هنأ الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة، نائب رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمملكة البحرين، مصر بمناسبة نجاح انعقاد المؤتمر العام الرابع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية . وأكد اَل خليفة، إن المؤتمر في أوقات عصيبة تمر بها أمتنا الإسلامية، إذ تعصف بها المشكلات السلوكية التي ترجع إلى اضطرابات فكرية كبيرة، وانفصام واضح بين الأصل والتأويل، وبين النظرية والتطبيق، وبين التأصيل والتوظيف. وأكد ائب رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالبحرين، إن التطرف والانحرافات السلوكية الحادة التي نشهدها اليوم هي نتاج للاستغلال السيئ للدين، ونتاج لتراجع دور الحركة العلمية الراشدة في مقابل بروز بعض الحركات السياسية التي باتت تستنهض أبناء الأمة بشعارات دينية لتسبغ على مشاريعها صفة القداسة من أجل مصالحها وطموحاتها. وأشار إلى أن، الإسلام بسماحته ليس حكرًا على أحد، والإسلام بعظمته ليس طريقًا لأحلام الساسة وأوهام الجهلة، موضحاً أن "الإسلام هو الذي أرسى دعائم الوحدة البشرية انطلاقًا من توحيد الخالق، وهو الذي رسم للناس منهجًا اجتماعيًا رصينًا يحقق لهم الحياة الكريمة انطلاقًا من قيمه التي حملها وكرسها". وأضاف، إننا جميعًا معنيون اليوم بمواجهة التطرف وبوادره أيًا كان شكله أو اتجاهاته، ونحن بحاجة إلى اتحاد الجهود في مواجهة الداء الداخلي الدخيل، مشيراً إلى إننا نرى ضرورة تقويم الخطاب الديني، وضرورة مراجعة المناهج الدراسية وتطويرها بما يتماشى مع التحديات والتطلعات، ولابد من العمل على ابتكار البرامج الإعلامية الهادفة بما ينشر الوعي في المجتمعات، كما ينبغي على علماء الأمة أن ينهضوا بأدوارهم الحيوية في الدعوة والإرشاد والتبليغ بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن تقوم المؤسسات الدينية الكبرى بواجبها الديني. وأكد إنه ينبغي على الدول الإسلامية أن توحد جهودها بحملات عالمية كبرى ذات بعدين: الأول توعوي لأبناء الأمة بقيم التسامح والأخوة والسلام، والثاني تعريفي بحقيقة الإسلام ومبادئه إنها عملية تكامل وتكاتف اجتماعي للنهوض بفكر أبناء الأمة وتحصينهم من الأفكار المسمومة والسلوكيات الذميمة، فإن تحصين شبابنا ومجتمعاتنا من خطر الفكر الإرهابي والتطرف هو التحدي الأهم والأكبر، والنجاح في هذا المسعى بطبيعة الحال في تغيير صورة الإسلام لدى الآخرين. وتابع قائلاً: إننا جميعًا على ثقة كبيرة في قدرة الأزهر على القيام بدور ريادي في هذا الصدد، فالأزهر الشريف أحد أهم الواجهات الإسلامية في العالم، وهو من منارات الوسطية المحترمة في العالم الإسلامي، وإننا في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمملكة البحرين على استعداد كامل للتعاون مع الجميع لخدمة ديننا الإسلامي الحنيف ، وخدمة أمتنا الإسلامية.