أطلقت شابة أمريكية حملة لإعادة تصنيع النفايات بطريقة مغرية لمحاولة تنظيف جزر المالديف، وتم التقاط صور لها وهي تلبس بيكيني مصنوع من النفايات أو وهي تتزحلق في قلب النفايات من أجل الإعلان عن مشكلة إعادة تصنيع النفايات. لكن ردود الفعل متقلبة في المالديف. أليسون تيل أصلها من هاوايي وشاركت عام 2013 في برنامج أمريكي من نوع تلفزيون الواقع عنوانه عراة وخائفون ( Naked and Afraid ) والذي عرض في فرنسا بعنوان Les boules et les chocottes على قناة ديسكافري. وهو برنامج يجب على المشاركين فيه أن يعيشوا عراة بلا ماء ولا طعام لمدة 21 يوما على شاطئ في المالديف. وعندما كانت هناك رأت أن معظم الجزر تسودها النفايات من كل نوع كالقناني البلاستيكية والعلب الكارتونية الخاصة بالمعلبات. وبعد شهر من تصوير البرنامج عادت هذه الشابة إلى المالديف حيث أطلقت حملة عنوانها One man's trash is another woman's bikini (هيئة التحرير: نفايات رجل ما يمكن أن تكون بيكيني لامرأة ما ). وهذه حملة للتوعية غير ربحية ويمكن دفع 62 دولارا على موقعها لشراء بيكيني مصنوع من 10 قناني أعيد تصنيعها. أكثر مكان يصدم فعلا هو جزيرة ثيلافوشي حيث يوجد جبل من النفايات والعديد من قناني البلاستيكية في كل مكان على الجزر الأخرى. لقد تولينا مع بعض الأطفال المالديفيين جمع النفايات. يمكن في 10 دقائق تكديس قناني يصل طولها بطول قامتكم. كانت هذه الجزيرة بالنسبة إلي فرصة لكي أصنع العديد من البيكينات وغيرها من الملابس من كل هذه الأشياء البلاستيكية. كان هناك الجانب المغري والمرئي في هذه العملية وهو ما أتاح اهتمام الإعلام بها، لكنني لم أفعل هذا كي أنتقص من سياسة إعادة تصنيع النفايات في المالديف. حتى أن هذه القمامة موجودة هنا جزء كبير منها آت من الحركة السياحية [هيئة التحرير: حسب منظمات حماية البيئة يزور المالديف 600000 سائح سنويا تتجمع وسطيا 3,5 كيلوغرامات عن كل سائح يوميا]. كان يمكنني أن ألتقط هذه الصور في أي مكان آخر في العالم به قمامة موضوعة في الهواء الطلق هكذا. مكب النفايات المفتوح هذا يوجد على جزيرة ثيلافوشي منذ 1992 وترمى فيه معظم القمامة الخاصة بجزر المالديف. تبلغ مساحة الجزر 40 كم مربع وفيها عدة أنشطة صناعية مثل صناعة السفن. وحسب العديد من الخبراء تنتج هذه الأنشطة في المتوسط 330 طنا من النفايات يوميا على الجزيرة. وللقضاء على التلوث وقعت السلطات المالديفيية عام 2011 اتفاقا مع مؤسسة هندية كي تشرف على إدارة هذه النفايات. لكن الانقلاب الذي حدث في فبراير 2012 قد أثر سلبا بدرجة كبيرة على هذا الاتفاق الذي ألغي في نهاية المطاف الأسبوع الماضي بضغط من نواب جزيرة ثيلافوشي. ولم تؤسس أي محرقة للنفايات التي ما زال معظمها يحرق في الهواء الطلق وينبعث منه دخان سام. غير أن ما فعلته أليسون تيل لا يروق للجميع. في العاصمة مالي لم يتردد بعض المسؤولين السياسيين المقربين من رئيس المالديف في وصف هذه العملية التي قامت بها أليسون تيل بأنها محاولة للمساس بقطاع السياحة في البلد . وترد هذه الشابة الأمريكية على ذلك: إن من يقولون هذا الكلام عليهم بالأحرى أن يهتموا بإيجاد حل لهذه الأكوام من القمامة. كل ما سعيت إليه هو تنبيه الناس لعواقب رمي قنينة بلاستيكية في البحر وهو سلوك قد يبدو عاديا. أنا عازمة على العودة إلى المالديف حالما أستطيع لكي أواصل عملي. عملية بيع الملابس المصنوعة من النفايات البلاستيكية المعاد تصنيعها والتي تعرضها أليسون تيل ليست الأولى من نوعها. ففي فبراير أطلق المغني الأمريكي فاريل وليامز مجموعة خاصة من الملابس المصنوعة من مواد أعيد تصنيعها، وقد أخذت من المحيطات. لكن هذا العمل في المالديف قد تابعه حماة البيئة. شادو (اسم مستعار) أحد هؤلاء الناشطين وقد ذهب إلى هذه الجزيرة عام 2012. من ناحية تضايقت من مبادرة هذه الأمريكية خصوصا أنني أرى أنها تكسب الأموال عبر تسليط الضوء على هذه القضية. ولكن من ناحية أخرى علي أن أشكرها على التذكير بالوضع في جزيرة ثيلافوشي. ولقد حاول ناشطون مالديفيون إطلاق مبادرات مشابهة، لكنها لم تلق الصدى نفسه. ومنذ بدء هذا المشروع الجديد أشعر أن وسائل الإعلام الدولية تدرك إلى أي حد هو كبير هذا الجبل من القمامة. وهو يزعج حتى السلطات والعديد من المواليين للحكومة يؤكدون أن هذه الأمريكية تتواطؤ مع المعارضة لتهديد مصالح المالديف. أخشى أن يصبح الذهاب إلى الجزيرة أصعب على الناشطين. لقد لاحظنا تعزيز الدوريات البحرية حول جزيرة ثيلافوشي. أتأسف لأنها تعاملت مع هذه القضية بهذا الأسلوب البسيط دون أن تتحدث عن الوضع الإنساني العاجل. فالشركات التي تتعامل مع أطنان من النفايات تستخدم عمالا استقدموا من بنغلادش ويعملون غالبا بلا أي وقاية. والعديد منهم تصادر جوازات سفرهم ويجبرون على العمل في هذه المصانع. أنا ذهبت إلى هناك لألتقط صورا مع ناشطين آخرين. أستطيع القول إنه الجحيم على الأرض. الجو حار جدا في وسط القمامة لدرجة أن حذائي ذاب تقريبا.