يحتفل العالم بيوم الطالب العالمي تكريماً لما حدث في مصر من سقوط ضحايا فى هذا اليوم, إلا أن اختياره لم يكن سببه عدد الضحايا التى سقطت في ذلك اليوم وإنما لما شهده من أحداث دامية، وتم اختيار يوم 21 فبراير يومًا عالميًا للطالب بعد حادث فتح كوبري عباس في 9 فبراير عام 1946، واستخدام القوات البريطانية العنف ضد الطلاب المطالبين بالجلاء والاستقلال.
وفي ذكرى يوم الطالب العالمي يقول دكتور محمود سلمان استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الحراك الطلابي كان في تلك الفترة في أشدها لأنه كان في مواجهة الإحتلال ضد مصر، لافتًا إن الوقت الحالي الحراك الطلابي لابد ان يسعى ليكون له أهداف ومطالب مشروعة.
ومن جانبة أكد محمد بدر، الناشط السياسي بحركة 6 إبريل، أن يوم الطلاب العالمي الذي اختارته الأممالمتحدة للإحتفال، حيث اشتعلت الحركة الجماهيرية الشعبية عام 1946 لتشكل تاريخا لمقاومة الاحتلال الاجنبى والمطالبه بالجلاء وأصبحت ذكرى هذا اليوم عيداً يحتفل به طلاب العالم سنوياً ليخلد بطولات الطالب المصرى.
وتابع "بدر" إن الدور الذي لعبه الحركة الطلابية في ذلك الوقت لا يمكن إنكارة بل لابد من تفعيل ذلك الدور في الوقت الحالي لتأكيد على مطالب الحركة الطلابية من الحرية التي كانوا ولا زاللوا يحاربون من أجلها
وتعود أحداث اليوم العالمي للطلاب، عندما بدأت أحداث كوبري عباس، في عهد وزارة محمود النقراشي باشا عام 1946م في عهد الملك فاروق، تحديداً في يوم 9 فبراير 1946م , بعد اغتيال أحمد ماهر،و تولي النقراشي الوزارة أعاد فتح باب المفاوضات مرة أخري مع بريطانيا حول الجلاء.
وانعقد المؤتمر العام في الجامعة بالجيزة "جامعة القاهرة" اجتماعا شارك فيه الكثيرون من طلبة المعاهد والمدارس وعم الاجتماع شعور بالوحدة وأعلن المؤتمر اعتبار المفاوضة عملا من أعمال الخيانة يجب وقفه وطالب بإلغاء معاهدة 1936 واتفاقيتي 1899 الخاصتين بالسودان وضرورة جلاء القوات البريطانية فورا , ثم خرجت من الجامعة أضخم مظاهرة عرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية.
وبدأت المسيرة من الجامعة حتى عبرت شارع الجامعة ثم ميدان الجيزة إلي كوبري عباس , وفى وسط الكوبرى حاصرت قوات البوليس الطلاب من الجانبين وفتح الكوبري ,وبدأ الاعتداء علي الطلبة فسقط البعض في النيل، وأسفرت الحادثه عن جرح أكثر من مائتى طالب و ثلاثين من أفراد الامن , تم اعتقال 150متظاهرا , الأمر الذى اثار غضب الجماهير فى جميع محافظات مصر وخرجت المسيرات المندده بالحادث. وفي 11 فبراير صادرت الحكومة الكثير من الصحف التي كانت تنشر أخبار المظاهرات وحوادث الاشتباك مع البوليس, الأمر الذى جعل العديد من الصحف يحتج على الطريقة التى يتم بها تكميم الافواة.
وفى 12 فبراير قامت جنازة صامتة على روح الشهداء وأقام طلبة الأزهر صلاة الغائب عليهم وحدثت اشتباكات بين الشباب والبوليس أمام كلية الطب لفض مؤتمر عقده الطلبة بالكلية واعتقل عدد يتراوح بين 36 و 50 شابًا وحدث اشتباك آخر في الإسكندرية أصيب فيه متظاهرين كما قامت مظاهرة بالزقازيق قتل فيها إثنان وفي المنصورة قتل واحد وجرح مئات.
وأصدرت الحكومة قرارًا بتعطيل الدراسة ثلاثة أيام وفي الأيام التالية استمر اتساع الأحداث في القاهرةوالإسكندرية وبور سعيد وشبين الكوم والزقازيق والمحلة الكبرى وطوخ وأسيوط وعطلت الدراسة في الإسكندرية لمدة أسبوع.
و تم تنظيم الإضراب والمظاهرات، وتوقف عمال المواصلات عن العمل وتجمعوا في المخازن والورش بالجيزة وشبرا والعباسية وتحركوا في مظاهرة كبيرة كانت الجماهير تنضم إليها تباعا، وأقبل عمال شبرا الخيمة إلي القاهرة وتظاهر عمال نقابة السكك الحديدية وورش أبوزعبل وعمال الأدوات الصحية وعمال النجارة
وتوقفت جميع المصانع والمحال التجارية والمدارس والكليات، وقامت مظاهرة كبيرة من الأزهر ، وتجمعت المظاهرات في ميدان الأوبرا حيث عقد مؤتمر وطني عام قرر مقاطعة المفاوضات وأساليب المساومة والتمسك بالجلاء عن وادي النيل وإلغاء معاهدة 36 واتفاقيتي 1899 "الخاصتين بالسودان" وعرض القضية علي مجلس الأمن، بعد هذا تحركت المظاهرات إلي ميدان قصر النيل "التحرير" حيث الثكنات البريطانية واتجه قسم منها إلي ساحة عابدين حيث القصر الملكي.