تحت عنوان الفنون الشعبية بين السياقين ، بدأت أمس أولى الندوات المقامة ضمن المحور العلمى والثقافى لفعاليات المهرجان القومى للفنون الشعبية الذى ينظمه البيت الفنى للفنون الشعبية برئاسة الفنان القدير عماد سعيد بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الشاعر سعد عبد الرحمن والمركز القومى لمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة المخرج ناصر عبد المنعم ، وذلك فى تمام السادسة مساء على مسرح البالون، تحت إشراف د. محمد أمين عبد الصمد، وتحاضر فيها د. . عواطف سيد أحمد ألف ليلة وليلة.. وآليات الأداء ، د. خالد أبو الليل الهلالية بين سياقين . تحدثت د. عواطف سيد أحمد عن، أن هناك من تناول قصة ألف ليلة وليلة ، بجودة عالية مثل د. سامحة الخولى، وأوضحت أن هناك اهتمام كبير من الغرب بالسير الشعبية وخاصة ألف ليلة وليلة ، لأنهم وجودوا أرض خصبة لعالم الخيال الرومانسى، وظهر ذلك فى العديد من المجالات الفنية سواء فى الموسيقى أو المسرح أو السينما أو الفن التشكيلى، وأن هناك عدة أوبريتات أنتجت مستلهمة من ألف ليلة وليلة، ومن شخصياتها مثل شهرزاد ، و معروف الإسكافى ، وفى الفن التشكيلى نجد مثال ذلك ظهور صورة السيدة التى توصل الرسائل بين الأحبة إلى جانب صورة الجارية فى الأسواق وكل ذلك مستلهم من قصص ألف ليلة وليلة. وأشارت د. عواطف إلى ان هناك العديد من السير الشعبية لكن الف ليلة وليلة كان لها الحظ الأكبر فى الإنتشار والتناول بين الكتاب، ومن الكتاب الذين تنالوا ألف ليلة وليلة فى مصر نذكر منهم الكاتب يسرى الجندى والكاتب توفيق الحكيم ، مشيرة إلى أن الفنانة الراحلة زوزو ماضى كان لصوتها الرائع أثرا كبيرا كتعبيرا صوتيا لقصص ألف ليلة وليلة التى لا ننساه حتى الآن، وظهرت الف ليلة وليلة بوضوح فى معظم أعمال الفنان على الكسار . وتحدث د. خالد أبو الليل عن السير الهلالية والتى تعد من أهم الموروثات الشعبية، والتي لها صدى عند المبدعين حتى وقتنا هذا، وأضح كيف تناولتها الدراما وكبار الكتاب مثل الكاتب يسرى الجندي ، وكشف أبو الليل لماذا استمرت السيرة الهلالية عملا حيا حتى الآن، والفرق بين الاستلهام والسرقة، وكيف ان الفرق بينهم شعرة فالنصوص الشعبية للأسف الشديد متاحة لجميع الكتاب، ويأخذون منها ما يشاءون ثم يضعون عليهم أسمائهم وهذا أمر يحتاج إلى النقاش لأنه فى غاية الأهمية، وهناك فرق بين الاستلهام من السير وبين أن يأخذ النص بالكامل ويضع عليه الكاتب اسمه، ومن يتأمل السيرة الهلالية سيجد لها عمق كبير. وأشار أبو الليل إلى أن المرأة في السيرة الهلالية لها أشكال متعددة منها المرأة الأم والحبيبة، ولكن هناك المرأة التى تمثل محور أساسى فى السيرة الهلالية مثل سُعدة المستشارة لأبيها الزناتى خليفة، والتغير فى صورة المرأة ما هو إلا انعكاس للتغير الذى يحدث فى المجتمع، السير الشعبية تعد وثيقة حضارية وانعكاس صورة للمجتمع بالتالى تغيرت صورة المرأة من فترة إلى فترة، وأضاف أنه حين نتكلم عن السير الهلالية والموروث الشعبى فلابد أن نتكلم عن مفهوم البطل الشعبى الذى نفتقده الآن فى هذه الآونة والتى وصفته السير الهلالية انه البطل الذى ينتصر على المفاهيم الخاطئة فى المجتمع وينتصر لروح الجماعة وعلى متطلبات الفرد ويضحى بكل ما هو متعلق بذاته مثل أبو زيد الهلالى فى السيرة الهلالية .