"من الحب ما قتل" فتاة قبطية تشعل الفتنة في قرية بأكملها بعد هروبها مع حبيبها المسلم سكرتيرة رئيس وزراء سابق تمزق جسد شقيقها وكيل النيابة بعد هروبها من المنزل خبراء: النسبة في تزايد و"الفقر وسوء المعاملة والحب والاضطراب النفسى" أهم اسباب الهروب تتوالى على اسماعنا قصص وحكايات لفتيات هربن من منازلهن، فتارة اختفاء فتاة يبلغ عمرها 15 عاما من منزلها لرغبة أهلها في خطبتها لأحد أقاربها رغما عنها، وتارة أخرى تقع مشاجرة بين عائلتين بالأسلحة النارية بسبب تحريض موظف لفتاة على الهروب من منزل أهلها، مما يسفر عن إصابة 4 أشخاص من العائلتين. ورغم تعدد و إختلاف الدوافع تبقى القضية واحدة و هى "هروب الفتيات" من منازلهن وتفضيلهن البقاء في أحضان الشارع عرضة لمصاعب الزمن و تقلباته على العيش مع أهل ربما افتقدوا معه معانى الدفء و الطمأنينه فيلجئن للبحث عنه خارج جدران هذا المنزل الذى اصبح سجنا لهن. وقد يسبب هرب الفتيات أشعال الفتنة في قرية بأكلمها ووقوع العديد من القتلى و الضحايا كنتيجة لذلك ورغم خطورة هذه الظاهرة لا توجد إحصائية رسمية بعدد هؤلاء الفتيات حيث تتعامل أجهزة الدولة بحرص و تكتم شديد حيال هذه القضية بالاضافة الى عدم ابلاغ الأهالى عن هذه الحالات نظرا لقيود المجتمع وطبيعته الشرقية المحافظة. لذا حاولت جريدة "الفجر" الوقوف على أسباب هذه القضية و طرح حلول لها من خلال علماء النفس و الإجتماع. في هذا السياق قالت الدكتورة "هدى زكريا " أستاذ علم الإجتماع التربوى أن السبب الرئيسى وراء هروب الفتيات من منازلهن هو الضغط العائلى والاعتداءات المتكرره وتعرض بعضهن للتعذيب وإفتقادهن للصورة الذهنية للمنزل وهى ان يكون نبعا للدفء و الأمان مشيرة ان هرب بعض الفتيات لا يمكن تعميمه كظاهرة منتشرة في المجتمع ككل. وأوضحت زكريا أن اطفال الشوارع هم نتاج طبيعى لهروب الأطفال من منازلهن لسوء تعامل الأهل معهم وتعرضهم للضرب و التعذيب منوهة أن هؤلاء الأطفال يتواجد بينهم نسبة كبيرة من الفتيات. واضافت زكريا أن ليس كل "أب و أم" يستحقان هذا اللقب بدليل ما تشهده صفحات الجرائد من قيام اب بتعذيب طفله حتى الموت او اعتدائه على ابنته فيلجأ الطفل للشارع كمأوى له بعد فقده الحب و الحنان الأسرى مؤكده أن نسبة كبيرة من الأبناء لا يثقن فى الاهل وفى الوقت نفسه يمنحون رفاقهم درجة كبيرة من الثقة. وأشار " سعيد صادق " أستاذ علم الإجتماع بالجامعة الأمريكية أن سبب هروب الفتيات من الاهل هى المعاملة السيئة وتعرضهم للضرب وعدم شعور الاطفال بالراحة و الامان ومن ثم الهرب من المنزل مؤكدا ان هذه الظاهرة لا تقتصر على مصر فقط لكنها متواجده بكافة المجتمعات، مؤكدا ان الهروب ينقسم لنوعين مزمن ومؤقت، الهروب المؤقت مرتبط بواقعة معينة مثل تعرض الطفل للعقاب بسبب سلوكا ما صدر منه او مزمن بسبب مشاكل فى المنزل يعانى منها الطفل باستمرار ولفترة طويلة. وأضاف صادق، ان عدد كبير لا يقوم بالابلاغ عن هروب الفتيات بسبب طبيعة المجتمع وخاصة فى المحافظات و الارياف منوها ان الكبت و الفقر والتعامل الاستبدادى وتاثير الاصدقاء اسباب رئيسية تدفع الفتيات لترك منازلهن بحثا عن حياة أفضل في عالم أخر بعيدا عن الأسرة. وفيما يتعلق بالجوانب النفسية التى تدفع الفتيات للهرب قال" جمال فرويز" إستشارى الطب النفسى ان هناك عدة حالات لهروب الفتيات من بينها هروب فتاه جامعية قبطية تبلغ من العمر 22 عام من اهلها لتعلقها بشاب مسلم و من ثم حدوث فتنة طائفية فى منطقة بأكملها مشيرا أن الدوافع النفسية للهرب عديدة من بينها مرض الوسواس القهرى الذى يدفع الفتيات للهروب نتيجة للوقوع تحت ضغط نفسى معين. وقال صادق مثل لفتاة هربت من منزلها وتم العثور عليها فى منطقة مطروح بالصحراوى وتم اكتشاف انها مريضة نفسيا وتحويلها لمستشفى العباسية وكانت هذه الفتاه تعمل سكرتيرة لرئيس وزراء سابق، و تزامنا مع ذلك هرب شقيقها المريض بنفس المرض ويعمل أستاذ جامعى بعين شمس، وهو الاضطراب النفسى الوجدانى وبعد خروجهم من المصحة كانت تمارس حراسة مشددة عليهم فى المنزل وكانت نتيجة ذلك قيامهم بالاعتداء على شقيقهم وكيل النيابة وكتمان انفاسة حتى فارق الحياة وقاما بتقطيع جسده وحرقة كنتيجة لسوء التعامل مع حالتهما وتشديد الحراسة عليهم، موضحا أن الادمان وتعاطى المخدرات يدفع المتعاطى الى القيام بتصرفات غير مسئولة من بينها الهروب من المنزل. وأضاف ان سوء معاملة الاهل فى بعض الاحيان يكون دافع لهروب الفتيات من منازلهن بالاضافة الى دافع الحب والهرب مع المحبوب وخصوصا فى سن المراهقة . وأضاف الدكتور " غياث ابو لغد "إستشارى أمراض المخ و الأعصاب و الطب النفسى ان الفقر و الظلم و غياب العدالة الاجتماعية اسباب ودوافع رئيسية لهروب الفتيات من منازلهن بحثا عن مكان ذومستوى معيشى اعلى و الهروب من الفقر ظنا منهم انهم سيعشون في مكان ذو مستوى معيشى مرتفع. وحمل أبو لغد وسائل الاعلام مسئولية هروب بعض الفتيات من منازلهن بسبب المبالغة في اظهار المستوى المعيشى للنجمات مما يجعلهن قدوة للعديد من الفتيات ويكون دافعا لإعلاء سقف الطموح لديهن ومن ثم الهرب بحثا عن النجومية مضيفا أن سوء التربية و انتشار الظلم الاجتماعى وخصوصا بين الطبقات الدنيا دوافع أخرى لهرب الفتيات. لافتا ان وسائل الاعلام تقوم بإساءة توجية المواطنين وشدد على ان الظروف الاجتماعية والفقر الدوافع الاساسية لهروب الفتيات ضاربا مثال على ذلك لاطفال الشوارع الذين يتواجد من بينهم العديد من الفتيات. مشيرا ان معظم حالات الهروب تكون من المحافظات بحثا عن مستوى معيشى مرتفع في المدينة ومن يصطدمون بالواقع المرير و قد يتعرضن للتحرش او الاغتصاب وكذلك هروب الفتيات من المناطق العشوائية حيث تقطن الاسرة كلها في غرفة واحده لتناول الطعام و قضاء جميع احتياجات المعيشة في نفس الغرفة التى تحمل عدد كبير من الأطفال مما يرسب العديد من العقد لدى الأبناء ومن ثم هروبهم، مضيفاً أن السبب الرئيسى لهروب فتيات الصعيد ارغامهن على الزواج من اقاربهن و بالتالى يقمن بالهرب من منازلهن بسبب اجبارهن على الزواج من ابن العم او احد الاقارب. ومن جانبها قالت دكتورة "ماجدة سليمان " رئيس مؤسسة قضايا المرأة المصرية أن مصر نفتقد وجود إحصائيات في العديد من القضايا كالتحرش و الاغتصاب و الانتحار و اطفال الشوارع على عكس المراكز البحثية في الدول الاخرى و خاصة أوروبا والتى نلجأ اليها في كثير من الاحيان مشيرة ان هذه الدول تهتم برصد الظواهر الموجودة في المجتمع المصرى في حين نفتقد لهذا الدور بالنسبة لمؤسسات المجتمع المدنى المصرية، بالإضافة الى وجود 3 مليون طفل بالشارع نصفهم على الاقل فتيات هاربات من منازلهن. وقد أكد المركز القومي للبحوث الاجتماعية الجنائية بالقاهرة أن الدراسات الميدانية المصرية أثبتت ارتفاع معدل هروب الفتيات من بيت الأسرة في السنوات الأخيرة. ففي مدينة كالقاهرة مثلا كان معدل هروب الفتيات من سن 12 17 سنة 28حالة عام 1991 زادت إلى 95حالة عام 1994ووجود زيادة مستمرة لهذا العدد بشكل كبير ينذر بالخطر. وأرجع المركز أسباب هذه الظاهرة المتنامية إلى أسباب عديدة، منها المؤثرات الإعلامية السلبية، بجانب الظروف الاقتصادية وتطلعات الفتيات المراهقات من الطبقات الدنيا إلى الثراء واللاتي يتم التقاطهن لتحويلهن إلى سلعة في سوق الرقيق الأبيض، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والأسرية القاسية، وتزايد حدة الخلاف بين الآباء والأبناء من خلال الفجوة بين الأجيال وعدم تفهم كل منهما للآخر.