غيرت التنظيمات المتطرفة وجه الحرب في سوريا كما يجمع المراقبون، وسيطرت على مساحات واسعة، وارتكبت الفظائع منذ ظهورها وحتى يومنا هذا. وكانت جبهة النصرة من أوائل التنظيمات التي نشأت في خضم الصراع السوري بداية عام 2012. ويعتقد الخبراء أنها بدأت من بضع عشرات من المقاتلين في صفوف القاعدة، تسللوا من العراق إلى سوريا، بينهم سوريون وعراقيون وأجانب. وفي نهاية عام 2012 أعلن المدعو أبو محمد الجولاني عن تأسيس جبهة النصرة رسمياً. وكان الجولاني قد أرسل إلى سوريا من قبل تنظيم القاعدة في العراق، وتحديداً من قبل أبو بكر البغدادي لتشكيل فصيل عسكري يتبع له، لكن الجولاني حاول الحفاظ على استقلاليته ورفض الانضواء تحت راية البغدادي وتنظيم دولة العراق والشام في ذلك الوقت، ثم بادر بمبايعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. ودفعت الخلافات كثيراً من مقاتلي النصرة الأجانب للانشقاق والالتحاق بما أصبح يسمى تنظيم "داعش" في سوريا، الذي كان قد بدأ بالصعود، مع تدفق مئات المقاتلين الأجانب شهريا للانضمام إلى صفوفه، ليخرج اليوم على أنه واحد من أخطر التنظيمات المتشددة في التاريخ الحديث. ويسيطر "داعش" على مساحات كبيرة شمال سوريا، تمتد من ريف حلب إلى دير الزور والرقة التي يعتبرها عاصمة لدولته، ويقدر عدد مقاتليه بين 20 و30 ألفاً، ويعد النفط والتبرعات أحد أهم موارد تمويله. وتشكل التحالف الدولي، الصيف الماضي، لمحاربته، ومنذ ذلك الوقت يتعرض التنظيم لضربات جوية موجعة في كل من سورياوالعراق.