بعد مرور ما يقرب من 15 عاماً على انطلاق فيلم جنة الشياطين عبر شاشات السينما واكتساحه للجوائز الفنية في أنحاء العالم، مسجلاً لصناعه علامة بارزة في تاريخ السينما العربية، لا يزال فيلم المخرج أسامة فوزي قادراً على جذب التقدير الفني، حيث اختاره مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية للعرض ضمن برنامج تكريم الفنانة لبلبة، وهذا من خلال الدورة الثالثة من المهرجان التي ستنطلق يوم 24 من الشهر الحالي ولمدة أسبوع. فيلم جنة الشياطين أنتجته شركة البطريق للإنتاج الفني، وقام بالدور الرئيسي فيه محمود حميدة، مع الفنانة لبلبة والنجوم الشباب وقتها عمرو واكد، سري النجار، صلاح فهمي وكارولين خليل، وهو مأخوذ عن قصة كونكان العوّام (الرجل الذي مات مرتين) للأديب البرازيلي خورخي أمادو، وقام بكتابة السيناريو مصطفى ذكري. وينطلق الفيلم من وفاة طبل، وهو شخص قرر ترك أسرته الغنية واختار أن يعيش حياة بوهيمية تماماً وسط عدد من المهمشين، وبينما تسعى ابنته لمنحه جنازة لائقة، فإن أصدقاءه يسرقون الجثة تمهيداً لوداعه بطريقتهم الخاصة.
مشاركات وجوائز جنة الشياطين في المهرجانات السينمائية:
-جائزة الإنتاج من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 1999. -الجائزة الذهبية في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالدورة ال11 من مهرجان دمشق السينمائي الدولي. -الدورة ال 15 من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي: الجائزة الكبرى وجائزة أفضل عمل ثاني في المسابقة الدولية، بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة، جائزة أفضل تصوير (طارق التلمساني) وجائزة أفضل سيناريو في بانوراما السينما المصرية، وحصل نجومه الشباب على جوائز أبرز وجوه جديدة. -جائزة أفضل ممثل (حميدة) من المهرجان الدولي للسينما المتوسطية بمدينة تطوان 2003. -المهرجان القومي السادس للسينما المصرية: جوائز أحسن مخرج، أحسن ممثل (حميدة)، أحسن تصوير، أحسن ممثلة دور ثاني (كارولين)، أحسن مونتاج (خالد مرعي)، أحسن موسيقى (فتحي سلامة). -شارك في سوق مهرجان كان السينمائي، كما عُرض في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي بسويسرا، وكذلك في مهرجان سان سباستيان السينمائي الدولي بإسبانيا ومهرجان بيروت السينمائي الدولي الثالث.
وقد تأسست البطريق للإنتاج الفني في عام 1995 على يد الفنان محمود حميدة لتصبح أولى شركات الإنتاج المستقلة في مصر، وتهدف الشركة إلى دعم الفنانين والسينمائيين للمساهمة في تنمية وتطوير المشهد الفني في مصر. وكان أول أعمالها هو الفيلم الروائي جمال عبد الناصر (1998) عن حياة الزعيم المصري الراحل الذي قام بدوره الفنان خالد الصاوي في أول بطولة سينمائية له، ثم أنتجت الشركة فيلم جنة الشياطين (1999)، الوثائقي الطويل نازك الملائكة (2000) عن حياة الشاعرة العراقية الشهيرة، وكذلك الفيلم الوثائقي الطويل جلد حي (2010) للمخرج أحمد فوزي صالح، وقد نال الفيلم العديد من الجوائز الدولية ويُعد أول وثائقي مصري يتم بيعه على أقراص مدمجة للجمهور، كما ساهمت الشركة في إنتاج الفيلم الروائي ملك وكتابة (2005) الذي قام ببطولته حميدة مع هند صبري وخالد أبو النجا.
وفي عام 1996، ساهمت شركة البطريق في تأسيس ستوديو الممثل، وهو مركز لتدريب وصقل المواهب الشابة استعان بأهم المختصين في هذا المجال، كما أطلق حميدة في 1997 مجلة الفن السابع التي أصبحت واحدة من أهم تجارب النشر في مجال المطبوعات السينمائية بالعالم العربي، ويعتبرها المهتمين بالسينما مرجعاً فنياً لا غنى عنه.