كلما تحدث أزمة أيا كان حجمها تجد بعض الأفاضل من أصحاب التصريحات النارية يحاولون إشعالها لدرجة أنها أحيانا تصل إلى حد التهديد بالقتل والحرق، بل وأحيانا الحرب مثلما حدث فى أزمة الجزائر الشهيرة عندما حاول بعض مشعلى الحرائق تصوير ما حدث فى لقاء كرة قدم وخسارة منتخبنا الوطنى المباراة بالسودان من أنها حرب وقتل ودمار، لدرجة أن المظاهرات اندلعت فى القاهرة واتجهت إلى السفارة الجزائرية فى محاولة لحرقها، وبالمثل قامت المظاهرات فى الجزائر واتجهت إلى مكاتب الشركات المصرية لتدميرها وتم سحب السفراء من الدولتين واندلعت أزمة هى الأسوأ فى تاريخ علاقات شعبين مناضلين دفعوا أرواحهم ودماءهم ثمنا للحرية، فإذا بهم يكادوا يدفعونها من جديد ثمنا لأكاذيب بعض المضللين ورغم كل المحاولات التى بذلتها مصر بعد ذلك لاحتواء الأزمة والموقف وذلك بعد التأكد من الخطأ الفادح الذى دفعنا إليه الكاذبون من المسئولين إلا أن العلاقات ظلت متوترة حتى جاءت ثورة يناير لتعيد الأمور إلى وضعها الطبيعى وتنتهى أزمة عنيفة دفع ثمنها آلاف المصريين والجزائريين من العاملين والدارسين فى البلدين.. الغريب أن نفس هذه المباراة كادت تؤدى إلى أزمة أكبر مع السودان الشقيق لأن نفس المسئولين الكاذبين خرجوا ليتهموا الجانب السودانى بأنه كان السبب الرئيسى فى الأحداث هناك وهو ما أغضب وبعنف الإخوة هناك ولولا بعض الأصوات العاقلة فى الإعلام المصرى وتحرك كبار المسئولين وقتها لتفاقمت الأزمة واشتعلت حدتها.. وبعيدا عن الكرة تكرر الأمر نفسه مع المملكة العربية السعودية بسبب قضية شاب مصرى نتمنى جميعا أن يعود سالما وبسرعه لأهله واصدقائه بمصر إلا أنه وكالعادة التقط الخبر بعضاً من هواة إشعال الحرائق والأزمات، فحدثت المشكلة وسحبت السعودية سفيرها وتوقفت حركة العمرة والسفر بين البلدين، وكادت شركات السياحة تخسر الباقى من الأمل فى إنقاذ نفسها من الإفلاس بعد توقف شبه كامل للحركة السياحية فى مصر، ولولا ستر الله والاستماع لصوت العقل لحدثت المقاطعة بين البلدين الكبيرين!! الآن وبكل أسف نعود لنسمع من جديد مطالبات بمقاطعة المغرب وعقابه لأنهم رفضوا فى اللحظات الأخيرة استقبال معسكر منتخب مصر الوطنى هناك دون أن نعرف الأسباب الحقيقية ومن المسئول عنها ومع ذلك وبدلا من أن طالب بالتحقيق بشفافية كاملة وواضحة لمعرفة الأسباب إذا ببعضهم وكالعادة يصرخ ويهلل طالبا بالمقاطعة بل وإنزال أقصى درجات العقاب بالجانب المغربى وبالطبع لن تسكت الصحافة المغربية وبالتالى تشتعل أزمة دون لأزمة والغريب أن الذين أطلقوا هذه التصريحات هم الذين عادوا وهاجموا من يطالبون بالمقاطعة!! بل إنهم أبدوا اندهاشهم وتعجبهم من هذه التصريحات.. إذن مشكلتنا واضحة وهى الخلط بين الأشياء ومحاولة بعض الجهلاء اشعال الأزمات بسوء نية متعمد فتكون النتيجة خسائر فادحة نحاول بعدها لملمتها ولكن وبكل أسف يكون الوقت قد ضاع والأزمة استفحلت ونخسر الكثير والكثير.