فى تحول مفاجئ ومحير انقلبت الناشطة اليمنية توكل كرمان على نفسها، واستعانت بالجيش المصري في الرد على تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وعُرفت كرمان، بمعاداتها الشديدة للجيش المصري، وخصوصاً هتفاتها ب "يسقط حكم العسكر" في موقعها على "فيسبوك" في أعقاب فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بانتخابات الرئاسة، وأشادت بما وصفته "الحالة السلمية" لكفاح جماعة الإخوان وشركائها في مصر. إلا أن موقفها من الجيش المصري قد شهد تغيراً كبيراً في الوقت الحالي، حيث أنها انتقدت تهديدات حسن نصرالله الذي طالب ميليشيات الحوثيين في اليمن بضرب الملاحة الدولية في باب المندب. وأكدت كرمان أن نصر الله يجب أن يعي أن الجيش المصري هناك لتأمين الملاحة والتصدي لأي عمليات ارهابية. وأضافت كرمان، فى تغريده لها عبر صفحتها على "فيسبوك" اليوم الثلاثاء،:" توارت خطابات عبدالملك الحوثي وظهر حسن نصر الله ليهدد الملاحة الدولية بعمليات إرهابية تقوم بها ميليشيات الحوثي بباب المندب". وتابعت قائلة:" طالما قلنا إن حزب الله وإيران يعبثون في اليمن، وهم من يديرون ميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح ، نقول لحسن نصر الله هناك الجيش المصري وغيره من الجيوش العربية المنضوية في التحالف العربي لحماية الملاحة الدولية فلاتعول على هذه الورقة". واختتمت قائلة :" اليمن ليست لبنان وليست سوريا فافهمها". من هي توكل كرمان توكل عبد السلام كرمان، هي صحفية يمنية وعضو في حزب التجمع اليمني للإصلاح. مُنحت جائزة نوبل للسلام عام 2011 بالتقاسم مع إلين جونسون سيرليف وليما غبوي ل"نضالهم السلمي لحماية المرأة وحقها في المشاركة في صنع السلام". ولدت في مديرية شرعب السلام في محافظة تعز، وتخرجت من جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء بكالوريوس تجارة عام 1999 ، ونالت دبلوم عالي فى علم نفس التربوي من جامعة صنعاء، ودبلوم صحافة استقصائية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد اشتهرت بمُعاداتها للجيش المصري ومناصرة الإخوان، ونظراً للتغير المفاجئ ومغازلتها للجيش المصري بعد حربها عليه منذ رحيل مرسي، قامت "الفجر" برصد ردود أفعال بعض السياسيين وخبراء علم النفس لشرح ذلك التغير المفاجئ ومعرفة أسبابه.. المهاترات ففي البداية قال باسم كامل الناشط السياسي، أن توكل كرمان وتصريحاتها ليس لها أي قيمة، مطالباً الإعلام بألا ينساق وراء تلك الأنواع التي تظهر بين الحين والأخر بغرض الظهور وليس لهم أي قيمة في الحقيقة من جانب آرائهم السياسية، قائلاً :"لا تعليق على مثل تلك المهاترات". المصالح المشتركة..ومناصرة إخوان اليمن فيما قال يحيى قدري، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، أن توكل كرمان لم تتناقض في أرائها ولم تغازل الجيش المصري وتعلن توافقها معه، موضحاً أن حقيقة تهديدها لحسن نصر الله بالجيش المصري، جاء لتهديد الحوثيين الذين يبعدون الفكر الإخواني اليمني عن الساحة السياسية. مشيراً إلى أن ذلك الفكر الإخواني الذي تناصره كرمان وتسير على خطاه، مؤكداً أن الحقيقة هي مناصرة الفكر الإخواني وليس الجيش المصري حيث أن ما تسعى إليه "كرمان" هو ما يسعى له الجيش المصري وهو "القضاء على الحوثيين أو التوصل إلى مائدة الحوار ورجوع الإخوان اليمنيين مرة أخرى على الساحة السياسية بعد ما أبعدهم الحوثيين عنها"، واصفاً ذلك التناقض الذي يشيرون إليه ب"المصالح المشتركة". وأوضح قدري، أن إخوان اليمن يتناقضون مع إخوان مصر تلك الفترة حيث أن إخوان اليمن يشيدون بالدور المصري السعودي ضد الحوثيين، بينما إخوان مصر يسعون لإثبات فشل مصر وحكومتها المتمثلة في "عبد الفتاح السيسي" وأكبر فشل يثبت ذلك الآن هو فشل "عاصفة الحزم" التي تقودها مصر والسعودية ضد الحوثيين.