تدرك الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية التي تتربص بالمجتمعات العربية المستقرة ومنها المجتمع السعودي خطورة مواقع التواصل الاجتماعي، وتعمل هذه التنظيمات على استقطاب مؤيدين لها وزعزعة الثقة في الحكومات والأنظمة القائمة عبر حسابات وهمية هدفها بث أفكار ومعتقدات تلك الجماعات. ويمثل موقع التواصل الاجتماعي " تويتر" وسيلة هامة جداً يتواصل من خلالها السعوديين مع بعضهم البعض ومع العالم من حولهم، ولأهمية " تويتر" يوجه الشعب السعودي انتقادات كبيرة للجهات الحكومية والهيئات الرسمية إذا لم تفعل حساباتها على " تويتر"، ولعل أكبر دليل على ذلك أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لديه حساب خاص به ب"تويتر" يغرد من خلاله للسعوديين وكانت آخر تغريداته في 10 مارس الماضي. وتؤكد دراسات متخصصة في الإعلام الجديد أن نسبة انتشار "تويتر" بين مستخدمي الإنترنت في السعودية تعتبر الأعلى في العالم، مشيرة إلى أن السعوديين ومن يقيم على أرضهم يغردون 150 مليون مرة شهريا. وأوضحت دراسة أن أربعة من كل 10 مستخدمين للإنترنت في السعودية يملكون حسابا في "تويتر"؛ ولذلك تدرك التنظيمات المتطرفة خطورة هذا الموقع في المملكة العربية السعودية، وتحاول بث سمومها عبرآلاف التغريدات يوميا، حتى أصبحت المملكة تواجه خطرا بسبب الحسابات الوهمية. وكشف خبراء سعوديون، خلال افتتاح ندوة "الأمن والإعلام" التي نظمتها أكاديمية نايف للأمن الوطني بالرياض، أن هناك 6 آلاف حساب في تويتر، موجهة لزرع الفتنة والإحباط داخل المجتمع السعودي، و4 آلاف حساب آخر تقوم بإعادة نشر تغريدات تلك الحسابات، ما يعني أن السعودية محاصرة من قبل الجماعات المتطرفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ ولذلك تعمل الحكومة السعودية على توعية المجتمع السعودي عبر وسائل الإعلام الرسمية بمخاطر تلك الحسابات والغرض من ورائها.