كشف أحد كبار تجار الخردة وأوراق «الدشت» بالإسكندرية عن زيارات متكرة وغامضة لعدد من الخليجيين وتحديدا من جنسيات دولتى قطر والسعودية طوال الأشهر الماضية لتجار الخردة وأوراق الدشت بمدينة الإسكندرية وعدد من المحافظات وعلى رأسها القاهرة وعرضهم مبالغ خيالية من جانبهم على هؤلاء التجار لشراء ما يقع تحت أيديهم أو موجود لديهم من وثائق «أصلية» مصرية خاصة ما يتعلق بالحقبة الملكية والناصرية من أصول ومستندات ووثائق وخرائط جغرافية ونيجاتيف صور وأفلام وثائقية وعملات. بالإضافة لطلبهم شراء مجموعات كاملة مسلسلة من المجلات والصحف المصرية القديمة من بينها مجلات المصور واللطائف والاثنين والدنيا والبعكوكة وصحف ومجلات الجاليات الأجنبية التى كانت موجودة فى مصر حتى ثورة يوليو 1952. وأكد المصدر ل«الفجر» أن الأشهر الماضية شهدت تهريب عدد كبير من الوثائق المصرية الأصلية من بينها وثائق وخرائط تتعلق بحصة مصر التاريخية فى حوض ومنابع النيل تعود لعهدى الملك فاروق والرئيس الراحل جمال عبدالناصر غير موجودة لدى وزارة الرى والحكومة المصرية والنسخة الوحيدة الموازية لها فى العالم موجودة فى أرشيف الوثائق البريطانية، بسبب الاهمال وبيعها لتجار الورق القديم والخردة على أنها أوراق دشت- حسب تأكيده. مؤكدا .. انتعاش سوق «مافيا الوثائق» فى مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير، بسبب المبالغ الخيالية المعروضة على التجار من قبل «السعوديين» و«القطريين» تحديدا، وظهور عدد من الكتب النادرة فى أسواق وكواليس هذه «المافيا» تحمل خاتم المجمع العلمى الذى تعرض للحريق والتدمير بالكامل فى أحداث مجلس الوزراء منذ عدة أشهر!! خاصة عقب قيام دولة قطر بإنشاء هيئة متاحف قطر والمكتبة التراثية بها منذ عدة سنوات، والذى تشرف عليه الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثانى رئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، وهى المتاحف التى تحتوى على عدد من الوثائق الأصلية والكتب والصحف والمجلات العربية والخرائط وأوائل المطبوعات العربية والأجنبية أيضا، وموجود بها عددمن الوثائق المصرية الأصلية من بينها أعداد مسلسلة من جريدة الوقائع المصرية ومجلة أبولو خلال حقبة الثلاثينات ولوحات عن مصر والنوبة للرسام العالمى ديفيد روبرت خلال الفترة من أعوام 1846 حتى عام 1849 ميلادية. بالإضافة لاهتمام السعوديين بشراء الوثائق الأصلية الخاصة بمجموعة الحج المصرى حتى منتصف الستينيات والتى تعرف فى كواليس عالم المهتمين بالوثائق المصرية ب«الصرة» والخاصة بمراسم خروج المحمل الشريف وكسوة الكعبة المكرمة من مصر للسعودية ومصاريفها وخبايا صناعتها وصور «التكية المصرية» والوثائق والأختام التى تحمل شعار «التكية المصرية بالأراضى الحجازية» والتى كانت موجودة بالأراضى السعودية منذ عهد محمد على باشا حتى تم بيعها للحكومة السعودية فى عهد الرئيس المخلوع مبارك. الباحث السكندرى مكرم سلامة أحد أشهر جامعى الوثائق والأرشيفات بمصر والعالم العربى، أكد ل«الفجر» صحة إقبال «القطريين» و«السعوديين» على شراء الوثائق التاريخية المصرية طوال الأيام الماضية، مؤكدا تلقيه عرضا من أحد الأشخاص من «البحرين» بشراء كل ما لديه من أفلام وثائقية قديمة 18و16 و36 ملى ويبلغ عددها نحو 450 فيلما وثائقيا لا تتجاوز مدة كل فيلم من 15 إلى 45 دقيقة بمبالغ خيالية، من بينها مراحل إنشاء السد العالى وزيارات عبدالناصر لدول الخليج العربى والحرب العالمية الأولى والثانية فى مصر وأفلام تسجيلية للمخرج الراحل صلاح أبو سيف جمعها خلال نصف قرن. وهو العرض الذى رفضه «مكرم» باعتبارها جزءا من تاريخ وذاكرة المصريين، على الرغم من عرضه لوزير الإعلام الأسبق أنس الفقى منذ نحو 3 أعوام شراء هذه الأفلام باعتبارها «وثائق تاريخية» لا تقدر بثمن وغير موجودة بأرشيف التليفزيون وهو ما لم يعلق عليه «الفقى» وقتها مؤكدا له تشكيل لجنة لفحص هذه الأفلام قامت فعلا برفع تقرير لقيادات التليفزيون مؤكدة فيه أهمية هذه الأفلام باعتبارها ثروة سينمائية ولم يهتم أحد حتى الآن