وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته اليوم الجمعة، في المنتدى الاقتصادي العالمي بالبحر الميت، والذي انعقد بالأردن، عدد من الرسائل الهامة والتي شملت الشأن الخارجي والداخلي، وشدد خلالها على عدد من الأمور الهامة للنهوض بإقتصاد المنطقة، منوهاً إلى أن التطرف الفكري كان سبباً في الإرهاب، بالإضافة إلى إهمال الشباب وعدم تعزيز دورهم، ومؤكداً أن الدولة تمضي في استكمال خارطة الطريق من خلال انتخابات برلمانية قادمة. الرسالة الأولى : وجه الرئيس السيسي رسالته الأولى إلى الزعماء العرب، داعيهم للتكاتف لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، قائلاً: "إن المنطقة العربية تشهد تحولات جذرية وتواجه تحديات جسيمة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية .. ويتطلب عمق وخطورة هذه التحديات أن تتكاتف جهود المجتمع الدولي لمواجهتها .. وذلك جنباً إلى جنب مع الجهود الوطنية ذات الصلة .. والتي لا يمكن أن تؤتى ثمارها إلا بتعاون وثيق بين الحكومات والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدنى .. من أجل تحليل أسباب تلك التحديات .. والوقوف على سبل التغلب عليها .. للمساهمة في تحقيق آمال وطموحات الشعوب العربية في التقدم والتنمية". الرسالة الثانية : وفي الرسالة الثانية، شدد "السيسي"، على عدم السماح لأي أطراف خارجية إستغلال التحولات في المنطقة، موضحاً: "لا يمكن فهم طبيعة التحولات فى المنطقة من خلال رؤى خارجية أو أفكار مُسبقة .. ولا ينبغى بالتالى أن يسعى أى طرف .. من داخل أو من خارج المنطقة .. إلى استغلال حالة السيولة التي قد تصاحب مرحلة التحولات بهدف فرض رؤى محددة على دول المنطقة أو لإخضاعها لفكر أو رأى معين .. فالحاضر تصنعه الشعوب وحدها بما لديها من إرادة ووعى .. والمستقبل ملك للشباب ولن يرسم معالمه أحد سواه من خلال طموحاته وقدراته". الرسالة الثالثة : أما في الرئاسلة الثالثة، فدعى الرئيس السيسي إلى تعزيز دور الشباب، مؤكداً أنه أصبح ضرورة لا غنى عنها، خاصة في الدول والمجتمعات التي تضم نسبة كبيرة من الشباب بكل ما يمثلونه من أمل في المستقبل، وطاقة دافعة، لافتاً إلى أن ذلك يدعوا إلى ضرورة استثمارها وتوجيهها نحو الإطار الصحيح للاستفادة منها في دفع عجلة الإنتاج وإحداث التطور الحضاري والتنموي المنشود. الرسالة الرابعة : واستكمالاً لرسالته الثالثة، قال "السيسي"، إن فتوافر فرص العمل وزيادة معدلات التشغيل يعد أهم سبل الحفاظ على الشباب واستثمار طاقاتهم، لافتاً إلى أن ذلك تلافياً للتداعيات الناجمة عن إهمال هذا القطاع الحيوي من المجتمع، وتركه فريسة للتطرف والإرهاب، منوهاً إلى أن جزءً كبيراً من الشباب يجيدون استخدام وسائل التكنولوجيا والتواصل الالكترونية الحديثة، التى يتعين العمل على الحيلولة دون استغلالها لنشر الأفكار المتطرفة ومنع انحرافها عن غايتها الحقيقية الرامية إلى نشر الثقافة والمعرفة وتحقيق التواصل البناء بين مختلف الشعوب والحضارات. الرسالة الخامسة : وفي رسالته الرسالة الخامسة، نوه الرئيس السيسي إلى أن الجمود الفكري الناجم عن التطرف والغلو الدينى أو المذهبى تزداد حدته جراء اليأس والإحباط وتراجع قيم العدالة بمختلف صورها، لافتاً إلى أن الجهود للقضاء على التطرف والإرهاب لابد أن تتواكب معها مساعٍ نحو مستقبل تملؤه الحرية والمساواة والتعددية، بالإضافة إلى خلوه من القهر والظلم والإقصاء، موضحاً أن تلك المساعي لا يمكن أن تكتمل دون أن تمضي بالتوازى معها خطط مدروسة للقضاء على الفقر تجسد الشق الآخر للحقوق الأساسية للإنسان فى منطقتنا، مشدداً: "فمن غير المقبول أن يستمر الفقر سبباً لمعاناة جزء كبير من شعوبنا رغم الإمكانات الاقتصادية الهائلة التى تزخر بها دولنا .. ولن يتحقق القضاء على الفقر إلا من خلال تنمية اقتصادية وصناعية قوية وشاملة .. مرنة ومستدامة .. تضع ضمن أولوياتها رعاية الصناعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة". الرسالة السادسة : وارتبطت رسالة الرئيس السيسي السادسة بالشأن الداخلي، حيث أكد خلالها أن الحكومة لا تزال ملتزمة بالتنفيذ الكامل لخارطة المستقبل السياسية التي تم إقرارها عقب ثورة 30 يونيو 2013، مضيفاً أنه يجرى بالفعل الآن اتخاذ الإجراءات الخاصة بعقد الانتخابات البرلمانية استكمالاً لبناء مؤسسات الدولة.