• - تيته.. تيته.. تيته.. تيته.. تيته.. • = نعم.. نعم.. نعم.. نعم.. هار ازرق.. مالك يا واد طالع زنان لامك كده.. عايز ايه؟ • - مش حاتحكيلي عن النضال؟؟.. • = نضال مين يا عين أمك؟؟.. • - نضالك يا تيته في الثورة.. • = نيهين فيهم يا غالي؟؟.. • - اللي خلعتوا فيها الرئيس؟؟.. • = نهوون فيهم يا ضنايا؟؟.. • - يووووه.. انتي مش كنتي بتنزلي تناضلي في كل مرة؟؟.. • = دي امك يا حبيبي.. انا كنت بلطم م البيت بس.. ماتقعدش علي حجري عشان الهشاشة يسترك.. لسه عضمة الحوض اللي مركباها ما اتزيتتش.. يهده الإرهاب.. • - هو انتي عندك حوض جويكي غير اللي في المطبخ؟؟.. • = آه يا حبيبي.. من يوم ما البعدا كانوا محتلين الشارع حوالين مسجد رابعة و قاعدين يزروطوا في كل حتة بمنتهي البجاحة كده.. يوم ما كنت رايحة اجيب الدوا م الأجزخانة و اتزحلقت ف اسم الله علي مقامك الكاكا بتاعتهم فحوضي اتكسر.. شالوه و ركبولي واحد صناعي.. • - ستانليستيل؟؟.. هع هع هع • = يا خفافة أهلك.. أيوه ستانليستيل.. عايز ايه بقي؟؟.. • - إحكيلي طيب حصل إيه في الثورة و الا الثورتين.. ده بكره العيد بتاعها.. • = طب قزقز اللب بعيد عن عيني.. انا عاملة عمليتين ميه بيضا و ميه زرقا.. مش طالبه ميه حمرا كمان.. يهده الإرهاب.. كانوا حايعموني ولاد الصرمة بالمولوتوف بتاعهم.. و المسيل للدموع بتاع الشرطة.. و النبي الشرطة دي مفترية.. قال كانوا بيرموا عليهم مسيل للدموع قوم احنا اللي نتعمي.. انما هما و لا بيحوق فيهم.. كان عندهم مناعة ذاتية من الغاز الطبيعي اللي كانوا بينتجوه بغزارة.. • - طب احكي بقي.. زهقتيني.. • = تصدق يا واد يا مشمش.. انا كنت خايفة م اللحظة دي بقالي تلات سنين.. قلت الواد حفيدي اللمض ده مسيره يوم ييجي يسألني عن تجربتي الذاتية إبان الثورة.. • - إبان مين؟؟.. انتي حاتبتدي بقي تتكلمي اللغة المكعورة بتاعة السياسيين اللي محدش بيفهمها؟؟.. • = إتلهي بس.. إمبارح قلت ف عقل بالي.. طب إيه العمل لو الواد سألك.. حاولت أجمع ف دماغي اللي حصل من اول يوم لحد امبارح.. لقيت حاجات كتير قوي بتمر زى الشريط كده قدام عيني.. فيلم يابني هندي طويل.. المناظر فيه شبه بعض.. لكن كأن شريط الصوت اتقطع.. أقول لنفسي ياريتني سجلت الكلام ده بالكتابة.. ماهو فيه ضرب و قتل كتير.. الأول كان فيه قاتل و مقتول.. لكن بعد شوية اتضح ان المقتول كان هو القاتل.. • - يوووووه.. قلبنا علي مسلسل شمس الأنصاري.. • = آه و الله يا مشمش.. شوف.. احنا.. الناس اللي زيي يعني.. كنا قاعدين في حالنا لا بينا و لا علينا.. بنشتكي سوء الحال و نبرطم و نتخانق من ان البلد ماشية بالمقلوب.. و الفساد مغرقها من ساسها لراسها.. و كانت الناس ابتدت تطلع من هدومها بسبب الفقر و الجهل و المحسوبية و كده يعني.. و العيال بتوع الحركات و الأحزاب كل شوية ينزلوا يقفوا عند سلالم نقابة الصحفيين يهللوا شوية و يكنسوهم بخراطيم المية و خلصنا.. و كنت ابقي ساعات معدية من هناك رايحة أقضي مصلحة و سط البلد فأقف اهتف معاهم و ازعق و لو البوليس جه يبهدلهم ارقع بالصوت و اقول انا ست كبيرة و اقوم مخبية عيلين تلاتة ورايا و مهرباهم.. و حبة اعتصامات فئوية هنا و هناك عشان العلاوات و بتاع.. قوم ياسيدي واحد بياع متجول في تونس كده قعد يعترض يعترض.. لما ماحدش سمعله راح حارق نفسه في الشارع.. قوم راحت الثورة قايمة عندهم.. قعدنا نهلل فرحانين قوي إنهم قال طلعوا دكره يعني و قلبوا الجدع الرئيس بتاعهم.. هوب كنيسة اتحرقت عندنا في اسكندرية.. وواد من اسكندرية برضه افتروا فيه المخبرين و بلعوه لُفافة بانجو.. • - إيه لفافة البانجو دي؟؟.. • = يعني سايب كل الكلام المجعلص اللي قلته و مسكت ف دي؟؟.. جيل يغُم.. • - أنا عارف البانجو.. بس مش عارف اللُفافة.. • = عوض عليا عوض الصابرين يارب.. المهم.. العيال نزلت يوم خمسة و عشرين.. قعدنا نتابعهم في التلفزيون و البتاع المنيل اللي امك مكبية عليه ليل و نهار.. • - الإنستجرام و الا اللينكد إن؟؟.. • = بس ياله.. انا ماصدقت احفض انه فيسبوك.. حاتجيبلي أسامي تانية؟؟.. جاك فيروس لما ياكل في هاردك.. لحد يوم تمانية و عشرين كان الكلام في الاصلاح و الزعببة و خلاص.. في اليوم ده ناس كتير نزلت بقي.. قوم لأول مرة العيال تقول الشعب يريد اسقاط النظام.. انا هنا وقفت بقي.. بقيت اسأل نفسي يسقط يروح فين.. هو منيل بنيلة آه لكن اللي عايز حد يسقط يبقي مجهز حد يطلع.. أمك ايامها اتزعررت قوي و تقوللي الثورة مالهاش قائد.. لكن الشباب الثوري عنده كل الحلول.. • - فانتي كنتي كنبة بقي يا تيتة؟؟.. • = اسم الله عليك.. كنبة مش يعني تخينة و تقيلة و غبية.. و لا زي ما كانوا بيقولوا علينا فلول و خونة.. كنبة يعني ناس حريصة و بتحسب الحركة قبل ما تتهور و تعملها.. كنبة يعني خبرة السنين اللي تخلينا نشم ريحة مش كويسة في الجو.. و نشوف حاجات مايشوفهاش الشباب الصغير المندفع اللي زيك اللي حاقوم ابططه عشان بيتف القشر في الارض.. و كنبة برضه يعني العين اللي تلمح الركب الملخلخة بتاعة العواجيز لما يتخضوا من أى تغيير فيبتدوا يهرتلوا و ياخدوا قرارات زي وشهم.. أخدت خطوة لورا و سبت امك تنزل تكارك هي.. و نتخانق مرة تغلبني و مرة أغلبها.. و ف كل مرة كانت البلد تحتاجلنا احنا الاتنين اقوم واخدة نفسي و نازلة معاها.. و في الميدان نقف احنا الاتنين كتلة واحدة ماتعرفش مين فينا أم التانية.. • - الظاهر الحكاية حتاخد حلقات و انا ورايا ماتش.. لخصي ياتيتة و تبقي تكمليلي الحدوتة كل يوم شوية.. • = الملخص يا ضنايا.. إن البلد دي كانت عايزة نفضة زي ما بننفض السجادة في البلكونة.. عشان هي تنضف و ترجع تبرق.. و احنا نعرف مقامها.. ماهو مين اللي وسخها؟؟.. اللي ماشيين فوقيها.. يمكن هبت ريح في النص كانت حاتطيرها خالص.. ماهي طيرت سجاجيد تانية ف بلكونات الجيران و ما نابهم غير انهم دخلوا بيوتهم قعدوا عالبلاط.. لكن احنا لأن سجادتنا فخيمة و أثرية و مغزولة بخيوط دهب معرفتش الريح تطيرها.. ربك الكريم صانها لجل ماهي غالية عليه.. و ادانا احنا كمان ضربتين م المنفضة لجل مانفوق و نعرف حانروح فين بعد كده.. شلنا مين و حطينا مين.. مين ضحك علينا و مين نصب و مين رعبنا و قتل عيالنا.. مين اتجسس و مين خان و مين باع الأرض.. مين جتله لوثة ف عقله لما فلتت منه النهيبة.. حكايات اتكتبت علي ضهرنا و علمت لكن بالرغم من كده كل يوم بنعرف حتة منها تشيب الكتكوت.. حكايات حاتبقي الف ليلة و ليلة جنبها ميكي ماوس.. • - طب بكره حايحصل إيه يا تيتة؟؟.. • = بكره اللي هو بكره.. يمكن تهب زعابيب متربة شايلة معاها كناسة الأيام اللي فاتت.. بس ساعتها بقي مش حاتلاقيني انا و امك مختلفين.. برضه حاننزل لازقين في بعض.. و نصد و نزيح عشان نكنس علي نضافة.. • - و بكره اللي هو مش بكره؟؟.. • = بكره بتاع العُمر؟؟.. ما يعلم الغيب الا الله.. لكن اختياراتنا بتساعد.. ربنا سايبلنا مساحة لمخنا يا نختار بيه هنانا يا نختار شقانا.. انزل روح الماتش بتاعك.. و لما ترجع يمكن اقولك.. بالسلامة يا حبة عيني.. اقفل الباب عدل لا قطة السلم تخش.. • = آلو.. ازيك يا حبيبي.. آه.. وحشتني و النبي.. ربنا يكون في عونكوا يا حبيبي و ينصركوا بكره و كل يوم بحق جاه النبي.. انت عنده؟؟.. سلملي عليه قوي قوي.. قوله تيته صابره بتدعيلك مع كل رمشة عين.. و النبي يا حبيبي تميل عليه كده و توشوشه.. قوله تيته بتقولك تكمل الحكاية للواد ازاي؟؟.. تقوله بكره اللي هو بتاع العُمر حايكون عنوان شقانا و الا هنانا؟؟.. المقال نقلا عن المصري اليوم