في منتصف شهر أكتوبر من العام 2009 ، عقدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي جلسة استماع لتقييم واستعراض دور البث الإذاعي الأميركي الدولي لدفع عجلة مصالحها القومية في العراق وأفغانستان، ونشاط الإذاعات الأميركية في مناطق النزاع ومدى تأثيرها على شعوب تلك المناطق للوصول إلى الأهداف المرجوة من إنشائها. ما نشر في الولاياتالمتحدة عن مناقشات اللجنة انحصر على بحث دور البث الإذاعي والتلفزي الأميركي في كل من العراق وأفغانستان ساحتا الحرب الرئيسيتين لواشنطن. بهذه الفقرة السابقة يتبين الينا ، أن التضليل الاعلامي قد يكون حافزا كبيرا من أجل تغطية جرائم الأنظمة الحاكمة ، ومن اجل ارسال رسالة خاصة الي الشعوب الخاضعة مفادها ، " نحن نعمل من اجلكم ، ونسهر علي راحتكم ، فلا داعي للقلق " ، ولكن الحقيقة غير ذلك ، حيث تلجأ الحكومات بما فيها القوية الي التضليل الاعلامي من اجل اخفاء هزائمها او نكساتها . هذا ماحدث في الخامس من يونيو عام 1967 ، حيث استيقظ المصريون علي نبأ عدوان اسرائيلي علي حدودنا الشرقية ، حيث سيناء ، تتوغل القوات الاسرائيلية عشرات الكيلومترات ، وتهاجم القوات الجوية للعدو مطارات مصرية وتدمر جميع الطائرات المصرية قبل ان تطير لتدافع حتي عن نفسها ، استيقظ المصريون علي ما نسميه تضليل رسمي وكذب اعلامي ، فيصدر أثير صوت العرب واذاعة القاهرة وغيرها ان القوات المصرية تسقط الطائرات الاسرائيلية كالذباب ، واقتربت من أسوار تل أبيب وبعدها يرمون اليهود في البحر المتوسط ...لكن كل هذا ماهو الا هراء كان الاعلام يبثه عبر الأثير علي مسامع الشعب . التضليل الاعلامي هو الكارثة وكان أحد اسباب احباط المصريين في هزيمة يونيو ، بل ان الاعلام تعمد علي اخفاء الحقائق للشعب ، الذى تجرع الاحباط بعدها حتي الثمالة وياليتنا نتعلم . وعاني الشعب المصري في هذه المحنة الصعبة من التضليل الاعلامي الذي وهم المصريين البسطاء بالنصر بالرغم من الهزيمه الساحقة التي حلت بنا , فيبدوا أن التضليل الاعلامي هو السلاح الخفي الذي يتبعه ورثه الحكم العسكري علي مر العصور فقد اتبع مبارك نفس سياسة التضليل علي مدار ثلاثين عاماً وتعمد إخفاء الحقائق وأتخذ كل السبل الممكنة لالهاء الشعب المصري عن الحقيقة وأتخذ من كرة القدم قناعاً حديدياً يبعد به المواطنين عن الحقائق وكانت أخر تضليلاته أزمة مباراة مصر والجزائر الوهمية التي كادت أن تفرق بين بلدين عربيين , وخرج علينا بجلسة طارئة بمجلس الشعب ليتحدث عن كرامة المصريين و حرصة علي عدم إهانتها وليعلن تدخله السريع لحل المشكلة ليهم الشعب فعليا بهذه الأزمة , بينما كانت أزمة المصريين الحقيقيه هي غليان الأسعار التي أمتصت من قوت الغلابة وكسرت عتق الغالبية العظمي من المصريين . ومن بعده مارس المجلس العسكري نفس السياسة خلال ثورة يناير وحتي الآن فقد حاول بكل ما يستطيع أن يشوه صورة الثوار في أعين باقي المصريين , وسعي لإحداث الفرقة بين الثوار عن طريق تصريحات إعلامية مضللة للرأي العام ومغايرة للواقع والأحداث القائمة بالفعل . يظل التضليل الاعلامي تاريخيا هو اس البلاء ، وموطن الداء ، فكان أحد أسباب الاحباط ، الذى مني بها المصريون ، وهو أحد الاسباب حديثا في تشويه ما يمكن تشويه بأمر من يحكم في معظم الدول العربية ، يشوهون من يشاء ويمجدون من يشاء بأمر من الحاكم الذى يعتلي كل شىء ويتخذ من الاعلام بوقا جيدا له . هل ننتظر نكسات اخرى ، وهل سيتخذ الاعلام منها بوقا ام انه سيعرض الحقائق حتي لو كانت مرة ؟