بعد التوترات التي لاحقت الولاياتالمتحدةالأمريكية وحليفاتها إسرائيل، قامت أمريكا بمحاولة لإذابتها والقضاء عليها، فقد أعلن نائب الرئيس الأمريكي "جون بايدن" أن الولاياتالمتحدة تستعد لتسليم إسرائيل مقاتلات "اف-35 " الجديدة لمساعدتها في الحفاظ على تفوقها العسكري في الشرق الأوسط؛ لتصبح إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك المقاتلة التي تنتمي للجيل الخامس.
وقد أكد بايدن، عقب تصريحاته، إن العلاقات التي تجمع بين أمريكا وإسرائيل علاقات أسرية، مشيرا إلى إن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستضمن حماية أمن إسرائيل في أي إتفاق إيراني.
ونرصد الأسباب الحقيقية وراء تسليم أمريكا لإسرائيل مقاتلات إف 35 في ذلك التوقيت.
- ردا على الإتفاقات العسكرية المصرية مع روسياوفرنسا
فقال اللواء زكريا حسين، الخبير العسكري، أن السبب في تسليم أمريكا لإسرائيل صفقة أسلحة مقاتلات "إف 35" في ذلك التوقيت، للرد على صفقات الأسلحة التي عقدتها مصر مع فرنساوروسيا، حيث أن أمريكا تسعى لتمكين إسرائيل من الشرق الأوسط، وستسعى للوقوف خلفها ماديا وعسكريا لتثبت تفوقها العسكري على كافة البلاد العربية.
وأشار حسين، إلى أن تلك الصفقة ليست مهمة بقدر أهمية السلاح النووي الإسرائيلي، موضحا أن الأجدى معرفة ما تقوم به إسرائيل وكيف ومتى تستخدم ذلك السلاح.
- رسالة للشرق الأوسط
وأضاف اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، أن تلك الصفقة متفق عليها منذ أعوام ولكن إعلان أمريكا لتسليمها في ذلك التوقيت، هو بمثابة رسالة موجهة لدول الشرق الأوسط أرادت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تؤكد على قوة ونمو العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، موضحا إن إستخدام بايدن لكلمة العلاقة الأسرية يؤكد فحوى تلك الرسالة.
وأكد مسلم، أن المصالح المشتركة للبلدين هي التي أتممت تلك الصفقة، حيث إن إسرائيل وأمريكا يسعيان لإستعمار الشرق الأوسط وتساعد كلا منهما الأخرى لفرض السيطرة والقضاء على العرب دولة تلو الأخرى، فتستخدم أمريكا إسرائيل، وتجعلها تتفوق عسكريا لتأهيلها للسيطرة في أي وقت.
- الخدعة الإسرائيلية
وقال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير بالعلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن تلك الصفقة والغرض الأمريكي من التفوق العسكري لإسرائيل أمر طبيعي، حيث أن الأمن القومي لأمريكا يشمّل أيضًا الأمن القومي الإسرائيلي بل ويُعد جزءًا هامًا منه.
وأشار اللاوندي، أن هناك الكثير من المحاولات الإسرائيلية والأمريكية لرجوع العلاقات بين البلدين مرة أخرى، مؤكدا أن الدافع الإسرائيلي جعلها تستخدم تلك الصفقة كخدعة إسرائيلية جديدة، لتحافظ على الجانب الأمريكي لعدم لجوء الأخير لإيران لتزويدها بالسلاح النووي، والإستغناء عن السلاح النووي الإسرائيلي، حيث أن إسرائيل تسعى لتظل أمريكا بجانبها وتكون المساعد لتفوقها العسكري بالمنطقة.