1- زيارات مفاجئة لاستوديوهات السينما لاصطياد الممثلات المغمورات 2- قيادى برئاسة الجمهورية يتصل بيوسف شاهين ويطلب منه إحضار من «كان» 3- موظف خسر رئاسته بسبب التباهى أمام صديقته فى مكالمة هاتفية مست أسرة الرئيس السابق 4- تعليمات لرئيس حكومة بفصل مساعد تجرأ على خطف صديقة موظف بالرئاسة أكبر وأول وأعنف فضيحة فساد مست الرءوس الكبيرة فى الدولة هى قضة لوسى آرتين فى عام 93.. ولمن لا يتذكر القضية فقد كانت قضية استغلال نفوذ فى قضية طلاق وحضانة بين السيدة وطليقها. هى القضية التى مست اثنين من قيادات الداخلية وثلاثة من القضاة وأحد كبار العاملين بمؤسسة الرئاسة وهو الدكتور مصطفى الفقى وعلى رأس هؤلاء وزير الدفاع الأسبق الراحل عبدالحليم أبوغزالة. وعلى الرغم من أن القضية أو بالأحرى الكشف عنها كان يمكن أن تصب فى صالح مبارك ونظامه بوصفها خطوة تطهير، إلا أن نسبة كبيرة من الشعب المصرى نظر للقضية كوسيلة تخلص بها مبارك من أبوغزالة، وتخلص منافسو الفقى منه من الرئاسة، إن مصطفى الفقى كان سيخرج من الرئاسة سواء بلوسى آرتين أو غيرها. بحسب حوار للفقى مع عمرو أديب فإن الرقابة كانت تسجل كل مكالمات لوسى آرتين وظهرت له عدة مكالمات فاعتبرها مبارك «ثغرة أمنية».. إن الفقى كان يتحدث عما يحدث داخل الرئاسة بأكثر مما تحتمل هذه المؤسسة التى تعيش على الأسرار، كما أن علاقة الفقى بالكثير من المفكرين وأساتذة الجامعات كانت تصيب بعض العاملين معه بالغيظ.. فوجود مثقف فى الرئاسة كان يزعج بعض الكبار بالمؤسسة. وأصحاب نظرية المؤامرة يعتقدون أن رجلاً بالرئاسة هو من دبر لقاءات لوسى آرتين بكل من أبوغزالة والفقى فاصطاد بحجر واحد عصفورين أو بالأحرى عصفور وصقر. والبعض يشير إلى أن هذا الرجل هو الدكتور زكريا عزمى رئيس الديوان الأسبق والقوى جدا.. وسواء كانت القضية مدبرة أو عفوية فإنها تظل أكبر قضايا استغلال النفوذ فى مصر. ولكن ما استوقفنى دوما فى هذه القضية عبارة قالتها لوسى لإحدى صديقاتها فى التليفون.. وتم تسجيلها ضمن المكالمات فى القضية. كانت لوسى تقول: «كل الكبار هيجننوا علّى» فهذه الجملة العفوية تكشف التحلل الذى وصلت إليه النخبة الحاكمة فى ذلك العهد وقبل أكثر من عشر سنوات على ثورة 25 يناير. أما الملاحظة الأخرى فتتعلق بأبطال الفضيحة الرئيسيين والثانويين المتهمين ومن تواصلوا فقط مع لوسى عبر مكالمات تم تسجيلها، فباستثناء أبوغزالة رحمه الله واصل كل الأبطال الآخرين حياتهم بطريقة عادية. وبعضهم عاود الصعود مرة أخرى. بل إن أحد المتهمين الأصليين فى القضية قرر قبل الثورة الترشح لمجلس الشعب بعد أن عمل محاميا. وهذا يعنى ببساطة أن فضيحة بهذا الحجم لم تكسرهم. لأن الفضائح الجنسية أصحبت مثل الفضائح السياسية لا تثير قلق السلطة أو غضبها. وفى هذا المناخ فإن دولة الفساد وجدت لها أنصاراً وقيادات حتى فى القصر الرئاسى. وما اعتبره مبارك «ثغرة أمنية» أو خطيئة لا تغتفر للفقى صار مثل لعب الأطفال بالمقارنة لما حدث من بعض العاملين بمؤسسة الحكم من فضائح فيما بعد.. وفى ظل هذا الاعتقاد الراسخ لدى البعض أنه محصن من الإقالة مهما بلغ فساده المادى أو الأخلاقى. 1- أزمة سينما العلاقة بين السياسيين والفنانات لها جذور عميقة فى تاريخ الحكم فى مصر بدأت بعلاقة غرام بين رئيس الديوان الملكى أحمد حسنين باشا والفنانة أسمهان ولم تتوقف منذ ذلك التاريخ، فكلا الطرفين فى العلاقة لديهما مغناطيس يجذب كل طرف إلى الآخر. الفنانة الشهيرة لها جمهورها وسطوتها ونفوذها وجمالها وكل ذلك يجذب السياسيين وأهل الحكم إلى نساء أو بالأحرى نجمات الفن. ولذلك لم يدهشنى أو يدهشك أن يرتبط أحد قيادات فى الرئاسة بفنانة شهيرة يحبها ويتزوجها. ففى هذه الحالة سيكون مجرد صفحة جديدة فى كتاب قديم. ولكن كل ما يثير الدهشة حقا أن مسئولاً بالقصر الرئاسى كان يهوى نوعاً مختلفاً من الفنانات. فنانات درجة ثالثة ورابعة. ويبدو أن هذه الهواية قد (لبسته) فى آخر سنوات عمله. لأنه تزوج فنانة شهيرة فى السر فى التسعينيات من القرن الماضى. ولكنه أصيب فجأة بهوى الممثلات المغمورات. وكان يعتقد أن الممثلة الشهيرة مغرورة ولا تلبى له ترجمة بالشعور بالقوة المطلقة. ذلك بالشعور الذى يصاحبه فى حياته العملية. وكان المسئول يقوم بزيارات عديدة ومتتابعة إلى استديوهات السينما. وطلب جدولاً بأماكن تصوير الأعمال الدرامية والتليفزيونية لأن بعض الأعمال تصور فى فيللات وشقق خاصة، وكان يزور أماكن التصوير لاصطياد الفنانات المغمورات. فهو يهوى هذا النوع. وفى خلال إحدى الجولات تعرف على فنانة ظهرت فى أعمال بعض المشاهير. وكانت متزوجة من رجل يعرف قيمة السلطة، ومكاسب التقرب من أهل النفوذ. فقام بدعوة المسئول الرئاسى إلى منزله وأقام حفلاً يضم بعض زميلات زوجته من الممثلات (النص كم). وقد أعجب المسئول بالحفلة.. وطلب من الرجل تكرار هذه الحفلات. وتصورت الممثلة وزوجها أنهما ملكا الرجل وأنه لم يذهب بعد ذلك إلى أماكن التصوير، وأنها ستكون طريقة للحصول على الممثلات المغمورات، ولكن الرجل استمر فى زياراته لأماكن التصوير والتحرش بالممثلات المغمورات. وقد أثار ذلك دهشة منتج. وقال لأصدقائه إنه مذهول من انحدار مستوى وذوق الرجل. ويبدو أن جو الأعمال الدرامية كان يعجب الرجل وأن هذا النوع من الممثلات يرضى غروره، ولكن الأمر لم يسلم كل مرة. فقد فوجئ المسئول برفض بعض الممثلات له. ولكنه لم يكن يريد أن يزيد من الفضائح. فلم يقلب الدنيا رأسا على عقب لأن فنانة ربع مشهورة رفضت إقامة علاقة معه. 2- أزمة يوسف شاهين سمعت ذلك المسئول مرة فى عشاء يسخر من المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين. ويصفه بأسوأ الصفات الأخلاقية والفنية، ونظرا لسذاجتى السياسية فى ذلك الوقت تصورت أن كراهية الرجل لشاهين لها سبب سياسى. فأفلام شاهين كانت تمثل صداعاً فى دماغ السلطة وبالمثل كانت مواقفه السياسية والفنية لا تحظى برضا السلطة. ولكن أحد الحاضرين للعشاء كشف سر كراهية المسئول الرئاسى للمخرج الكبير. فقد سمع من شاهين قصة رواها المخرج الكبير بغضب شديد. كان يوسف شاهين فى مهرجان كان كعادته كل عام. وكان هناك وفد رئاسى فى فرنسا. وفوجئ شاهين باتصال من هذا المسئول الرئاسى. وفوجئ أكثر بالطلب الذى طلبه الرجل. فقد قال له المسئول الرئاسى: إحنا فى فرنسا ما تجيب ممثلات (موزز) وصغيرات فى السن وتيجى عندنا، وقد أغلق يوسف شاهين التليفون فى وجه الرجل بعد أن لقنه درسا فى الأدب والتعامل مع الفن والفنانين. وقد سمعت نفس القصة من مخرج آخر. وكان الحوار حول تجاهل الدولة للفن والرقى به. فطلب منى المخرج أن أغلق التسجيل وحكى القصة للتدليل على فساد رؤية الدولة للفن والفنانين. 3- خناقة الحكومة والرئاسة كانت كل المؤشرات تؤدى إلى نهاية واحدة ثمة ثورة جياع أو ربما انقلاب أو كارثة فى طريقها لمصر. الفقر تزداد معدلاته والدولة مفاصلها تفككت بين شلة الوريث وشلة الرئيس. والتعذيب والتجاوزات أصبح سمة العصر. وكانت مصر تفقد كل يوم جزءاً ما من مكانتها على كل المستويات. العربى والإقليمى والدولى. وما بين الأزمات المحلية والدولية. ما بين هذا وذاك تسربت أنباء عن ثمة خلاف قوى وخطير ما بين الرئاسة والحكومة. وتحديدا بين مسئول بالرئاسة وحكومة الدكتور أحمد نظيف وهى آخر حكومة قبل الثورة.. وطلب المسئول من نظيف طرد أحد العاملين معه. وكانت الحجة أن الرجل يعمل ضد مصالح الحزب الوطنى وأنه يمد المعارضة بمعلومات ويساعد نواب المعارضة. وباختصار كانت هناك قائمة بتهم متنوعة ضد الموظف. ورفض نظيف تصديق كل الاتهامات. خاصة أنه يعرف الموظف جيداً. وقد تسبب هذا الموقف فى أن أوعز المسئول الرئاسى لبعض نواب الوطنى من معارفه فى تقديم طلبات إحاطة وأسئلة حول بعض قضايا الإهمال والفساد الصغير فى حكومة نظيف. وهى قضايا وأسرار كان الرجل يعرفها بحكم عمله. ولم يتصور أحد حقيقة أو سر الخلاف وسوء العلاقة بين الرجلين. ثم حدثت انفراجة فجأة مثلما حدثت المشكلة فجأة. وتناولت بعض الصحف القصة للتدليل على الصراع بين الحرس القديم والحرس الجديد. ولكن الحقيقة كانت أبعد من ذلك بكثير. فقد ظهرت فى عالم النخبة فتاة فاتنة نصفها مصرى ونصفها الآخر لبنانى. وتهافت على الفتاة رجال أعمال كبار وساسة وبعض المسئولين. وعرض المسئول بالرئاسة على الفتاة صداقته ونفوذه. ولكنها رفضت ورأت أنه فى سن والدها. خاصة أن لديها عروضاً من رجال فى سن الشباب من كبار رجال الأعمال. وفى أحد الحفلات تعرفت الفتاة بالموظف الذى يعمل مع رئيس الحكومة فأعجبت به دون أن تعرف وظيفته. وكان المسئول فى الرئاسة يراقبها. فعرف بعلاقتها بالموظف. وأصر على الانتقام منه. وتدخل مسئول على مستوى عالٍ لحل الأزمة الخطيرة. فكيف تعلو عين على مؤسسة الرئاسة. وانتهت الأزمة باعتذار الموظف بأنه لم يكن يعرف بمحاولات الموظف الرئاسى معها. لأنه من الطبيعى ألا يهتم بعلاقاتها السابقة. فهى مجرد علاقة عابرة، وليست امرأة سيتزوجها ليسأل عنها وعن أصلها وتاريخها. ربما تكشف هذه القصة أن الدولة المصرية تعانى من خواء سياسى. وهى درجة أسوأ من الفساد السياسى. فالمؤامرات أصحبت تنحصر فى الغالب إما للفساد السياسى أو المالى أو الأخلاقى. ويمكن ضرب الأصدقاء أو أبناء المعسكر السياسى الواحد لأتفه سبب، هذا النوع من العلاقات أو الخلافات مرجعه إلى طول الاستمرار فى السلطة. فهذا يخلق نوعاً من الإحساس بالخلود وجمود الحياة. وليس شرطا أن يصيب هذا الشعور المسئولين الذين قضوا سنوات طويلة فى السلطة فقط. لأن هذا الشعور ينتقل إلى العاملين المقربين منهم. ولا يعرف هؤلاء المسئولون الخوف من الشعب أو الإعلام أو الصحافة أو الأجهزة الرقابية. فكل ذلك لم يغير من الأوضاع الراسخة. ولكن غضب الرؤساء هو فقط القادر على فعل التغيير. فالتغيير فى مصر كان قد أصبح حلما مستحيلا، وليس مجرد حلم مستبعد أو مؤجل. باختصار التغيير ورحيل نظام مبارك لم يكونا خيارات أو حتى مخاوف فى عقل معظم رجال نخبة مبارك 4- صراع فى النادى يوجد فى مصر مجموعة من الروابط والكيانات التى يطلق عليها المجتمع تجاوزاً كلمة نادى. وهذه النوادى تجمع طبقة كريمة المجتمع وتغلب عليها عضوية النساء عن الرجال. ولا تتدخل الحكومة أو وزارة الشئون فى أغلب الأحوال فى هذه الروابط. خاصة أن هذه الروابط تنأى بنفسها عن النشاط السياسى ولا تستضيف إلا السياسيين والفنانين المرضى عنهم. كما أن معظم هذه الروابط تحظى بحصانات دولية. لأنها فروع لمؤسسات وروابط دولية أجنبية. ولذلك تحرص الحكومة على عدم الدخول فى مشكلات مع هذه الروابط. وكانت إحدى الروابط تستضيف أحد الوزراء المهمين عندما حدثت واقعة مثيرة. فقد تعاملت إحدى عضوات النادى بدلال أكثر مما يجب مع الوزير. وزادت من سلوكها المسىء والخارج مع استجابة الوزير. وخاف النادى من تكرار هذه الفضيحة. فقررت إدارة النادى فصل العضوة. وكادت القضية أن تتوقف عند هذا الحد. ولكن فجأة اتصل وكيل وزارة بوزارة الشئون الاجتماعية (التضامن الآن) برئيس النادى وطلب زيارة الرجل فى مكتبه الخاص. وعندما التقى وكيل الوزارة برئيس النادى طلب منه أن يرحمه. ويعيد العضوة التى فصلها من النادى. واندهش رئيس النادى من استخدام الموظف لتعبير ارحمنى. فشرح له الرجل أنه يتلقى تليفونات من أحد الموظفين الكبار برئاسة الجمهورية يتصل به كثيرا وهدده فى حالة عدم عودة هذه العضوة أنه سيتلقى العقاب. وتحرى رئيس النادى عن القصة فعرف أن العضوة وصلت لهذا الموظف الرئاسى من خلال علاقتها بالوزير الذى قابلته فى لقاء النادى معه. وفهم رئيس النادى سر تهديدات العضوة وثقتها فى عودتها. ولكن رئيس النادى اتصل بوكيل الوزارة وقال له إن عليها أن تلجأ للقضاء لكى تعود للنادى. وبالطبع وصلت الرسالة لموظف الرئاسة بأن الحكاية ستعرف ويتم تسريبها فى حالة مواصلة الضغط. فى الغالب لا تنتهى مثل هذه القصص بمثل هذه النهاية. فالضغوط تأتى ثمارها. ولكن توزان القوى يلعب فى بعض الأحيان لصالح تقليص نفوذ أهل السلطة ورجال الحكم. 5- أزمة لسان فى دولة الفساد نادرا ما أطيح بمسئول داخل الرئاسة أو الحكومة نتيجة لفساده سواء السياسى أو المالى أو الأخلاقى. ولذلك كان من المثير أن يخسر موظف بالرئاسة منصبه المهم لمجرد أنه أجرى مكالمة هاتفية ساخنة مع امرأة تربطه بها علاقة خاصة. وقد صاحب إنهاء عمل هذا الموظف بالرئاسة حملة غضب وسخط على الرجل. وعلى مكالماته الهاتفية المتجاوزة وغير الأخلاقية. وأن الموظف لم يراع قواعد العمل وأصول الصنعة فى القصور الرئاسية. وكلام آخر عن حساسية موقفه كموظف فى الرئاسة ويقابل الرئيس فى بعض الأحيان ويسافر لإجراء مهام للرئاسة للخارج. فالموظف يعد سفيراً للرئاسة ولمصر. ولذلك ما كان يجب أن يتورط فى مثل هذه المكالمات الساخنة والخارجة ولم يصدق بعض العارفين ببواطن الأمور قصة الإطاحة بموظف بالرئاسة لمجرد أنه أجرى مكالمات ساخنة مع صديقته أو حتى له علاقات غرامية وبدأوا ينبشون وراء القصة. فعرفوا السبب الحقيقى للإطاحة بالرجل. ففى إحدى المكالمات أراد الرجل أن يتباهى أمام صديقته بالهدايا والملابس التى أحضرها لها من الخارج. فقال لها إنه اشتراها من نفس الماركات والأماكن التى تشترى منها السيدة الأولى ملابسها وأغراضها الأخرى. وتم تسجيل المكالمة. فاتخذ القرار بأن يرحل الرجل عن الرئاسة فورا. ليس بسبب علاقته الخاصة أو إجرائه مكالمات ساخنة. بل لأنه تجرأ على ذكر اسم السيدة الأولى والزج بها فى موضوع مشين. ولابد أن يلفت نظرك أن كل المكالمات والخطوات والعلاقات يتم رصدها وتسجيلها. وكله تحت السيطرة وكله تحت النظر.. ولكن قرار استبعاد أو معاقبة أى فساد كان يحتاج لوقت طوووووويل جدا جدا جدا.