عقب إجتماع وزير الخارجية المصرى سامح شكرى مع نظيريه الإيطالى والجزائرى فى روما لبحث تطورات الأزمة الليبية ، وسط أجواء توحى بقرب شن ضربات عسكرية دولية على معاقل الإرهاب بليبيا ، خاصة وأن وزير الخارجية الإيطالى صرح عقب الإجتماع بأن التدخل العسكرى فى ليبيا ونيجيريا بات وشيكا، وكانت بلاده قد إستبقت لقاء الوزراء بإجراء مناورات البحر المفتوح على السواحل الليبية، وهو ما ينذر بتشكيل حلف "أورومتوسطى" لشن هجمات على الجماعات الإرهابية بليبيا بعد تضارب المصالح العربية حول مساعدة مصر فى حماية حدودها. مصالح متضاربة وعن كيفية التدخل قال الدكتور طارق فهمى ،أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ،ورئيس وحدة الدراسات الإستراتيجية بالمركز القومى لبحوث الشرق الأوسط ،أن مصر تريد ألا تقدم على خوض معارك فى ليبيا ، إلاتحت مظلة دولية ،وكانت تفضل أن يكون من خلال ما يسمى بالقوة العربية المشتركة ، التى طالب السيسى بتشكيلها خلال القمة العربية ،ولكنها لن تتشكل قبل 4 أشهر ، ومن المتوقع أن تتضارب مصالح الدول المشاركة فيها تجاه الملف الليبيى ،خاصة وأن هناك دولاً عربية لها علاقات مع الجماعات المتأسلمة ،ولهذا السبب تم تأجيل إجتماع وزراء الخارجية العرب عدة مرات ،وتغيبت عنه أطراف عديدة فى مقدمتها المغرب ، التى لم تحضر إجتماع روما بالأمس . وتوقع فهمى أن تقوم مصر بالتنسيق مع إيطاليا وفرنسا والجزائر، لتشكيل تحالف عربى أوروبى " أورومتوسطى "، على غرار "عاصفة الحزم" التى دعيت للمشاركة فيها أطراف غير عربية ، وهذا التحالف الإقليمى سيسهل من حركة مصر عسكرياً فى ليبيا، ويمنحها غطاء دولى . إفتقاد الأجندة وفى سياق متصل قال الدكتور محمد سعيد إدريس مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ،أنه كان ينبغى على مصر منذ البداية أن تضع ضوابط للتدخل العسكرى فى اليمن ، بمعنى ألا تتدخل قبل وضع أجندة سياسية وعسكرية مستقبلية ،تحدد الضربات القادمة ،وما بعد عملية اليمن ،حتى لا تكون " خبطة واحدة وانتهت ". وأضاف إدريس أنه كان يتعين على القيادة المصرية أن تضع أولوياتها ضمن أجندة مشروع القوة العربية المشتركة ، أو التحالف العسكرى العربى ، بمعنى أن نتفق على أجندة عمل متكاملة مفادها "أن أساعدك على تأمين حدودك مع اليمن ، وتساعدنى فى حماية حدودى مع ليبيا "،و يجب أن تشتمل الخطة أيضا وضع الإستراتيجية القادمة تجاه الملفات السورية والعراقية ، ليكون هناك تحالف عربى حقيقى ، وليست عملية عسكرية نشارك فيها "من الباطن "، ثم يذهب بعدها كل طرف إلى حال سبيله ليواجه وحده الخطر المحيط ببلاده . مرحلة عمل دبلوماسى وعلى جانب أخر قال السفير نبيل بدر ، مساعد وزير الخارجية الأسبق ،أن التدخل العسكرى فى ليبيا ليس مطروحاً فى المرحلة الحالية، التى هى مرحلةعمل دبلوماسى، تهدف لمحاصرة جماعات الإرهاب داخل ليبيا ،ومنع أى دعم خارجى من الوصول إليها، وأيضا التنسيق دولياً لدعم السلطة الشرعية فى ليبيا المتمثلة فى حكومة مجلس النواب . وأكد بدر أن السواحل الليبيبة تمتد بطول يتجاوز 2000 كيلومتر ،وهو ما يستدعى نوع من التنسيق لا يسمح بتهريب السلاح والإرهابيين عبر تلك السواحل والحدود، بشكل يحتاج إلى تعاون بين كل الدول المجاورة لليبيا . وعن إيطاليا قال مساعد وزير الخارجية الأسبق ، إنها دولة صديقة لمصر، وتربطنا بها علاقات دبلوماسية وعسكرية قوية، وهى أيضا جارة لليبيا ومواجهة لسواحلها، بالإضافة لأنها تقود الإتحاد الأوروبى فى دورته الحالية، ومن ثم تستطيع أن تضغط على الكيانات الدولية لتبنى فكرة إعادة تسليح الجيش الليبيى وتدريبه وتمكينه من مواجهة الإرهاب ، بالتنسيق مع مصر ودول المغرب العربى ،والتى تربطها أيضا علاقات صداقة قوية مع إيطاليا.