لا يختلف المشهد كثيراً فى منطقة الدخيلة الجبل بالإسكندرية، تلك القرية التى أغرقتها المياه منذ أكثر من عام، دون أن يتحرك أى من مسئولى الحى، لإنقاذهم، رافعين شعار «ودن من طين.. وودن من عجين». الأهالى غادروا منازلهم بعد أن أغرقتها المياه، وأصبحوا يفترشون الأرصفة، وفى عيونهم حسرة شديدة على حالهم، بعدما طرقوا جميع الأبواب، ولم يستمع لهم أحد. فى البداية أعتقد الأهالى أن السبب فى غرق بيوتهم هو الصرف الصحى، فباتوا يتصلون بالشركة التى تبعث لهم بعربات الشفط فتقلل من حدة الأزمة ولكن لا تقضى عليها، ومع تكرار الشكاوى حصلت شركة الصرف الصحى على عينة من المياه لتحليلها ثم أخبرت الأهالى أن مشكلتهم ليست معها، وإنما عليهم الرجوع إلى شركة المياه، وعلى الفور توجه الأهالى لشركة المياه فنفت علاقتها بالأزمة، وطالبتهم بالعودة لشركة الصرف الصحى من جديد وبات مصير مئات الأسر عالقاً طيلة عام كامل ما بين الشركتين. حاول الأهالى الاتصال ب«هانى المسيري»، محافظ الإسكندرية، فاستمع لشكواهم وطالبهم بمخاطبة الحى، الذى رفض رئيسه الاستماع لهم فعادوا مجدداً للمحافظ الذى تدخل فحصلت شركة المياه على عينة من مياه الشارع، وبعد أشهر اتضح أن الشركة ينبغى أن تغير إحدى المواسير لحل الأزمة، ولكنها لم تفعل بدعوى أن المواسير الجديدة تحتاج قطع غيار موجودة بالقاهرة وأنها أرسلت فى طلبها ولكنها لم تصل حتى الآن. يواجه سكان شارع الميدان أزمتهم التى قاربت على العام بشتى الطرق فبعض سكان الأدوار الارضية غادروا منازلهم أما باقى الأهالى فيبيتون فى منازلهم على أسرتهم الغارقة ينتظرون الصباح لحمل الجرادل، وتفريغ المياه من البيوت، يتبادلون الأدوار كل منهم يفرغ المياه حتى يصيبه التعب فيتولى الآخر المهمة وهكذا. قال محمد جابر، أحد الأهالى، إنه منذ أكثر من عام انفجرت ماسورتا مياه بالمنطقة وأغرقتا الشوارع، فتوجهوا الى شركة الصرف الصحى فأخبرتهم أن هذه المواسير تابعة لشركة المياه فتوجهوا للمياه فنفوا علاقتهم بالماسورتين وأعادوا الاهالى لشركة الصرف وهكذا حتى يئس الأهالى فردموا على الماسورتين. وأضاف، ل «الفجر»: كلما توجهنا بطلب لأى مسئول رفض الانصياع لنا ومنهم من يحضر، ويقول لنا: الوضع صعب جداً انتم ازاى عايشين كده لا احنا لا يمكن نسيبكم» ثم يغادر بلا رجعة، وعندما نعود له يخبرنا أن تغيير هذه المواسير يحتاج إلى قطع غيار غير موجودة سوى بالقاهرة وأنهم أرسلوا فى طلبها ولكنها لم تصل حتى الآن. فيما قال يوسف لطيف أحد الأهالى: كل يوم تيجى عربات الشفط تشفط من الشارع الرئيسى، والناس تمسك الجرادل تفرغ بيوتها من المياه والستات والرجال المسنون يجلسون فى الشارع بره، نروح لشركة الصرف الصحى يقولوا لنا المشكلة تبع شركة المياه، نروح شركة المياه يقولوا لنا تبع الصرف الصحى والحى عامل «ودن من طين.. وودن من عجين». من جانبه، قال محمد ميدان، عضو لجنة التنمية بحى العجمى، ل «الفجر»: خاطبنا المحافظة ووصلنا الأهالى بشركة المياه والصرف الصحى، ولكن هناك تخاذلاً من شركة المياه ومن رئيس الحى الجديد اللواء سامى شلتوت، وعلى الرغم من ذلك خاطبنا شركة الصرف الصحى التى بادرت بإرسال سيارتين لشفط المياه من الشارع.