"سيماكورة" هي سلسلة كتابات أسبوعية يقدمها الفجر الرياضى ، يتم خلالها عرض أوجه تشابه بين بعض الشخصيات الرياضية، ونجوم السينما المصرية، من حيث الأدوار التي تقمصتها وتركت أثر كبير مع محبي الأفلام العربية. يمر كل جواد بكبوة تُحدث به عدم اتزان وتقلل من سرعته وتمنح متربصيه وأعداءه الفرصة للنيل منه وضربه في مقتل. ولكن الجواد الأصيل صاحب النوعية الفريدة هو من يستفيق سريعاً ويخرج من كبوته واعياءه الشديد وقت الأزمات، حين يضيق به الحال ويشعر بان الوقت حرج لا يستدعي التراخي أو الكسل، فيقوم مسرعاً رافضاً منح أعداءه فرصة اسقاطه. الأهلي فريق يتوقع له الكثير في بعض الأحيان التي تشهد حالة من اللاتوازن للاعبيه، السقوط في فخ الهزائم عند مواجهة الكبار، ويتنبأ له الخبراء تلقي الخسائر الفادحة عند مقابلة المنافسين، في ظل حالة الإعياء الشديد التي يعاني منها في بعض المباريات التي تسبق المناسبات الكبرى. وإذ بالأهلي يُسكت أعداءه ويُخرس كل من توقع وتمنى له السقوط، عند مواجهة الكبار، فيظهر الفريق بشكل مغاير تماماً في المباريات الحاسمة، كعادة الكبار التي ترفض الإنكسار والإستسلام، فينهض كالأسد الجريح ليلتهم منافسه الواحد تلو الاّخر. ففي بداية الدور الثاني لمسابقة الدوري العام موسم 2009 عانى الأهلي كثيراً من مشاكل فنية وغيابات عديدة وتدهور في النتائج، ليتوقع الجميع خسارة لقب السوبر أمام الصفقاسي التونسي بالقاهرة، ولكن يخرج الأهلي لسانه للجميع والأمثلة عديدة ولا حصر لها، أخرها لقاء القمة الخميس الماضي، والذي انصبت خلاله الترشيحات للفريق الزمالكاوي ليحسم القمة عقب مسلسل" عك" أحمر يقوده الإسباني جاريدو منذ مطلع الموسم، ولكن يظهر الأهلي متماسكاً للغاية لا يقبل الهزيمة، ويظهر عنفوانه وروحه البطولية لينتهي اللقاء بالتعادل العادل بين الفريقين، على الرغم من أن أخطر هجمات اللقاء كانت من نصيب وليد سليمان وباسم علي نجمي الفريق الأحمر. موقف الأهلي في اللقاءات الكبرى والحاسمة التي تعقب فترة من عدم التوازن للاعبيه، يذكرني بمشهد للفنان عادل إمام في فيلم التجربة الدنماركية، والذي جسد خلاله دور الوزير " قدري المنياوي"، فحين تعرض لكبوة واعياء شديد ظهر راقداً بفراشه لا يستطع التحرك أو حتى الحديث، مستعيناً بجهاز التنفس الصناعي. وعند اجراء رئيس الجمهورية مكالمة بقدري المنياوي، يفاجأ الجميع بنهضة الوزير مسرعاً من فراشه وازالة جهاز التنفس والاستفاقة من الإعياء والتحدث من فخامته وطمأنته على حالته الصحية. الأهلي ينفذ حرفياً مقولة "قدري المنياوي" للرئيس خلال الهاتف، حين قال له بصوت مرتفع :"أنا بخير الحمد لله يا ريس وكله تمام"، وذلك عند كل لقاء حاسم وفاصل يواجه خلاله الكبار، رافضاً الظهور منكسراً مهزوماً أو متسبباً في حزن لجماهيره. الأهلي وقدري المنياوي كلاهما كبار، يرفضان الاستسلام للإعياء والاستمرار طويلاً على فراش المرض.