نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه انه تعرضت امراة للاعتداء في ميدان التحرير و ظهرت صرخاتها وسط صخب الغوغاء , و اقترب نحوها ما يقرب من 200 رجل في مشهد الاعتداء الذي استمر أقل من 15 دقيقة ولكنه بدا لها وكأنه ساعة. دفعتها موجة من الرجال لمبني الى شارع جانبي من ميدان التحرير. و حاول الكثير منهم تفريق الهيجان، ولكن كان من المستحيل معرفة من الذي كان يساعدها و من يعتدي عليها. و صار صوت صرخاتها اقل نسبيا حتي اختفي, و بدا انها فقدت الوعي. و رشق الرجال المعتدين عليها بزجاجات المياه لمطاردتهم بعيدا. وقد شهد الهجوم مساء الثلاثاء مراسلة اسوشيتد برس التي غمرها الجماهير ، وكان لا بد من سحبها إلى بر الأمان من قبل الرجال الذين نقلوها للخروج من المشاجرة في سيارة جيب مفتوحة. وردت تقارير ان الاعتداءات على النساء في ميدان التحرير، مركز الانتفاضة التي أجبرت حسني مبارك على التنحي في العام الماضي، تتزايد مع جولة جديدة من الاحتجاجات الحاشدة للتنديد بالحكم المختلط ضد الرئيس المخلوع ونجليه في محاكمة الأسبوع الماضي. وكان الهجوم مساء الثلاثاء القشة الأخيرة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة للكثيرين. التقى المتظاهرين ونشطاء يوم الاربعاء لتنظيم حملة لمنع التحرش الجنسي في الميدان. انهم يدركون أنه جزء من أكبر مشكلة اجتماعية لا يعاقب فاعلها في مصر. لكن تدوس هذه الظاهرة على حلمهم في خلق نموذج مصغر في التحرير لدولة تحترم المسؤولية و الحريات المدنية، التي كانوا يأملون أن تظهر بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك. وقال عبد الفتاح محمود، وهو طالب هندسة 22 عاما، الذي اجتمع الاربعاء مع أصدقاء لتنظيم دوريات للميدان وذلك في محاولة لردع الهجمات ضد المرأة "يكفى ما حدث. بغض النظر عن ما حدث قبل ذلك، أنه من غير المقبول. أن يحدث هذا في شوارعنا ناهيك عن التحرير ".لا توجد أرقام رسمية عن الاعتداءات على النساء في الميدان لأن الشرطة لا تذهب بالقرب من المنطقة، و نادرا ما يبلغ النساء عن مثل هذه الحوادث. ولكن قد أبلغ الناشطين والمتظاهرين عن عدد من الاعتداءات العنيفة على النساء وخاصة في الاسبوع الماضي. ويتم تنظيم العديد من مثل هذه الاعتداءات من قبل المعارضين للاحتجاجات لإضعاف روح المتظاهرين و دفع الناس بعيدا. وقال عبد الفتاح محمود انه حوصر اثنان من أصدقائه الإناث و تم الزج بهما الي ممر صغير من قبل مجموعة من الرجال في نفس المنطقة حيث تم الاعتداء على المرأة السابق ذكرها, و تعرضا لاعتداء خطيرا ,ورفض الكشف عن تفاصيل أخرى مع الإصرار على أنهما لم يتعرضا للاغتصاب. وقالت منى سيف، وهي ناشطة معروفو والتي كانت تحاول تعزيز الوعي حول المشكلة، الاربعاء, انه حدثت نحو ثلاثة حوادث مختلفة في الأيام الخمسة الماضية، وقالت في حادثة واحدة، مزق المهاجمين ثياب امرأة . وقد وجد النساء، اللاتي شاركن في الانتفاضة منذ 18 يوما والتي انتهت بالاطاحة أنفسهم يواجهون نفس الاعتداءات التي ابتليت بها طويلا الشوارع في مصر خلال احتجاجات لاحقة في الميدان. استهدف النساء أيضا في عمليات القمع الأخيرة على المتظاهرين من قبل القوات العسكرية والأمنية، وهي ممارسة شائعة الاستخدام من قبل أمن مبارك الذي اصبح أكثر عدوانية في الأيام التي تلت الاطاحة به. في احدى اللقطات المميزة لعنف الدولة ضد المرأة لمرحلة ما بعد مبارك ، تم تصوير جنود يدوسون بأحذيتهم على صدر عاري للمرأة. و يقول تقرير عام 2008 من قبل المركز المصري لحقوق المرأة ان ثلثي النساء في مصر يشهدن تحرش جنسي على أساس يومي. دفعت سلسلة من الاعتداءات الجماعية على المرأة في عام 2006 خلال عيد المسلمين بعد شهر رمضان المبارك الشرطة إلى زيادة عدد الدوريات لمكافحة هذه الظاهرة ولكن لم يتم أبدا اصدار تشريعات تنص علي عقوبة.