أسماء: "بغطى نص شعرى بدل ما أبينه كله واهو ذنب أخف من ذنب" لميس: أعيش فى منطقة شعبية من لا ترتدى الحجاب فيها بيقولوا عليها "شمال" منار: أسرتى فرضت على إرتداء الحجاب وأخلعه فى الشارع دون علمهم
يحمل معنى الحجاب في الدين الإسلامي، الكثير من المعاني السامية للمرأة، فهو أكثر منه رداء يغطي الرأس ولباس محتشم يغطي الجسد في معناه الظاهري، الحجاب أعطى للمرأة الحرية، كما أجمعت عليه تفاسير الكثير من علماء الدين والكثير من التجارب، لأن المرأة المحجبة تظهر في مجتمعها وفي محيطها بصفة إنسانية أكثر منها بصفتها كأنثى. فالحجاب في المجتمعات الإسلامية رمزاً للمرأة الملتزمة، ولكن لطالما عكس الحجاب حالة من الاستهجان والاستغراب في المجتمعات الغربية غير المسلمة، لتظهر الأسئلة دوماً كيف لهؤلاء النسوة ارتداء هذا الزي؟ أو ينظر إليهن كنساء مسلوبات الحرية غير مثقفات. ووسط حالة من التشتت التي يعيشها المجتمع المصري في الفترة الاخيرة، أصبح الحجاب ظاهرة مجتمعية وليس أمر ديني حيث تحول لمجرد قطعة مزركشة تخفي الشعر بينما الجسم عاري تماماً، متحولاً بذلك إلى وسيلة لإرضاء المجتمع والأهل أو البيئة المحيطة في الغالب. وفى رصد "الفجر" لأسباب الظاهرة من خلال استطلاع رأى بعض الفتيات من مرتدى حجاب "الموضة" كما أطلق عليه البعض كانت الصدمة حيث قالت ريم أحمد 21 عام بكلية زراعة "ارتدي الحجاب لأن الأسرة مصره على ذلك". و أشارت أن لا يوجد لدى الأسرة مشكله بارتدائي بنطلون ضيق و بلوزه قصيرة لكن الأهم أن يكون شعري محجب لهذا السبب ارتدي حجاب الموضة. ذنب أخف من ذنب ومن جانبها قالت أسماء محمد البالغة من العمر 19 عام مدخنة وترتدى ملابس ضيقة ومع ذلك تغطى شعرها بحجاب يظهر نصف شعرها تقريباً: "أهو ذنب اخف من ذنب" مستكملة: افضل من أن أمشي بشعري كله مكشوف معصية أخف من معصية أعظم – على حد قولها. مؤكدة أنها مقتنعة بأن زيها لا يليق بالحجاب و لكن ما هي إلا خطوة أولية للإلتزام بالحجاب الشرعي و إرضاء رب العالمين . في حين قالت لميس محمد البالغة من العمر 21 عام أنها ترتدي حجاب "الموضة" لأن البيئه المحيطه فرضت عليها ذلك و أنها مقتنعه تماماً بفكرة الحجاب و تعرف أنها مقصرة ولكنها تخشى خلع الحجاب بسبب المضايقات، و المعاكسات ولسبب أخر أنها تعيش بمنطقة شعبية تنظر للبنت الغير محجبة على أنها عاهرة و"شمال" - على حد قولها. وأضافت انها ليست محجبه إنما هو حجاب مجتمعي حفاظا على نفسها من نظرة المجتمع ليس أكثر ، موضحة أنها لو كانت تعيش في منطقه راقيه لم تكن لترتدي الحجاب بهذه الطريقة أو استمرت بدون الحجاب لأن المجتمع المحيط كان سيسهل عليا ذلك و لن ينظر لها نظره مهينة. أسرتى أجبرتنى بينما أكدت هدير مصطفى البالغة من العمر 18 عام أنها ترتدي الحجاب بهذا الشكل كفريضة ربنا فرضها، ورغم أنها لا ترتدي الحجاب الشرعي إنما تطبق فرض ربنا كذنب أخف من ذنب – على حد قولها . وأضافت منار مصطفى البالغة من العمر 23 عام أنها ترتدي الحجاب لأن أسرتها فرضت عليها ذلك، و غير مقتنعين تماماً بفكرة الخروج بشعرها، و لكنها تخلعه في المناسبات و الحفلات ، موضحة أنها عرضت فكرة خلع الحجاب على والدها أكثر من مرة و لكنه رفض الفكرة تماماً، و فشلت في إقناعه فاضطرت لخلعه من وراهم و أحيانا خارج المنزل تخلعه بدون علم الأهل و ترتديه عند وصولها للمنزل . وقالت نهله أحمد البالغة من العمر 26 عاماً بأن حجابها حجاب فاشل وهى غير راضية عنه تماما و أنها تريد أن ترتدي الحجاب الشرعي، ولكن الموضة و مصممين الموضة السبب في إغراء الفتيات بهذا اللبس، على الرغم إنه لا يتناسب مع الحجاب مشيرة إلى أن الفتيات يريدون أن يكونوا في أجمل مظهر، متهمة مصممى الأزياء بأنهم السبب. وأكدت انها مقتنعة إقتناع تام بالحجاب وأنها إرتدته بناء على إقتناعها و حباً في طاعة الله ، ولم يجبرها أحد على ذلك و أنها تريد أن تلتزم به ولكن الموضه عائق في ذلك مطالبة مصممى الازياء بتصميم ملابس للمحجبات لا تزيد من أعمار البنات عند إرتدائها . غير مقتنعة وقالت نور أحمد البالغة من العمر 24 عام أنها ترتدى الحجاب الشرعى على الرغم من أنها غير مقتنعة به تماماً، مؤكدة أن والدتها واخوتها ضغطوا عليها من أجل إرتدائه. وأضافت: أنها أصبحت لاتتحمل لبس الحجاب ولكنها خائفة من رد فعل أهلها.
وفي تفسيره للظاهرة، قال الدعية الإسلامي الشيخ خالد الجندي، إن الحجاب فريضة على كل مسلمة و لابد من اتباعها. و أوضح "الجندي " إن من شروط الحجاب الشرعي أن يكون ثقيل و فضفاض ولا يصف جسد المرأة ولا يجب أن يكون قصير أو شفاف أو ضيق. وفي شأن حجاب الموضة رأى "الجندي" أننا لا نستطيع الحكم على النية لأن النية لا يعلمها إلا الله مستشهدا بقول الله تعالى ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة 256].