نجحت عملية "عاصفة الحزم " فى التعامل مع الأزمة اليمنية ، بصورة فرضت على الساحة علامات إستفهام كثيرة ، حول مدى قدرة الحل العسكرى ليس على دحر الحوثيين فقط ، ولكن على إثبات قدرة الجيوش العربية ، على مواجهة الخطر الإيرانى ، وطموحات التغول التى تمارسها طهران لإستعادة حلم "الإمبراطورية الفارسية ". ومن هنا يبقى السؤال الأول المطروح على أجندة إجتماعات القادة العرب ، خلال القمة العربية غدا ، هو كيف يمكن دحر الخطر الشيعى قبل الحوثى ،لإستعادة الشرعية فى اليمن ، و هل نستطيع أن نواجه سيطرة طهران على عواصم عربية أخرى ، وهى بغداد ودمشق وبيروت ؟ أجاب اللواء أركان حرب نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق عن تلك التساؤلات ، مؤكدا أن العالم لم يعترف بالحوثيين ، وبالتالى فهم ميلشيا مسلحة إنقلبت على الشرعية ،ومن هذا المنطلق تكمن قوة الجيوش العربية ، خاصة فى حالة توحدها، لأنها تدافع عن السلطة الشرعية بناء على إستدعاء منها . وعلى الصعيد العسكرى قال فؤاد إن " عاصفة الحزم " بدأت بالضربات الجوية ، وهكذا تكون أساليب الحرب الحديثة ، التى تقوم على نظريات القتال عن بعد "ستاند اوف " ، وتستخدم الصواريخ عابرة المدن ،والطائرات مثل الأباتشى والإف 16 والرافال . ونصح مساعد وزير الدفاع الأسبق بضرورة تسليح الجيش العربى الموحد بالطائرات بدون طيار، التى إمتلكتها إسرائيل بدعوى مواجهة تهديدات إيران ، وجيش العرب هو الأولى بها الأن . وشدد فؤاد ، على ضرورة أن نتعلم من أخطاء الماضى ،وألا نخوض الحرب بمفردنا ، لأن التوحد فى حد ذاته قوة . ومن هذه النقطة تحدث اللواء حسام سويلم ، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا ، ولفت إلى أن مصر فى الماضى خاضت حرب اليمن بمفردها ، وكانت كل الدول العربية ضدها ، بما فيها السعودية والخليج ،لكن اليوم الأمور تغيرت ونحن نخوض المعركة فى إطار تحالف عسكرى عربى بقيادة الجيش السعودى بكل إمكاناته ،ومصر تحاذر أن تدخل بقوات برية حتى لا تستدرج لمعارك فى دروب الصحراء الجبلية الوعرة ، كما حدث عام 1962، ولذلك بدأنا بالأسطول المصرى ،لأن مصلحتنا بشكل مباشر ، تتجه نحو تأمين مضيق باب المندب لحماية المجرى الملاحى لقناة السويس ، وبالفعل نجح الأسطول المصرى فى دحر ميليشيات الحوثى، ودك الموانى التى يسيطر عليها . وأضاف الخبير العسكرى أنه فى خطط الحرب هناك عمليات يطلق عليها عمليات جراحية ،أو عمليات خاصة تقوم بها قوات التدخل السريع ، التى أنشأت من أجل هذا الغرض ، لأن خطر داعش ما هو إلا خطر عابر ، إذا ما قورن بالأطماع الإستعمارية الإيرانية ، التى تسعى لإقامة الإمبراطورية الفارسية ،وعاصمتها بغداد ، ولم تنسى طهران أن مصر كانت مستعمرة فارسية فى الماضى، ومن ثم تسعى لإستكمال قدرتها النووية، وإمتلاك سلاح نووى ، وهى الأن مدعومة من أمريكا وروسيا ، وعلينا أن نتصدى لهذا الخطر من الأن. وفى سياق متصل قال اللواء محمد عبد المنعم إن إيران لاتستند على قوتها ، بقدر ما تعتمد على التفكك العربى ، فى ظل إنحياز بعض الأنظمة العربية الحاكمة لنظام الخومينى ،بل وحصولها على الدعم منه ،وعلينا أن نبدأ بتوحيد الجهود العربية ، وتجميع أكبر و أقصى ما يمكن من الإمكانيات العسكرية لمواجهة الحوثيين ، لأن هزيمتهم تساوى هزيمة نظام الخومينى ، وهو نظام ثيروقراطى دينى عسكرى ، يروج لنفسه الأن على أنه يخوض حربا مقدسة ،لإستعادة أمجاد الدولة الإسلامية ، بينما هو لا يحارب إلا من أجل أغراضه السلطوية الإستعمارية التوسعية ، ويشبه فى ذلك جماعة الإخوان وتنظيم داعش ، وغيرها من التيارات الراديكالية الأصولية ، التى تسير على نهج الحروب الصليبية. وأضاف عبد المنعم أن الحل لمواجهة هذا الخطر أن تتوحد القوى العربية ، وتعيد الإلتفاف حول فكرة القومية العربية ، وليست السنة فى مواجهة الشيعة ، لأننا لا نحارب مذهب دينى طائفى ، وإنما نواجه دولة ذات أطماع إستعمارية تتخذ من الدين ستارا.