"كلنا سنموت، ولكن هناك فرق بين شخص يموت وينتهى وشخص مثلى يموت ولكن يظل حيًا بسيرته وتاريخه" كانت هذه كلمات "روز اليوسف" التى رحلت فى مثل هذا اليوم 10 ابريل 1958 نشأتها
هى "فاطمة محمد محيى الدين يوسف" أو "روز اليوسف"، كما عرفها التاريخ، كاتبة صحفية، إشتهرت بالتمثيل المسرحى والكتابة. كانت "فاطمة اليوسف" من أصل لبنانى، ولدت فى بيروت ب لبنان عام 1897، وبعد وفاة أمها أثناء ولادتها، إنتقل والدها "محمد محيى الدين يوسف" إلى اسطنبول ب تركيا. وكان "محمد محيى الدين يوسف" والد "فاطمة اليوسف"، يعمل تاجرًا من أصل تركى، وترك طفلته فى رعاية أسرة مسيحية، كانت تدللها باسم "روز". إنقطعت أخبار الأب بعد سفره لتركيا، فتبنتها العائلة المسيحية، وأخفت عنها حقيقة عائلتها المسلمة الحقيقية، حتى وصلت عامها العشرين، قررت العائلة أن تبوح ل "روز" او "فاطمة" بحقيقة عائلتها وأنها مسلمة وليست مسيحية، وعندها إندهشت "روز" الصغيرة من سهولة تفريط عائلتها فيها، عندما سمحت لها الأسرة بالسفر مع صديق العائلة إلى أمريكا، فوافقت "روز" ظاهريًا على السفر إلى أمريكا. وعندما رست السفينة التى كانا يستقلانها على شاطئ مدينة الإسكندرية بمصر، غافلته "روز" وهبطت إلى مصر وحدها، وبدأت حياتها المصرية. موهبة فنية وفى الإسكندرية، إكتشف الفنان "عزيز عيد" موهبة "روز" الفنية، عندما أعطاها الفرصة للعمل كمبارس فى دور سيدة مسنة، رفضته كل ممثلات الفرقة، وأدت وقتها "روز" الدور فى عبقرية ملحوظة من الجميع. وبدأت "روز" من هذه النقطة عملها المسرحى الفنى، وسط إنبهار الجميع بأدائها المتميز، وسط فرقة "عزيز عيد" وفرقة "عكاشة"، وكان ذلك تمهيدًا لحياتها الفنية، وبدأت بعد ذلك بتعلم الموسيقى، وأداء المقطوعات الموسيقية، تعرفت وقتها على الفنان والمخرج المسرحى "اسكندر فرح"، والذى تبناها فى التمثيل وفى عائلته. وبعد ذلك إنتقلت "روز" من الإسكندرية إلى القاهرة، مع الفنان "اسكندر فرح"، وشاركت فى العديد من الفرق المسرحية، وتألقت فى التمثيل، وكان أشهرها فرقة "جورج أبيض" عام 1912، وفرقة "روسيس" التى أسسها الفنان "يوسف وهبى" عام 1923 وكانت بطلة الفرقة. مجلة روزاليوسف
توقفت "روز" عن حياة التمثيل، عندما إختلفت مع "يوسف وهبى"، وإعتزلت التمثيل، فاتجهت إلى الصحافة عام 1925 فأنشأت مجلة فنية، وأطلقت عليها "مجلة روز اليوسف". ولدت فكرة إصدار المجلة، بشكل طريف جدًا، حيث كانت "روز" تجلس فى محل "حلوانى" مع صديقاتها، عندما جاء بائع الجرائد والصحف، وأبدت "روز" إستيائها من سياسات الجرائد والحملات التى تتبناها، وهنا جائت لها فكرة إنشاء مجلة صحفية فنية، تكون مدرسة للصحافة واتجاه جديد فى هذا المجال. وولدت مجلة "روز اليوسف" عبر تعاون بين "روز" والكاتب الصحفى "محمد التابعى" الذى وصفه الصحفيون أنذاك أنه الكاتب الصحفى الشاب صاحب القلم والأسلوب الفريد فى تاريخ الصحافة المصرية، وصدر أول عدد لمجلة "روز اليوسف" يوم الإثنين 26 أكتوبر 1925. نجحت مجلة "روز اليوسف" فى الأوساط الفنية والصحفية وقتها، حتى تحولت إلى منهجًا فى الصحافة، ومدرسة يحتذى بها، ويسير على نهجها الكثير من الصحفيين. ولكن سرعان ما تأثرت المجلة بالمنافسة، التى تسببت لها بالمضايقات والملاحقات، التى أدت إلى سقوطها وتعرضها للفشل بعد نحو عشرة أعوام من إنشائها، فاتجهت "روز" وأصدرت "صحيفة روز اليوسف", التى وصلت لمكان ونجاح كبير، ووصلت من النجاح والتوزيع أن هددت أكبر الصحف بمصر وحتى الصحف القومية آنذاك. ثم وصلت "روز" إلى منحدر جديد فى حياتها المهنية، عندما بدأ الباعة برفض بيع صحيفة "روز اليوسف" بسبب إتجاهاتها السياسية فى مناهضة النظام، وتأييدها لحزب الوفد فى ذلك الوقت الذى كان يتعرض فيه الحزب لمضايقات وحملة إنتقادات صارخة فى الوسط السياسى، حتى تعرضت للدين وأزمات مالية خانقة.
وتزوجت "روز اليوسف" ثلا مرات، أول مرة تزوجت من الفنان المصرى زكى طليمات" وأنجبت منه "آمال"، وتزوجت للمرة الثانية من المهندس "محمد عبد القدوس" وأنجبت منه الروائى الكبير "إحسان عبد القدوس" فى عام 1920, ثم تزوجت للمرة الأخيرة من "قاسم أمين"، حفيد "قاسم أمين" الكاتب المعروف ب"طالب تحرير المرأة".