قد أرسلت كبار قادتها الأمنيين والعسكريين للأحواز للحد من اتساع الانتفاضة، ليتكرر نفس السيناريو مرة أخرى الشهر الماضى، بعد أن أرسل جهاز الحرس الثورى الإيرانى لفرع قوات «الباسيج» والمعروف أن هذه القوات يمتهنون قمع الاحتجاجات الشعبية وليس التفاوض والدبلوماسية، وقوات «الباسيج» مخصصة أصلاً لقمع المواطنين لا لحمايتهم، لذا ففى إرسال أحد قادتهم إلى الأحواز رسالة إيرانية واضحة كونها ستصعد من وتيرة قمعها ضد المنتفضين، ولا شك أن ذلك سيسهم فى تأجيج مشاعر الشعب الأحوازى وقواه الوطنية وكما أشرت إليكم أن الإجراءات التصعيدية فى طريقها للتنفيذ إن شاء الله. وأكد «الكعبى» أننا نُرحب بتدخل المملكة العربية السعودية وجيشها الباسل لتحرير أرض الأحواز من مغتصبيها، فبلا شك الدعوة مفتوحة لكل الدول العربية الشقيقة بتحمل مسئولياتها القومية تجاه دولة الأحواز العربية كما نطالب جامعة الدول العربية بتنفيذ ما ورد فى ميثاقها والذى يؤكد ضرورة الدفاع العربى المشترك. أيضاً وبدورنا نسعى لتضييق الخناق الدولى على الدولة الفارسية المعتدية وذلك من خلال تقديم التقارير الدقيقة حول انتهاكات المحتل ضد الأحواز أرضاً وشعباً وأرسلنا مجموعة من هذه التقارير إلى القيادة المصرية للتضامن معنا فى انتفاضتنا الشعبية المشروعة، إضافة إلى تمكننا من كسب العديد من الأطراف العربية والدولية المؤمنة بحق شعب الأحواز فى تقرير مصيره. وعن اتهام قادة الحرس الثورى الإيرانى بتمويلهم من قبل المملكة العربية السعودية قال هذه أساليب معروفة ومتوقّعة من قبل العدو الفارسى المحتل للأحواز، فإبان الحرب الإيرانية - العراقية (1980-1988) كانت الدولة الفارسية تنسب إلى النشطاء الأحوازيين تهمة عملاء العراق لتبرير جرائمها وإعداماتها فى صفوف الأحوازيين، واليوم تستثمر عداءها ضد المملكة العربية السعوديّة لإعدام الأحوازيين، لأننا ندفع ثمن هزائم الفرس على يد العرب المسلمين فى معارك ذيقار والقادسية وسوق الأحواز التى هزم فيها المجوس آنذاك شر هزيمة. وعلمنا أن هناك دولا تقف أمامنا وتعطل مسار تحركاتنا من تحرير أرضنا المنهوبة، وليس هناك أى اندهاش منهم لأن ولاءهم معروف لنظام الخامنئى فى إيران فلا يهمنا أمرها، باعتبار أننا نطالب بحقنا القانونى والمشروع فى إقامة دولتنا العربية الأحوازية على كامل تراب الأحواز، خاصة أن الأحواز كانت عبارة عن دولة ذات سيادة داخلية وخارجية قبل أن تحتلها الدولة الفارسية عام 1925، أما من يبدى انزعاجه من المسيرة النضالية للشعب العربى الأحوازى، فلا شك أنه محكوم إما بالمصالح الضيقة مع الدولة الفارسية «إيران» أو أنه ضعيف إلى درجة بحيث يصعب عليه اتخاذ موقف قانونى وأخلاقى وإنسانى تجاه قضيتنا العادلة والمشروعة. وأضاف الكعبى: إن هناك مجموعة من الدول العربية خاضعة لنظام «الخامنئى» الإيرانى وهى حكومة العراق لأنها حكومة تم اختيار وزرائها عبر طهران وهى حكومة مجاميع إيرانية الهوى والجنسية وتنفيذ الأوامر، لذلك فإنه لا توجد أى تنسيقات أو حتى لقاءات مع هذه الحكومة العراقية فاقدة السيادة والقرار، بل إنها تُسلم لاجئين أحوازيين يفرون من الأحواز إلى العراق وتسلمهم -هذه الحكومة- إلى أسيادهم فى طهران وقد تم إعدام البعض من اللاجئين والمناضلين الأحوازيين الفارين إلى العراق فى الفترات القليلة الماضية. فضلاً عن حوادث القتل والاغتيال التى أعدتها وكتبتها منظمة التحرير الأحوازية فى العراق منذ احتلاله بواسطة أمريكاوإيران فى عام 2003 إلى عام 2013 فقد أحصينا عدد 128 أحوازياً تمت تصفيتهم وإعدامهم فى العراق. وأما عن عروض المفاوضات التى تحدث عنها «الخامنئى» فى الإعلام الإيرانى أكد السويدى أن نظام الاحتلال الإيرانى بقيادة الإرهابى « خامنئى» لا يوجد أى تفاوض أو تنسيق معه إلا اننا نقاوم ونناوئ ونناهض التواجد العسكرى الاحتلالى والاستيطانى فى قطرنا العربى الأحوازى المحتل من جنوبه بميناء «جمبرون» المقابل لمضيق باب السلام «هرمز» إلى شماله فى محافظة عيلام الأحوازية والمحازية للعراق. ومع بث أول فيلم وثائقى تمت إذاعته عبر القنوات الإيرانية المختلفة، أعده أحد الباحثين المصريين الذى سافر إلى الدولة الإيرانية مع الوفود المصرية التى سافرت فى السنوات القليلة الماضية، يحكى الفيلم عن رصد الصورة الصحيحة لأهل السنة فى المناطق الإيرانية ومحافظاتها المختلفة ومنها أرض الأحواز، ويظهر فى الفيلم بعض شيوخ وأئمة المذهب السنى وقالوا إنهم يعيشون فى أمان واطمئنان دون اضطهاد أو قمع وهو ما نفاه «السويدى» أثناء حديثنا معه قائلاً:«تُرى كم دفعت الدولة الفارسية لهذا الباحث لشرائه ليبيع ضميره بأبخس الأثمان لعدوة العرب والمسلمين إيران؟ كيف يقول ذلك ولا يوجد مسجد واحد للسنة فى الأحواز، كيف يرى ذلك ولا يوجد مسجد واحد للسنة فى طهران رغم وجود ملايين السنة فيها؟ كيف يقول ذلك ويمنع على الأحوازيين صلاة الجماعة؟ بماذا يبرر الباحث منع الدولة الفارسية فتح مدرسة قرآن واحدة فى كل الأحواز؟ لأن الاضطهاد والقمع المفرط الذى تمارسه الدولة الفارسية تجاه أهل السنة والجماعة فى الأحواز وبلوشستان وكردستان ومناطق أخرى، لا يختلف فى الجوهر والمضمون فيما تتم ممارسته فى البورمة ضد المسلمين هناك أو ما فعله الصرب تجاه أهل البوسنة». ينبغى على مصر مساندة قضية الأحواز لأنها مماثلة لقضية الشعب اليمنى المحتل من النظام الإيرانى بهذه الكلمات أضاف «ناصر رضوان» مؤسس ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت كلماته عن حق قضية الأحواز باستقلال أراضيها، ويوضح أن قضية الأحواز قضية شرعية تثبت ظلم وديكتاتورية النظام الإيرانى الذى حاول أن يغير هوية الأحواز العربية إلى الفارسية وبتغيير عقيدة أهلها السنة إلى شيعة بالقمع والاغتيالات والتعذيب، وينبغى لكل عربى أن يساندها فقد همش المجتمع الغربى قضية الأحواز العربية رغم تعرض شعبها لكل هذا الظلم ومحاولات تغيير الهوية لأن المجتمع الغربى يعرف أن دين الشيعة لا يمت بصلة إلى دين الإسلام -على حد قوله- وهدفه هدم الإسلام من الداخل فاتجهوا لدعم النظام الإيرانى الظالم وخذلوا الأحواز المظلومة.