قال د. علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، إنه لا بد وأن تقوم دار الكتب المصرية بإعادة طبع ونشر كتب الشيخ علي عبد الرازق والتي كانت محل خلاف وجدل على مدى سنوات نشرها. وأضاف "جمعة" خلال الندوة الذي نُظِمَتْ بمعرض القاهرة الدولي للكتاب؛ لمناقشة كتاب "الإجماع" للشيخ علي عبد الرازق، أن حرية الفكر تتطلب أن يتم نشر كتب الشيخ علي عبد الرازق والكتب التي ردت عليه وبالأخص كتابه "الإسلام وأصول الفقه " الذي صدر عام 1925 و كان ولا يزال محل خلاف بسبب قول عبد الرازق أن الخلافة ليست من أسس الدين الإسلامي، رد عليه الأزهر ب 7 ملاحظات، كما وصفه سعد زغلول بالكاتب المنحرف الذي يدعو إلى الإلحاد، أما عباس العقاد فدافع عنه وانتقده عدد أخر من العلماء. وتابع "جمعة" قائلاً : إن كتاب "الإجماع" عبارة عن 125 صفحة تتحدث عن المصدر الثالث للتشريع وهو "الإجماع"؛ لتجنب سوء الفهم للقرآن والسنة، أن الإجماع يعتمد على أن المجتهدين الأوائل وعلى رأسهم الإمام الشافعي فكروا في إيجاد منهج بعد وفاة النبي "صلى الله عليه وسلم" نتيجة لما حدث من سوء فهم للقران والسنة، البعد عن المنهج العلمي، فكان منهج الإجماع الذي قام الشيخ علي عبد الرازق بتجميع كل ما صدر في أحكامه. كما تحدث "جمعة" عن نشأة الشيخ عبد الرازق في إقليم بني مزار بمحافظة المنيا وتلقيه التعليم في الأزهر وما ألفه من كتب أبرزها "الإسلام وأصول الحكم " الذي صدر 1925، سيرة الشيخ "مصطفى عبد الرازق " أخيه الذي صدر عام 1957، وكتابه "ذكرى المغفور له منشئ مصر الحديثة" الذي صدر 1948. وطالب "جمعة" بتجديد الخطاب الديني قائلاً : "هناك فرق بين الإصلاح والتجديد فالإصلاح يعني أن ما سبق كان خاطئاً أما التجديد فيفترض أن ما سبق كان صحيحاً ومناسباً لوقته ولكنه لم يعد يحقق المقاصد والمألآت الشرعية الآن". وفي سياقٍ أخر شدَّدَ "جُمعة" على ضرورة مواجهة الفكر المتطرف بالفكر المستنير وليس مواجهة أمنية فقط وذلك عن طريق تدريب الشباب على مواجهة هذا الفكر عبر الكتب وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.