التغذية الجيدة والسليمة منذ الصغر تقى من خطر السمنة

أكد المدرب عمر الدوري، الذي يعد أحد خبراء التغذية واللياقة البدنية في الامارات العربية المتحدة أهمية تقديم وجبات ذات قيمة غذائية عالية لطلاب المدراس لتجنيبهم خطر السمنة وكذلك الحفاظ على تركيز عالي خلال الدراسة.
أجرى عمر الدوري الخبير في علم التغذية واللياقة البدنية الامارات جلسات تعريفية مع المئات من طلاب المدارس خلال العام الدراسي الحالي لتعريفهم بأفضل الخطوات لاتباع أسلوب حياة صحي.
وأثنى الدوري على الخطوة التي اتبعتها العديد من المدارس في زيادة الساعات المخصصة لمادة التربية الرياضية، إلا أنه يرى أن العديد من أولياء الأمور بحاجة إلى المزيد من التوعية فيما يتعلق بتغذية صغارهم وبشكل خاص الوجبات الغذائية التي يجب تحضيرها لأولادهم لتناولها أثناء استراحة الغداء.
وعلق المدرب عمر: "يسير العديد من الطلاب في الإمارات نحو السمنة، لقد اطلعت على بعض الوجبات التي يحضرها الأهل لأولادهم وما شاهدته يبعث على القلق.
إنه أمر مؤسف حقاً، خاصة أن مسألة تقديم وجبات صحية للصغار أمر سهل للغاية".
أهمية الوجبة الغذائية على تركيز الأطفال في المدارس:
ويخصص الدوري مجمل وقته لتعريف أولياء الأمور بأهمية التغذية الصحية وإحداث تغيير إيجابي بخصوص الوجبات الغذائية التي يوضبونها لأولادهم لتناولها في استراحة الغداء.
وتعد مواضيع الصحة والتغذية السليمة لجيل الشباب من المواضيع الرئيسية التي يتم مناقشتها على الدوام، ولكن الدوري يؤكد أن حل هذه المسألة ليس بالأمر الصعب.
وتابع الدوري: "إن التعريف بأهمية التغذية السليمة أمر يمكن تناوله ضمن المنهاج الدراسي، وهذا الأمر سيؤثر بشكل إيجابي على مستويات التركيز، والتي سيكون لها أثر إيجابي على المدى الطويل في تحقيق نتائج إيجابية وأكثر كفاءة في الإمارات".
وأردف: " ما لم يتم تشجيع جيل الشباب على اتباع خيارات صحية، فيسيرون نحو الاتجاه الأسهل، وكما يعرف الجميع فإن ذلك يعنى اختيار الوجبات السريعة التي تحتوي على نسب عالية من الأملاح والصوديوم والمواد المنكهة الصناعية والمواد الحافظة.
عند اطلاعي على الوجبات الغذائية الموضبة للطلاب، لم تكن أغلب الأمثلة التي شاهدتها مثالية".
ومما لا يدعو للشك أن الحمية الغذائية التي يتبعها أغلب الطلاب حالياً والتي غالباً ما تتكون من وجبات البيتزا أو البطاطس المقلية أو وجبات البرغر لا تعد الغذاء المثالي الذي يتيح للطلاب تحقيق أفضل النتائج.
إذ تعد التغذية السليمة من أهم العوامل في تحقيق مستويات أعلى من التركيز أثناء اليوم الدراسي.
ويتحدث الدوري من منطلق خبرة طويلة في هذا المجال، ويدعم اقتراحاته بسنوات طويلة من العمل في مجال التغذية واللياقة البدنية.
وكان الدوري قد انتقل إلى دبي مؤخراً قادما من مدينة لندن حيث أثبت نجاحه في مجال تدريب كرة القدم واللياقة البدنية، وتمكن من تكرار نجاحه في الإمارات.
وفاز الدوري بجائز "مدرب العام" عدة مرات خلال السنوات الماضية، كما فاز مؤخراً بجائزة الإمارات للياقة البدنية، الأمر الذي يؤكد مكانته في عالم الصحة والتغذية وإدراكه للمتطلبات اللازمة لاتباع نمط حياة صحي.
ومع وصول الدوري إلى الإمارات، عمل على تأسيس نادي بي 3 الصحي في منطقة مرسى دبي (دبي مارينا)، والذي تركز فلسفته على ثلاثة دعائم لاتباع نمط حياة صحي وهي التدريب الشخصي والعلاج الطبيعي والتغذية الصحية، وانتقل بعد ذلك إلى غانا لتدريب منتخبها الوطني لتحت سن العشرين، أثناء تحضيراته للمشاركة في بطولة كأس العالم لتحت سن العشرين عامأ.
أهمية توعية الأهل على تنويع الوجبات :
وتابع الدوري: "أريد أن أخصص مزيداً من وقتي لتوعية الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور. يحتاج الصغار إلى الدعم، والحلول المطرحة يمكن اعتمادها بكل سهولة.
يمكن إحداث تغيير إيجابي هائل قد ينقذ حياة البعض من خلال المساعدة وتقديم النصائح التغذوية الصحيحة".
ويقدم الدوري نصائحه حول توضيب وجبة الغداء للطلاب كل يوم. "كلنا نعرف ما هي الوجبات الصحية التي يفضل تناولها، ولكن يتوجب جعلها إضفاء التنويع وجعلها مثيرة للاهتمام ومسلية أثناء تناولها.
يمل الصغار من تشابه الوجبات بسرعة، ولهذا فإن تقديم وجبة غداء صحية مختلفة كل يوم، تضم تنوعا كما ان الخضروات والفواكه ذات الألوان الجميلة ستثير اهتمام الصغار ويدفعهم إلى تناول الوجبات الصحية".
"إن تكوين عادات غذائية صحية أمر في غاية الأهمية، فنحن نتطلع إلى اتباع أسلوب حياة صحي على المدى الطويل بدلاً من الحميات الغذائية الغريبة والمبتدعة التي يطلقها المشاهير.
وإذا تمكنا من تعريف الصغار أثناء المراحل الدراسية المبكرة بأهمية التغذية الصحية فإن أهمية اتباع أسلوب حياة صحي سيكون له أثر مستدام". ويؤكد الدوري على التزامه بإحداث تغيير إيجابي في ما يتعلق بالحمية الغذائية التي يتبعها الصغار في الإمارات، ويتعهد بمواصلة سعيه في هذا المجال حتى يتمكن من تحقيق هذا التغيير.
الرياضة عامل أساسي لتفادي السمنة لدى الأطفال:
وأضاف الدوري: "إن علاج داء السمنة لدى البالغين أمر صعب ومكلف للغاية، والوقاية من ذلك أمر أساسي، ولهذا فإن توعية الصغار والطاقم التعليمي وأولياء الأمور يعد أفضل وسيلة لتحقيق نتائج مستدامة. تعد الطفولة مرحلة حاسمة في تكون العادات الغذائية عند البلوغ، ولهذا فإن تعريف الصغار بأفضل الوسائل لاتباع نمط حياة صحي يعد أمراً في غاية الأهمية".
"مما لا شك فيه أننا نسير في الاتجاه الصحيح، يمارس الصغار مزيداً من الأنشطة الرياضية ويمارسون الرياضة بشكل أكبر عن السابق، ولكن هناك المزيد من الخطوات التي يتوجب اتباعها فيما يتعلق بموضوع التغذية السليمة.
وهذا ما أود العمل عليه خلال الفترة القادمة لإحداث تغيير إيجابي".
وكان الدوري قد عاد مؤخراً من تدريب منتخب غانا الوطني لفئة تحت 20 عام في أفريقيا، ويتابع الآن نشاطاته في تدريب كرة القدم في الإمارات بالإضافة إلى نشاطاته في مجال اللياقة البدنية، إلى أن اهتمامه يتركز الآن في إحداث تغيير إيجابي في العادات الغذائية لدى الصغار.