المرشحات للبرلمان بالصعيد من الطبقة "الارستقراطية" ولا يُمثِّلْن المرأة الصعيدية زوجي أول الداعمين لي.. والعائلة أول المعارضين المرأة الصعيدية قادرة على تقلد المناصب القيادية والنجاح داخل وخارج البيت في حوار خاص مع نجاح عبد الفتاح الصغير، أول إمرأة بقنا تكسر أغلال القبلية والعصبية بالصعيد، وتعلن ترشحها لمنصب عمدة قرية "الخرانقة" بمدينة قوص، شمال محافظة قنا. أشارت "عبد الفتاح" إلى رغبتها القوية في إثبات أن المرأة جديرة بتقلد المناصب القيادية، وأن نجاحها لم يقتصر على البيت وتربية الأولاد وخدمة الزوج فقط، بل من خلال مساندتها لأبناء قريتها، والعمل على حل مشكلاتهم، وتطويع ما تعلمته خلال سنوات عمرها للعمل على رفع الحالة المتدنية من الخدمات والمرافق بالقرية. وأكدت "عبد الفتاح" في حوارها ل"الفجر"، أنها ستعمل بكل ما تملك من قوة لتتقلد ذلك المنصب، وتغيير نظرة العالم عن المرأة الصعيدية، خاصة وأن من يمثلون الصعيد في البرلمان أو غيره ليسوا من الطبقة الأصيلة، بل هن سيدات من الطبقة "الأرستقراطية"، اللاتي لا يعلمن حقيقة ما يدور بالقرى والنجوع، ولا يمثلن المرأة الصعيدية. حدثينا قليلًا عن الصعوبات التي واجهتك أثناء ترشحك لمنصب العمدة؟ في بداية الأمر، كان قرار الترشح يرجع إلى تحفيز زوجي العمدة أبو الحكم مصطفى، بعد وفاة العمدة عبد السلام الليثي، عمدة القرية سابقًا، وخلوّ المنصب، وعدم وجود أحد المرشحين من العائلة، خصوصًا وأن منصب العمدة موجود بالعائلة منذ أكثر من 200 عام. ولم يكن هناك أي صعوبات منذ الإعلان عن قرار الترشح لمنصب العمدة، ولكن بعد سحب الأوراق الخاصة بالترشح، بدأت هناك بعض التعليقات على سبيل المزاح، عن كيف لإمرأة بقلب صعيد مصر الذي يتسم بالقبلية والعصبية ويهمش دور المرأة ويقصره على كونها تعمل بداخل المنزل فقط، أن تصبح قائدة لبلدة كاملة، وتجلس في المجالس العرفية، وتعمل على حل المشكلات وقضايا المجتمع؟، وبدأت التعليقات وتناولوا الخبر على أنه ضمن الأخبار "الطريفة"، الذي ليس له أساس من الصحة.
بالنسبة لرؤية العائلة في قرار الترشح، من هم أول الداعمين لكِ؟ بالطبع كان هناك هجومًا شرسًا من العائلة بعد التأكد من صحة الخبر، وسط تساؤلات عن كيف لسيدة أن تجلس على كرسي "العُمُديَّة" فهذا يعتبر "كارثة"- على حد وصف البعض، ولكن كان ذلك لا يعني شيئًا خصوصًا وأن صاحب القرار الأول والداعم الأساسي لقرار ترشحي هو زوجي، وهو صاحب الفكرة من الأساس، بعد امتناع أخيه عن الترشح للمنصب، فأشار عليّ بالتقدم لكي لا يؤل الكرسي إلى عائلة أخرى. كيف ترين ترشيح اللواء حسن السوهاجي، مدير أمن قنا لكِ لتقلد منصب العمدة؟ أوجه له كل الشكر والتقدير، فأنا كنت من أوائل الذين قام بدعوتهم والجلوس معهم؛ لبحث قرار الترشيح، وهذا ما كان له الأثر الأكبر ودافعًا لي والإصرار على الاستمرار والترشح على الكرسي، وبمثابة علامة للنجاح بالمنصب.
هل هناك قضايا تعملين على حلها على أرض الواقع قبل ترشحك للمنصب؟ بحكم دراستي وإطِّلاعي على العديد من المجالات، كان هناك العديد من المشروعات والمشكلات التي عملت على حلها منذ فترة كبيرة، خصوصًا في "التعليم والصحة، والتنمية المجتمعية والنهوض بالمرأة بالصعيد"، من خلال جمعية شمس الجنوب النسائية للتنمية بالقرية، وعمل العديد من الندوات التوعوية والتثقيفية للتوعية بأهمية المشاركة النسائية في المجتمع. ما هي أول القضايا المطروحة على قائمة أولوياتك للعمل على حلها بعد الفوز بمنصب "العمدة"؟ الرُقيّ بالمنظومة الصحية بالقرية، خصوصًا وأن الوحدة الصحية ب"الخرانقة" لا يوجد بها أي أمصال مضادة، كأمصال العقرب والكلب، بالإضافة إلى العمل على حل المشكلات والخصومات الثأرية، وعمل مشروعات تنموية لتشغيل الفتيات، وفصول تعليم مجتمعي لتعليم الفتيات المتسربات من التعليم. الخصومات الثأرية ب"قوص" كثيرة، ما هي السبل التي ستتبعينها للعمل على وأد هذه الفكرة؟ تتجدد الاشتباكات المسلحة بين العائلات، وتطال من أفراد ليس لهم شأن بالخصومة، لذا هناك اتجاه لتشكيل لجنة للمصالحات بالقرية، والقرى المجاورة، واعتمادها بمديرية الأمن، بالإضافة إلى العمل على نزع السلاح من المواطنين، بالتعاون مع قوات الأمن بقيادة العقيد ذكي سلام، مأمور مركز شرطة قوص، والقيادات الأمنية بالمركز، والعمل على إنهاء الخصومات وعمل المصالحات الضرورية لوقف تيار الدم. ما المعوقات التي تعتقدين أنها المتسببة في فُرْقَة المواطنين؟ على المستوى القومي، الاتجاه إلى المطالب الفئوية، والعمل على إعلاء المصالح الشخصية، سبب وجود الفُرقة بين المواطنين، بجانب وجود جماعات لا تريد للدولة أن تستعيد مكانتها بين الدول، وسط مخططات داخلية وخارجية لتفكيك وحدة الشعب المصري، ومن ثمَّ يجب العمل على إعلاء مصلحة الوطن، والالتفاف حول قيادة مصر، المتمثلة في رئيسها، والدفع بعجلة التنمية والاقتصاد المصري. أما على الصعيد المحلي بالقرية، فإن التعصب إلى القبيلة، والتشدد لنشر الرأي الواحد دون أن يكفل حرية الفكر والتعبير للآخرين من شأنه أن يزيد من احتدام السخط والغضب بين الأفراد، وهذا من أسباب انتشار الثأر والخصومات بالقرية، فيجب على الجميع أن يكفل حرية التعبير للآخرين. نبذة عن أول مرشحة لمنصب "العمدة" بالصعيد تبلغ نجاح عبد الفتاح الصغير سباق، من العمر 43 عامًا، تعمل أخصائية اجتماعية بمدرسة شركة السكر الثانوية بنات بقوص، وعضو بلجنة قياس الجودة والدعم الفني بإدارة قوص التعليمية، ورئيس مجلس إدارة جمعية "شمس الجنوب" النسائية بقوص، بالإضافة إلى عملها كمراجع خارجي بالهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد التابعة لرئاسة مجلس الوزراء. حصلت نجاح علي شهادة معهد الخدمة العامة عام 1993، وحصلت بعدها علي العديد من الجوائز منها الموظف المثالي بالمحافظة، بالإضافة إلى تلقيها 11 دورة تدريبية منها 4 دورات عن علم الاجتماع و طرق التربية الحديثة.