"سيماكورة" هي سلسلة كتابات أسبوعية يقدمها الفجر الرياضى ، يتم خلالها عرض أوجه تشابه بين بعض الشخصيات الرياضية، ونجوم السينما المصرية، من حيث الأدوار التي تقمصتها وتركت أثر كبير مع محبي الأفلام العربية. ظهر أيمن حفني صانع ألعاب فريق نادي الزمالك بشكل مغاير تماماً في أخر مبارياتين للفريق، نسبة بالمستوى الذي قدمه منذ ارتداءه القميص الأبيض في الصيف الماضي. فتحرر حفني من بعض القيود الدفاعية التي تتمثل في العودة لمنتصف ملعب الزمالك عند فقدان الكرة والضغط على المنافس في كل مكان بالملعب وإهدار الكثير من مجهوده في تأمين منتصف ميدان ميت عقبة بصحبة لاعبي الإرتكاز، وهو ما كان ينفذه اللاعب خلال ولاية باتشيكو. وعقب رحيل باتشيكو، رفض حفني اللعب بنفس الطريقة المفروضة عليه من قبل البرتغالي الخائن الهارب، والتي قيدته بشكل كبير وجعلته كالعصفور السجين في عشه الحالم بالإنطلاق والتحليق في السماء والعيش في حرية، فصال وجال "الحاوي" وأبهر أنصار الزمالك بفاصل من المهارات، فقام بعزف أجمل سيمفونية أمام بتروجيت والمقاولون العرب، وسجل هدفاً عالمياً هو الأول له مع الزمالك منذ انضمامه للفريق. موقف حفني يذكرني بشخصية "نوارة" وهو الدور الذي جسدته الفنانة الراحلة مديحة كامل في فيلم " قط أصلة أسد"، فهي الفتاة المرحة طاغية الأنوثة، التي تتمتع بالنشاط والحيوية وتملأ ضحكتها وجهها، ولكنها تتزوج برجل لا يعرف معنى الهزار والمرح، رجل حازم وصارم بطريقة لا تتحملها أي إمرأة على وجه الأرض، فيمنع نوارة من الخروج ويعرضها للحبس ..فشراء مسلتزمات البيت ممنوع..والوقوف في شرفة المنزل ممنوع...والسفر لزيارة أهلها ممنوع .. ممنوع ممنوع. ومع اكتشاف خيانة زوجها بطريقة ملعوبة، تنتطلق "نوارة" وتطبق مقولة " كانت في برة وطلعت لبرة"، فتخرج حينما تشاء وتعود في الوقت الذي تريده دون تدخل من زوجها. أيمن حفني طبق دور " نوارة " بحذافيره، خاصةً في المشهد الذي قالت فيه لزوجها :" أنا من هنا ورايح هعمل اللى على مزاجي و اللي على كيفي يا نجيب.. وهنطلق وأعيش حياتي"، ليسطع نجمه مع الزمالك بشدة في أخر 180 دقيقة شارك خلالها مع الفريق تحت قيادة محمد صلاح، و كأنه "عطشان" حرية.