حائط المبكى ، حائط البراق ، الحائط الغربي . كلها أسماء للحائط الذي يحد الحرم القدسي الشريف من الناحية الغربية ، ويمتد من باب المغاربة جنوباً ، حتى المدرسة التنكزية شمالاً بطول خمسين متراً وإرتفاع يقترب من الأربعين متر . وقد سمي بحائط المبكى لأن اليهود يعتقدون أن هذا الحائط هو الأثر الوحيد المتبقي من هيكل النبي سليمان عليه السلام ، وأنه محرم عليهم دخول الحرم المقدسي منذ خراب الهيكل ، لذا فهم يعتبرون هذا المكان قبلة صلاتهم الأخيرة ويؤدون طقوس الصلاة والحداد أمام ذلك الحائط ، ويكون من ضمن تلك الطقوس اظهار الندم والتباكي حداداً على هيكل النبي سليمان عليه السلام ، لذا فقد أطلق عليه العرب المقددسيون اسم حائط المبكى . ويجب الإشارة إلى أن الحقائق الأثرية والمعطيات المستقاة من المصادر التاريخية المتنوعة تقول بأن اليهود لم يبدأوا هذا التقليد إلا في العصر العثماني ، ويقول أحد علماء الآثار الصهاينة والأستاذ في جامعة تل أبيب أنه لا يوجد سند لما ورد في العهد القديم بشأن حائط المبكى . أمّا بالنسبة للمسلمين فإنّ حائط المبكى يسمى بحائط البراق ، وذلك لإرتباطه بقصة الإسراء والمعراج ، حيث يقول الرواة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بربط البراق – وهي الدابة التي ركبها عند إسرائه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى – في حلقة على هذا الحائط . ويعتبر المسلمون حائط البراق جزءاً مهماً من المسجد الأقصى ، وبجوار باب المسجد الأقصى المدعو بباب المغاربة يوجد مسجد يسمى مسجد البراق ، وهو ملاصق للحرم المقدسي . أمّا عن النزاع حول حائك المبكى أو البراق ، فهو نزاع تاريخي و أقدم من القضية الفلسطينية ذاتها ، ويعتبر من الأساسات التي استندت إليها الحركة الصهيونية العالمية في الدعوة إلى الإنضمام إليها ، حيث أشاعت بين يهود العالم أن حائط المبكى الذي هو جزءمن هيكل النبي سليمان قد تم الإستيلاء عليه من قب المسلمين وأنه يجب على اليهود الهجرة لفلسطين والصلاة أمام حائط المبكى . وفي عام ألف وتسعمائة وسبعة وستون احتلت اسرائيل القدس واستولت على المسجد الأقصى ومحيطه الذي كان واقعاً تحت الإشراف والحماية الأردنية ، وقررت الحكومة الإسرائيلية بعدها القيام بتوسعات في الساحة المجاورة للحائط وتم هدم حي المغاربة الذي كان يوجد في مواجهته .