صباح الأحد الماضى، جاءنى اتصال تليفونى، مفاده أن أحداث مثيرة تتوالى فى شارع إيمان بكفر عبده، حيث يقطن التاجر رشاد عثمان، وحيث عمارته التى بناها رغم أنف الجميع، ونفس الشارع به فيللا والد هانى المسيرى- المحافظ الحالى- التى كان قد باعها والده منذ ثلاث سنوات لأولاد صقر للصرافة ب«23» مليون جنيه. الاتصال أخبرنى أن الشارع ملىء بسيارات الأمن والإزالة وعلى رأسهم الست نائبة المحافظ سعاد الخولى ومدير الأمن اللواء محمد الشرقاوى وجميع ضباط القسم والتليفزيون بيصور، يعنى مولد، نزلت أرى بنفسى فإذا بمحطة ال CNN جاءت لتصور لحظة إزالة ثلاثة طوابق من عمارة السيد رشاد عثمان داخل دولته التى أسسها بالشارع وكنت قد كتبت قبل ذلك عن تلك العمارة منذ 14 عامًا حتى الآن. المهم نحكى الواقعة أولاً، بالفعل كان قرار إزالة للثلاثة طوابق فى عمارة رشاد عثمان قد صدر منذ فترة، رغم إن حق الله إن المفروض تتم إزالة «7» طوابق، حيث إن رشاد عثمان قد استخرج رخصة لبناء تلك العمارة بعد هدم الفيللا فى عهد عبدالسلام المحجوب وتم التلاعب فى الرخصة الصادرة وقتها من حى شرق على أساس أن العمارة تطل على شارع أبوقير أو طريق الحرية. وبالتالى يحق له الارتفاع بالحد الأقصى فى حين أن العقار يطل على الشارع الضيق الذى لا يتعدى عرضه أربعة أمتار وهو شارع إيمان، وقتها وافق المحجوب ولما قام المرحوم عادل أبوزهرة أمين عام جمعية أصدقاء البيئة برفع دعوى قضائية على جميع الذين شاركوا فى هذه المهزلة وانضم له سكان الشارع وعلى رأسهم أستاذ بكلية الهندسة محمد عوض الذى كان يتولى لجنة التراث بالمحافظة وقتها، والدكتور شامل أباظة زوج بنت فهمى باشا النقراشى رئيس وزراء مصر أيام الملك فاروق الذى قتل على يد الإخوان وقتها، وبالفعل تم إيقاف الرخصة وأجبر المحجوب على الانصياع لقرار المحكمة أن الرخصة التى صدرت بها تلاعب ولم تتم محاسبة أحد وقتها. وجاء عهد عادل لبيب وحاول رشاد عثمان بناء تلك العمارة لأنه يريد إسكان أولاده جميعهم وأحفاده فيها يعنى هى ليست للتجارة رغم أن الفيللا الملاصقة لذلك العقار رقم «15» ملكه ولازال يسكن فيها، وقتها أوقف عادل لبيب أحد العساكر على الأرض وقال لرشاد بالحرف الواحد «لو حطيت طوبة فيها يا رشاد هسجنك»، ولم يستطع رشاد فعل شىء، حتى جاءت ثورة يناير وهوبا فى خمسة أشهر كانت طالعة برج «12» طابقًا بل كما نقول بالبلدى طلع لسانه للجميع وبنى عمارته التى يعتبرها هى كل سمعته. إزاى رشاد عثمان لا يستطيع عمل شىء وهو الذى قال له السادات «خلى بالك من إسكندرية يا رشاد» تلك المقولة التى يفخر بها دائمًا، ما علينا، قوم رشاد عثمان زيادة فى الجودة اشترى فيللا ملاصقة لذلك العقار، ولكن تطل واجهتها على الشارع الملاصق وهو الشارع الرئيسى كفر عبده على اليسار وقام بهدمها ولم يستطع أحد أن يقول له بم، ولما اشترى أولاد صقر للصرافة فيللا والد هانى المسيرى يتردد أنه مشارك لهم فيها، ثم قام بشراء فيللا الدكتورة رشيدة المواجهة للفيللا التى يسكن بها والملاصقة لعمارته والتى بها فرع الفنون لمكتبة إسكندرية وجار حاليًا شراء فيللا نصار الملاصقة لفيللا مكتبة الإسكندرية المعروضة ب «22» مليون جنيه ومساحتها «700» متر من قبل الحاج رشاد عثمان أيضًا يعنى كده له فى ذلك الشارع الذى به حوالى عشرة عقارات عبارة عن فيللات خمسة عقارات ونصف يا حلاوة. نعود ليوم الأحد المشهود الذى يتجلى فيه طبيخ الكوسة مع الفاصوليا بالطماطم وهبر اللحمة على السمك على التمر هندى، CNN تصور البلدوز وهو طالع يزيل ثلاثة طوابق من تلك العمارة ولا أدرى من اتصل بالCNN تحديدًا وليس غيرها من المحطات المصرية المهمة وصورت لقطة صعود البلدوزر وسيارات الأمن المركزى وبالسلامة، أما الست نايبة المحافظ ومدير الأمن فقالوا إن قرار إزالة ثلاثة طوابق سيتم الآن ماشى.. وبعد ذلك وجدوا فيللا والد هانى المسيرى فيها طوب وحديد وحفر، فسألوا معاكم ترخيص قالوا نعم وأظهروا الترخيص الصادر من المركز الذكى بسبعة طوابق رغم إن المنطقة دى لا يمكن الارتفاع فيها إلا بأربعة طوابق لضيق الشارع لكن مع معجزة الحاج رشاد بال«12» طابقًا والعشوائية فى الارتفاعات لكل العمارات التى طلعت فى منطقة كفر عبده ب12 و«20» طابقًا آخر «4» سنوات، أصبح لا يستطيع أحد أن يعلق وسبقه حلوين، المهم مشى الجميع والمفروض البلدوز يزيل قوم إيه يا سادة يبدأ المهندس فى الحى والضباط فى الانصراف واحداً تلو الآخر بعد الضجة ويقوم تسمع صوت تكسير تقول العمارة كلها هتنزل عليك وإذا فجأة قطعة من الأسمنت بالطابق الأخير عبارة عن «الفرنتونة» أو الحلية الأخيرة حاجة ربع متر كده من فوق تنزل وهوبا انفض السامر. قوم أنا زعلانة أسأل المهندسين فين يا جماعة الطوب فين الإزالة للتلات طوابق الكل يتركنى ويمشى ولا تسمع سوى البوابين يعلقون انتى عايزة عمارة الحاج رشاد عثمان تتهد «يا أخى دى إيه ده هو قليل فى البلد» وبعدين يا مدام هو فيه عمارة فى إسكندرية بيطلع لها قرار إزالة وبتتهد أصلاً هاتى لى عمارة طلع لها قرار وأزيلت قرارات الإزالة دى رزق اللى بيشتغلوا الناس هتاكل عيش منين؟ وظلت العمارة شاهقة فى وش العدو معبرة خير تعبير عن التجسد الحقيقى لما تسير عليه الأمور فى البلد وتحديدًا المحليات. قرار إزالة، شوية عربات أمن مركزى، المسئول ينزل يتصور، والدنيا تهدى، وعلى الورق إنهم أصدروا قرار الإزالة وتم التنفيذ وكله تمام بس على الورق المهم الورق يكون تمام السيستم، طب كان لازمة نزول المسئولين إيه والعساكر والضباط والزحمة فى سيارات الأمن المركزى ووقفة الشوارع ورايحين فين؟ رايحين على عمارة رشاد عثمان نهدها جايين من فين من عمارة رشاد عثمان كنا هنهدها، طب حتى عشان نزلة السادة المسئولين الست الريسة نايبة المحافظ كنتم اخزوا عين الشيطان ونزلوا بلكونة أو حتى شباك، إحنا مش قليلى الأدب لا مؤاخذة ونقول تنزلوا دور ولا اتنين ولا حتى خمسة إحنا عارفين حدودنا الناس دى برضه كبيرة وكان لازم تتقدر ويتصوروا بجوار بلكونة واقعة. ويبدو أن رشاد عثمان وأولاده كانوا عارفين بالميعاد عشان كده محدش فيهم ظهر، خاصة أن رشاد عثمان بذل محاولات مضنية مع بعض سكان الشارع، كما يتردد وعرض عليهم عدة شقق بتلك العمارة مقابل عدم ذكر موضوع إزالة أى طوابق من عمارته، خاصة أنه داخل على هدم فيللات الشارع التى اشتراها والتى يشرع فى هدمها رغم أن فيللات الشارع كلها صادر لها قرار حظر هدم لكن على مين مش على الحاج رشاد عثمان وعمار يا مصر وخلى بالك من إسكندرية وموظفيها وسيستمها يا حاج رشاد خمسة إمواه عليك وسلم لى على سيادة المحافظة ونايبته.