4 سنوات مرت ولكن الشعب لم ولن ينسى لحظة أنهت 30 عاماً من الظلم، و الإستبداد، والتحكم، واستعباد الشعب المصرى ذاق فيها الجوع والجهل والمرض لصالح عصابة من رجال أعمال النظام الذى باعوا وتاجروا بدماء الغلابة من أبناء مصر. مئات الشهداء وألاف الجرحى سبقت هذه اللحظة الفارقة خروج الملايين من أبناء مصر من منازلهم يوم 25 يناير 2011 تزامنا مع "عيد الشرطة" مطالبين ب"العيش ، والحرية، والعدالة الإجتماعية" وقد أختير يوم عيد الشرطة للتظاهر ضد تعنت الشرطة وجبروتها ووتعسفها فى استخدام السلطة ضد المواطنين فقد خرجوا فى هذا اليوم من أجل خالد سعيد وسيد بلال وغيرهم ممن عذبتهم الشرطة، ورغم سقطوط مئات الشهداء وآلاف المصابين على مدار 18 يوم ، إلا أنهم ظلوا متمسكين بمطالبهم التى تصاعدت إلى المطالبة بإسقاط النظام. لحظة التنحى "الشعب يريد إسقاط النظام"، ذلك الهتاف الذى ظل الشعب المصري يردده فى ميادين الجمهورية إلى أن خرج نائب رئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان مع دقات الساعة السادسة مساءا يوم 11 فبراير 2011 ، وتلى خطاب تنحي الرئيس حسنى مبارك عن منصبه وتكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، وجاء نص الخطاب: "بسم الله الرحمن الرحيم .. أيها المواطنون فى هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسنى مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شئون البلاد والله الموفق والمستعان". وقد عرف هذا اليوم ب "جمعة الزحف" ، حيث شهدت حشودًا مليونية للزحف إلى قصور الرئاسة وبخاصة قصر القبة والقصر الرئاسي برأس التين بالإسكندرية بعد تصاعد الأحداث والتظاهرات واستمرار الاعتصام بميدان التحرير ، وقد خرج الشعب حينها للتوجه الى القصور الرئاسية من اجل اجبار مبارك على التخلى عن منصبه، حتى خرج عمر سليمان وتلى خطاب التنحي. إحتفالات شعبية بالقاهرة والمحافظات وعقب الإعلان عن تنحي مبارك، استقبل جموع المتظاهرين هذا الخبر بالفرحة وصرخوا"مصر حرة" وسط الزغاريد والرقص والغناء ، وذلك بعد 18 يوماً من المظاهرات المتواصلة وسقوط مئات الشهداء بخلاف الجرحي. وقد أستقبل الزعماء والنشطاء السياسيين على مستوى العالم خبر استقالة مبارك بأرتياح شديد وعبر كل منهم عن ذلك الإرتياح بكلمات وجهها للشعب المصرى. حيث قال بان كي مون- الأمين العام للأمم المتحدة عقب خطاب تنحي مبارك: "استقالة مبارك تمثل لحظة تاريخية لمصر، ونعرب عن ارتياحنا لهذا القرار". أما أوباما فوصفها أيضاً ب "اللحظة التاريخية" وأضاف" نحث الجيش على ضمان انتقال موثوق للسلطة لشخص مدنيٍّ. بينما علق وائل غنيم- الناشط السياسي وأحد ابرز الداعين لثورة يناير قائلاً: "مبروك لمصر ... المجرم غادر القصر" ووصف البرادعي- الناشط السياسي ووكيل الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً، هذا اليوم قائلاً "عدنا إلى الحياة، هذا هو أعظم يوم في حياتي" بينما أعلنت عدد من القوى الثورية عن تنظيمها سلاسل بشرية اليوم اعلى كوبرى اكتوبر وذلك فى الذكرى الرابعة لتنحى مبارك، مؤكدين على تمسكهم بمطالب ثورة يناير. وقالت القوى فى بيانها: " بعد مرور 4 سنين على خلع مبارك, مازال جمهور الثورة الواسع رغم الألم والوجع يواجهون الظلم والتجبر ويُعبرون عن آرائهم لصالح حقوق الفقراء وحرية الأفراد والمجتمع".