يواجه الرئيس السوري بشار الاسد ضغوطا دولية جديدة لانهاء اراقة الدماء في سوريا ولكن مع زيارة مبعوث السلام كوفي عنان دمشق انحت حكومته باللائمة على اسلاميين متشددين في مذبحة اتهم مراقبو الاممالمتحدة الجيش السوري بارتكابها. ومن المقرر ان يلتقي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية مع الاسد الثلاثاء حيث من المتوقع ان يحثه على الامتثال لاتفاقية وقف اطلاق النار التي توسط فيها بين الحكومة والمعارضين قبل سبعة اسابيع تقريبا. ودعا عنان في دمشق يوم الاثنين السلطات السورية الى العمل على انهاء عمليات القتل بعد ما وصفه المبعوث الخاص ب"الجريمة المروعة" التي وقعت الاسبوع الماضي في الحولة قرب حماة والتي قتل فيها 108 اشخاص كثيرون منهم اطفال . وأيدت روسيا والصين المدافعتان منذ فترة طويلة عن الاسد ضد ضغوط غربية لفرض الاممالمتحدة عقوبات عليه بيانا غير ملزم أصدره المجلس في نيويورك يوم الاحد انتقد استخدام المدفعية وقذائف الدبابات ضد الحولة وهي اسلحة لا يمتلكها مقاتلو المعارضة. ولكن في يوم قال فيه ناشطو المعارضة ان 41 شخصا اخرين قتلوا في قصف مدينة حماة لم تبد موسكو وبكين علامة تذكر على اقرار وجهة النظر العربية والغربية بضرورة تنحي الاسد. ودعا عنان الحكومة السورية الى "اتخاذ خطوات جريئة لإظهار جدية نواياها لحل هذه الأزمة سلميا. "رسالة السلام هذه ليست للحكومة فقط بل لكل من يحمل سلاحا." ونفت وزارة الخارجية السورية في رسالة بعثت بها إلى مجلس الامن الدولي ونشرتها وسائل الاعلام الرسمية نفيا قاطعا قيام الجيش السوري بأي دور في مذبحة الحولة التي انحت باللائمة فيها على اسلاميين متشددين . وقالت الوزارة "لم تدخل أي دبابة إلى المنطقة وقد كان الجيش السوري في حالة دفاع عن النفس مستخدما أقصى درجات ضبط النفس والتناسب في الرد وكل ما نشر خلاف ذلك هو محض أكاذيب." وأضافت "المجموعات الارهابية المسلحة هي من كانت مدججة بالأسلحة الثقيلة ودخلت بقصد القتل وما أدل على ذلك سوى القتل بالسكاكين الذي أصبح توقيع المجموعات الإرهابية على جرائمها بالذبح على الطريقة الإسلامية." وقالت ان ثلاثة جنود سوريين قتلوا وأصيب 16. وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان مراقبي الاممالمتحدة الذين زاروا الموقع بعد المذبحة "رأوا قذائف مدفعية ودبابات بالإضافة إلى آثار حديثة لدبابات" مضيفا ان الأسلحة الثقيلة دمرت الكثير من المباني. ولكن لم يتسن لمراقبي الاممالمتحدة تحديد من الذي اطلق النار وطعن كثيرين من القتلى. وقال شهود وناشطو المعارضة ان جنود الاسد ومن بينهم افراد" الشبيحة" الذين ينتمون للطائفة العلوية التي ينتمي لها الاسد هم الذين قتلوا المدنيين السنة في الحولة. واثار البعد الطائفي لصراع بدأ بمظاهرات سلمية بشكل اساسي بين الاغلبية السنة مخاوف من حدوث انهيار لمجتمع على غرار ما يشاهد في العراق وهو خوف جذب سوريين كثيرين ومن بينهم سنة اثرياء الى الدفاع عن حكم عائلة الاسد المستمر منذ اربعة عقود. ولكن في علامة على تصدع في ذلك التضامن تحدث ناشطون عن اغلاق واسع النطاق للمتاجر في العاصمة دمشق امس الاثنين فيما وصف بانه احتجاج من جانب التجار السنة على جرائم القتل في الحولة ومناطق اخرى. وقال ناشط اسمه عامر مؤمن ان قوات الامن أجبرت عشرات المتاجر في دمشق القديمة على فتح ابوابها لكن النشاط التجاري توقف الى حد كبير مع حلول الليل. وقال مؤمن ان "كثيرين من الذين اجبروا على فتح متاجرهم بقوا على تحديهم ورفضوا البيع للزبائن. سنرى هل سيكون هذا بداية اضراب ممتد." وأضاف "التجار مركز قوة رئيسي ... انهم يستأجرون مجموعات كبيرة من الناس وهم جوهر الغالبية الصامتة. اذا لم يستمروا في الصمت فان التمرد يكون قد وصل الى علامة فارقة." وقالت الصين انها "تشعر بصدمة بالغة جراء العدد الكبير من الضحايا المدنيين في الحولة وتدين بأقوى العبارات القتل الوحشي لمدنيين خاصة النساء والأطفال." وقال رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو إنه يجب تكثيف الدعم للخطة وللحل السلمي. وتدعو الخطة الى سحب الأسلحة الثقيلة من البلدات والمدن ليعقب هذا وقف القتال وبدء حوار. لكن تجدد الهجوم على حماة مركز المقاومة التي دمرتها مدفعية الاسد بالفعل هذا العام أعاد للأذهان أن الاتفاق الذي يراقب تنفيذه 300 مراقب لم يسهم بشيء يذكر في اجتثاث العنف. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "نحن أمام موقف الطرفان لهما وبوضوح يد في مقتل اناس ابرياء." وبحث الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الوضع في سوريا بالتليفون ونددا "بالوحشية الفتاكة الخرقاء لنظام دمشق" التي وصفاها بأنها تهديد للامن الاقليمي. وأقر الاثنان خطة عنان ووجها الدعوة "لتحول ديمقراطي منظم" في سوريا. وقال اولوند ان فرنسا ستدعو الى عقد اجتماع في باريس لاصدقاء سوريا وهي مجموعة الدول الغربية والعربية التي تريد انهاء حكم الاسد. وتتهم روسياالولاياتالمتحدة واوروبا بالسعي الى تغيير النظام في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا وتتوخى الحذر من اي اجراءات يمكن أن تكون توطئة لتدخل مسلح. وأشارت تقارير إعلامية الى أن واشنطن تحاول الحصول على تأييد روسيا لخطة كتلك التي أدت الى نقل السلطة من رئيس اليمن لثلاثة عقود علي عبد الله صالح الى إدارة يقودها نائبه. وقالت واشنطن صراحة ان الاسد بجب ان يتنحى. وأبلغ رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية الجنرال مارتن ديمبسي تلفزيون سي.إن.إن. "بالطبع يجب ان نقدم دائما خيارات عسكرية ويجب التفكير فيها." لكنه أكد ان المجتمع الدولي يجب ان يستخدم الاجراءات الاقتصادية والدبلوماسية اولا لمحاولة حمل الاسد على "اتخاذ القرار الصائب". ووجه المجلس الوطني السوري أقوى نداء حتى الان لتقديم مساعدة عسكرية. وأضاف ان المجلس يناشد كل اصدقاء الشعب السوري واخوته ان يقدموا له على الفور السبل الفعالة للدفاع عن النفس قبل فوات الاوان.