دراسة بحثية لمنشق عن الجماعة الإسلامية تكشف بالأسماء والوقائع ■ التحركات الإيرانية تتطابق مع معلومات مخابراتية عن تخطيط طهران لاستهداف حاكم عربى أو تفجير إحدى العواصم العربية فى الدول المشاركة فى عاصفة الحزم لا تقتصر التحركات الإيرانية عند محاولات استقطاب مؤيدين للمذهب الشيعى، بل يتجاوز الأمر ذلك لمحاولة تجنيد عناصر يتم تدريبها وإصقالها تمهيداً لاستخدامها فى تنفيذ عمليات إرهابية، خاصة مع تكشف المشروع الإيرانى التوسعى فى المنطقة العربية. وفى دراسة بحثية أعدها الباحث فى شئون الحركات الإسلامية ياسر فرويلة، وهو عضو منشق عن تنظيم الجماعة الإسلامية يذكر فيها وقائع خطيرة تتحدث عن نجاح محاولات إيرانية فى تشكيل تنظيمات ومجموعات شبابية مصرية، تم تجنيدها من قبل الحرس الثورى. وتلقى هذه المجموعات القتالية التدريب برعاية المعاهد الفقهية التى تُدرس الحوزات العلمية فى مدينة «قم» بإيران، على حسب ما أشارت الدراسة المعلوماتية التى كتبها «فرويلة». وأفادت المعلومات بوجود العديد من المخططات التى سعت إيران لتنفيذها داخل عدد من المحافظات المصرية، وربما يتم تصعيدها فى الفترة المقبلة، وفقا لتقارير مخابراتية تتحدث عن أن إيران ربما تلجأ فى الفترة المقبلة للرد على التصدى المصرى السعودى العربى ضدا أطماعها فى اليمن، بمحاولة استهداف أحد الحكام العرب، أو القيام بسلسلة تفجيرات إرهابية فى إحدى العواصم العربية التى تقود التحالف ضد الحوثيين المدعومين منها فى اليمن. ويأتى ذلك فى الاستراتيجية القائم عليها الفكر الإيرانى الشيعى القائم على مبدأ «التقية» وعدم خوض المواجهة مباشرة. لذلك بحسب ما ذهبت إليه الدراسة، فإن الحرس الثورى الإيرانى ورجاله، نجح فى استقطاب هؤلاء الشباب المصريين عبر حيلة أن تسفيرهم لإيران للتدريب على الأعمال القتالية ثم تسفيرهم إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة، للانضمام للمجاهدين فى غزة، لكن عقب تسفير الشباب إلى مدينة «قم» التى تعد مركزاً للحوزات العلمية، يتم تدريبهم وإصقالهم فكريا بأفكار شيعية مؤيدة لفكرة «ولاية الفقيه». وفى المرحلة التالية يتولى جنرالات الحرس الثورى الإيرانى عملية التدريب العسكرى للنخبة المنتقاة منهم، ويتم إخبارهم أنهم قد وقع عليهم الاختيار للانضمام إلى «الطليعة القتالية» التى ستتولى حماية أراضيها فى المستقبل بعد اكتمال الحلم الإيرانى بالتوغل داخل المنطقة العربية وتحقيق الحلم الفارسى. ولفتت الدراسة إلى أن عملية «غسيل مخ» تتم لهؤلاء الشباب حتى يصلوا لهذه المرحلة نتيجة الأفكار والمعتقدات التى يدرسونها، ويتلقونها داخل المعاهد الفقهية فى مدينة «قم» بإيران تحثهم على فكر الطاعة العمياء للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية «على خامئنى»، واعتباره الملهم الذى لا يجوز الاعتراض على آرائه، ويجب تنفيذ أوامره حرفياً. ومن المفارقات، أن ما تقوم به مجموعات التجنيد الإيرانية، وجماعة «آية الله الخمينى»، يتطابق مع ما تقوم عليه تحركات وأفكار تنظيم الإخوان المسلمين، ففى طهران جميعهم يمشون على خطى واحدة فى الأفكار والمعتقدات، ولذلك نجد أن اختيار كلمة المرشد الأعلى لثورتهم الإسلامية أسوة بلقب المرشد العام لجماعة الإخوان.. ونعود للدراسة التى أعدها الباحث ياسر فرويلة المنشق عن الجماعة الإسلامية والتى توضح الدور السياسى الذى يقوم به جهاز الحرس الثورى الإيرانى، عبر «على أكبر ولايتى» وهو السياسى المنوط بمتابعة رجال وشباب الشيعة المصريين الذين تم تجنيدهم لصالح الحرس الثورى. ومنهم حسنى مسعد القيادى الشيعى وأحمد راسم النفيس بمحافظة المنصورة، وسالم الصباغ الإخوانى المنشق عن تنظيم الجماعة فى تسعينيات القرن الماضى وعماد قنديل ويحيى شفيق وعاصم فهيم، حسب ما ذهبت إليه الدراسة. ولفت «فرويلة» أن هؤلاء يتلقون الأوامر والتعليمات لنشر صورة إيران فى ثوب الثائر العظيم، فضلاً عن الكارثة الكبرى التى لم يكشف عنها النقاب حتى الآن ومفادها أن هناك مكتباً داخل محافظة القاهرة يترأسه القيادى الشيعى المعروف «الطاهر الهاشمى» وهو معروف بأنه جمعية خيرية لطائفة الشيعة فى مصر، لكن فى حقيقة الأمر تدعى الدراسة أن الجمعية ما هى إلا غطاء ل»مشروع نهضة الأمة» وهى العبارة المدونة والمكتوبة على أوراق المشروع الإيرانى الذى تسعى إيران لتنفيذه فى دول الخليج العربى، بالإضافة إلى «مصر» صاحبة الموقع الاستراتيجى العالمى، وتدلل الدراسة على صحة ادعائها بخريطة الدولة الفارسية المُعلقة على جدران المتحف الحربى فى العاصمة الإيرانيةطهران، والتى توجد فيها مصر ضمن الدولة المزعومة. وتكشف الدراسة عن الدور الغامض الذى يقوم به طاهر الهاشمى فى كتاباته وتدويناته عبر موقع فيس بوك، التى هى دعاية سوداء بين السطور للدولة الإيرانية ونظام الفقيه الولى لمرشد الثورة الإٍسلامية ويقوم بمتابعته جيداً جهاز المخابرات الإيرانى حتى ينال مصداقيته، وتنفيذه بدقة للمشروع الذى تولى تطبيقه لصالح دولة الخامئنى، حسب ما تدعيه الدراسة. وأكدت الدراسة أن الأجهزة الإيرانية، قامت بعملية تجنيد لأعضاء قامت بتسفيرهم لمدينة «قم» الإيرانية فى كل من محافظة البحر الأحمر ومحافظة البحيرة، ومحافظة شمال سيناء وتلقت هذه المجموعات تدريبات بالفعل على يد الحرس الثورى الإيرانى داخل معسكرات التدريب التابعة لهم فى مدينة «اشتهرت» بإيران، بحسب ما أشارت المعلومات فى الدراسة. وأفادت الدراسة بأن هذه المجموعات القتالية تم تدريبها على نظم الاغتيالات من قبل الحرس الثورى بطلب رسمى من قبل رجل يعمل فى رئيس المخابرات الإيرانية ويدعى سيد أمين الصاوى الذى تشير المعلومات إلى أنه له باع طويل فى الكثير من عمليات الاغتيالات التى تمت داخل إيران وخارجها لقيادات سنية ومنها على سبيل الذكر نائب فى البرلمان العراقى «عيفان العيساوى»، المعارض للوجود الإيرانى فى العراق. وتكشف الدراسة عن حقيقة الوفود المصرية الشبابية التى تسافر إلى طهران، تحت غطاء جمعية إيرانية مخابراتية، شكلها الحرس الإيرانى، لتجنيد الشباب المصرى لصالح ولاية الفقيه الولى وهى رابطة «الحوار الدينى» الذى يترأسها رجل يدعى «حميد رضا غريب»، وهو ضابط بالحرس الثورى الإيرانى اختاره «على ولايت» للقيام بدور محدد فى استقطاب وتجنيد الشباب المصرى، للترويج بأن إيران ليست ضد الدور المصرى. ونجحت الرابطة فى التغلغل الإعلامى والسياسى فى مصر فى الفترات القليلة الماضية بمعاونة ومساعدة العديد من قادة العمل الفقهى والسياسى بإيران، كبداية لعملية تجنيد هؤلاء الشباب لصالح إيران وبعدها يتم فرزهم ووضعهم تحت الاختبار لأكثر من عام، حتى يطمئن الجهاز المخابراتى الإيرانى من ولائه له. ويشرف على عملية اختبار الولاء يدعى ضابط بجهاز الحرس الثورى الإيرانى يدعى محمد رضا عاشورى، وهو ملاصق ومجاور للرجل الذى يدعى «حميد غريب رضا» أثناء استضافة للوفود المصرية التى تأتى إلى إيران، ويكون فى استقبالهم كل من أحمد المبلغى رئيس جامعة المذاهب الإسلامية فى طهران، وآية الله عباس الكعبى وهو عضو بمجلس الفقيه الولى المباشر لأعمال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية على خامئنى. وأكد «فرويلة» أن المعلومات عن التحركات الإيرانية فى مصر حصل عليها عبر شهادات حية من بعض الشباب الذين سافروا إلى إيران، ومنهم القيادى الناصرى «حسن خليفة» الذى كتب شهادته فى الدراسة، بعد أن شارك فى الوفود التى سافرت إلى إيران وكشف عما يدور ويدبر هناك.