معتوق فى حواره ل"الفجر": خطر داعش يهدد الغرب مثلما يهدد المنطقة العربية إستقطاب داعش للمصريين بصفوفها محتمل لظروفهم الإجتماعية الصعبة الأجدر أن يكون التخلص من داعش بأيادى عربية الإنقسام السياسى داخل ليبيا يجعل هناك مؤيد ومعارض لضربات مصر العسكرية ليس هناك سوق بديل لإستيعاب العمالة المصرية العائدة من ليبيا من لا يعمل بعقود من الصعب حصولُه على مستحقاته كشف رجب معتوق الأمين العام لنقابات العمال العرب ل " الفجر " أن أوضاع العمالة المصرية فى ليبيا أصبحت صعبة وعلى الحكومة وضع خطة إجلاء سريعة. وأضاف الأمين العام لنقابات العمال العرب وهو ليبى الجنسية، أن الأسواق العربية لاتستطيع تحمل العمالة المصرية العائدة من ليبيا لذلك على الحكومة جذب استثمارات أجنبية جديدة وتدشين عدد من المشروعات التنموية لإستيعابهم، مستبعداً استرجاع حقوق العمالة الغير متعاقدة رسمياً مع أصحاب الأعمال بليبيا، بالأضافة إلى الكثير من الحقائق نكشفها فى هذا الحوار. ماهو وضع العمالة المصرية فى ليبيا فى الوقت الحالى؟ معظم الدول التى كانت لديها رعايا تعمل فى ليبيا طلبت منهم الخروج ، لذلك أعداد كبيرة قد تم إجلائها من الأراضى اليبية ، ولكن هناك الكثير من العمالة الموجودة حالياً ، وخاصة العمالة المصرية التى تتمتع بعلاقة طيبة مع أصحاب الأعمال الليبين ، وهى ليست علاقة عامل بصاحب عمل ولكن تربطهم علاقة ود، ومحبة شديدة، ويعتبروا كأحد أفراد الأسرة ، وليس هناك معادة للمصريين بليبيا ، وأى إعتداء يتعرض له التواجد المصرى فى ليبيا هو من الجماعات الإرهابية. عند لجوء المصريين للسلطات الليبية ماهى إمكانية المساعدة فى ترحيلهم؟ هناك صعوبة كبيرة فى ذلك لأن الطيران الليبي محدود، حيث يوجد مطار واحد فقط وهو "معتيجة"، وحتى فى المنطقة الشرقية ما بين مصر وليبيا ليس هناك غير منطقة "تبرك" ومن الصعب وصول المصريين إليها، لذلك لابد أن تتخذ الحكومة المصرية إجراءات محددة لترحيل العمالة من ليبيا وسبق أن حدث ذلك عندما قامت بعمل جسر جوى من مدينة "جربة" وتم ترحيلهم من هناك بعد تأمين أتوبيسات لهم لإستكمال العودة. ما هو مصير مستحقات العمالة المصرية العائدة من ليبيا؟ من يعمل بعقود رسمية فالسلطات ملزمة بتوفير حقوقُه كاملة ، ولكن من يعمل بدون عقود وهم النسبة الأكبر فهذه لا يتم ضبطها بإسلوب رسمى ولكن تكون تبعاً لصاحب العمل. هل هناك أسواق بديلة لإستيعاب العمالة المصرية العائدة من ليبيا؟ ليس هناك سوق بديل لإستيعاب هذه العمالة لأن هناك تضخم فى سوق العمالة بالوطن العربى وخاصة بدول الخليج التى تعتبر أكبر سوق للعمالة ولأنها أيضاً تعتبر عمالة منخفضة الأجر بالنسبة للسوق الخليجية ، وبالتالى البدائل محدودة جداً، لأن ليبيا أيضاً لديها العديد من الأسباب التى تجعلها جاذبة للعمالة المصرية مثل القرب الجغرافى ،السهولة فى التنقل، توافر فرص العمل ، لذلك تعتبر أكبر سوق يستطيع أن يستوعب العمالة الموجودة حالياً، والحل أن تنمى مصر السوق الداخلية من خلال جذب استثمارات جديدة. هل صحيح ماتردد حول إستقطاب داعش للعمالة المصرية بليبيا نظير دفع أموال؟ هناك تقارير تشير لذلك ، وهو غير مستبعد، حيث أن هذه التنظيمات دائماً تتجه نحو الفئات التى تكون فى إحتياج شديد للمال، وخاصة بين الشباب من فئة عمرية ومستوى اجتماعى معين ، ويقومون بإغرائهم بالأموال الطائلة للإلتحاق بهذه الجماعات الإرهابية، وأنا واثق أنه مثلما وجد مصريين بداعش فى سورياوالعراق فمن الممكن أن يكون هناك مصريين بداعش ليبيا. هل للضربات المصرية تأثير على المدنيين فى ليبيا؟ هناك دائماً ضريبة تدفع للحرب والمدنين هم دائماً من يدفع تلك الضريبة ، فعندما قامت قوات "الناتو" بالهجوم على ليبيا لمدة 8 أشهر متتالية ، ورغم التصريحات التى أطلقها القادة العسكريين بأن ضرباتهم دقيقة ومحددة، فقد سقط العديد من المدنين ، وما شهدناه فى سوريا أيضاً يؤكد ذلك .
كيف ينظر الليبيين للضربات العسكرية المصرية وهل يشبهونها بضربات حلف الناتو؟ من المستحيل أن تنسى ليبيا ضربات الأردنوالإمارات والبحرين عندما ساهموا مع الناتو فى الضرب على ليبيا بحجج واهية ، وثبت الأن عدم مصداقيتها جميعاً ، لكن ضربة مصر الأخيرة كانت موجهة لإرهابين حقيقين وبالتنسيق مع الحكومة الليبية ورئاسة الأركان ،ولكن للأسف ليبيا مقسمة الأن لحكومتان ، الحكومة المعينة من البرلمان المنتخب والمعترف بها دولياً وهى من نسقت مع السلطات المصرية فى توجيه الضربات لمعاقل الإرهاب ، ولدينا أيضاً الحكومة التى يقودها الإخوان المسلمين وهى من أدانت الضربات فى وسائل الإعلام وإعتبرتها عدوان رسمى على الأراضى الليبية ، فى الوقت ذاته لم تقُم هذه الحكومة بإدانة مقتل ال21 مصرياً الذين ذبحوا على أيادى داعش . ما هو رد فعل المواطن الليبيى على ضربة الثأر التى قامت بها مصر؟ دائماً الإتجاه العام بين المواطنين الليبين يميل تجاه مصر، لأن كل شىء فى ليبيا ينتجُه المصريون ، فنحن درسنا على أيدى أساتذة مصريين ، ومنازلنا من صنع الأيادى المصرية وأكلنا أيضاً من ثمار المزارعين المصريين فنحن والمصريين كيان واحد ، ولكن الإنقسام السياسى هو مايجعل هناك مؤيد ومعارض ، فتيار الإخوان يعتبرون الضربة عدوان على الأراضى الليبية ، ولكن الجهة الآخرى تعتبرها ثأر طبيعى لذبح أبرياء . كيف وصلت داعش إلى ليبيا؟ داعش هى تعنى فى أساسها دولة العراق والشام ، لا أحد يعلم سبب تواجدها فى ليبيا، ولكن علاقتها بدولة العراق والشام توسعت نتيجة الفراغ الأمنى وإنتشار السلاح ، ولأنه بكل أسف فى وقت من الأوقات جيوشنا وأنظمتنا العربية دعمت داعش ، ونحن نعلم جميعاً أنه فى وقت من الأوقات كان يأتى التمويل لداعش من قطروالإمارات والسعودية ، والأن ينبغى إعادة النظر فى هذه السياسة كاملة ، ليس فيما يتعلق بليبيا ومصر فقط، ولكن إذا كانت أنظمتنا العربية تريد أن تقضى على هذه الأفة المتمثلة فى "داعش" عليها أن تجتمع على كلمة سوء ، ويتوقف أى دعم وتمويل لهؤلاء المقاتلين وتضغط على تركياوقطر من جانب آخر للقضاء على هذه الأفة المسماة "داعش"، أما إذا إستمر العمل بمعايير مزدوجة فسيكون الأمر مرعب. من وجهة نظرك كيف يتم القضاء على داعش ؟ خطر داعش بدء يهدد الغرب مثلما يهدد المنطقة العربية ، ولكن بحكم وجودُهم فى الأراضى العربية فالخطر يهدد العرب بشكل أكبر، وبالتالى من الأجدر أن يكون التخلص من داعش بأيادى عربية ، و هذا لايعنى عدم الإستعانة بتعاون دولى لأن "داعش" تضم العديد من المقاتلين الأجانب ، وهنا نجد التشابك الذى يجعلنا نقول أن القضاء على "داعش" لابد وأن يكون عربياً فى المرحلة الأولى وتعاون عربى دولى فى المرحلة الثانية. لمن ستكون الغلبة فى ليبيا بحسب رؤيتُكم؟ الوضع فى ليبيا ملتبس نظراً لوجود قوى خارجية عديدة كلاً منها له حسابات " تركيا لها نفوذ قطر ، الإمارات" الغرب "فرنسابريطانيا ، إيطاليا، أمريكا " وكل منهم يريد خدمة أجندته الخاصة ، والأطماع الإستعمارية التقليدية عادت من جديد، فمثلاً فرنسا لها قواعد فى الجنوب ، بالنسبة لإيطاليا فقد أجلت رعاياها من طرابلس وأغلقت سفارتها وصرحوا أنهم أرسلوا 5 ألاف جندى لأفغانستان ومن الأولى أن نرسل أضعاف هذا العدد لمنطقة تبعد عنا 300 متر وهى ليبيا ، ومن الواضح أن التهديد الأمنى الموجود فى ليبيا يهدد أمن إيطاليا ومن المعروف أن القلق سببه وجود الإرهاب. أما الأطماع المعروفة فهى إعتمادها بالدرجة الأولى على الغاز من ليبيا، وهى بالطبع لا تريد أن تفقد مصالحها فى ليبيا وللأسف فقد إستمرات فى التعامل مع الحكومة الشرعية وغير الشرعية ، و قامت بفتح سفارتان إحدها بمناطق نفوذ الحكومة الشرعية والآخرى بمناطق نفوذ الحكومة غير الشرعية.