نشرت صحيفة الجارديان مقالا اوردت فيه انه عندما يتعلق الأمر بجماعة الاخوان المسلمين، يظهراهتمام مفاجئ في ما يكمن داخل المجرى الداخلي لنفوس الإسلاميين. هل هم ديمقراطيون حقا؟ فيما يعتقدون حقا؟ حان الوقت لترك للمحللين تلك الأسئلة إلى سلطة أعلى. في الوقت الراهن، من الأكثر أهمية أن نسأل عما ينوون القيام به وما يمكنهم القيام به في مكتبهم. إذا كان الاقتراع حر في جولة الاعادة في منتصف يونيو، سيكون مرشح جماعة الاخوان المسلمين للرئاسة محمد مرسي هو الاوفر حظا للفوز ضد أحمد شفيق، رئيس الوزراء السابق لحسني مبارك. إذا حدث ذلك، فإن المؤسسات الديمقراطية الكبرى فى مصر ،البرلمان والرئاسة، ستكون في أيدي الإسلاميين. وبينما سيكون الإشراف الكامل للأجهزة الأمنية والعسكرية بعيدا عن متناول أيديهم في الوقت الحاضر – و المؤسسات الهامة مثل القضاء ستكون على الأرجح ضد عناصر من برنامجهم - يمكن أن تكون لدي جماعة الإخوان المسلمين قريبا حرية كبيرة لمعالجة العديد من مشاكل داخلية في البلاد كما تراه مناسبا، وحتى للبدء في دفع السياسة الخارجية المصرية في اتجاهات مختلفة. عندما يتعلق الأمر بما ينوي الاخوان في الداخل، كانت الحركة ثرثارة بشكل مذهل في محاولاتها لرسم برنامج عملي لإدارة البلاد. وهذا البرنامج يركز كثيرا من اهتمامه على الحكم الرشيد، وسيادة القانون، وتوفير الخدمات الاجتماعية، والسياسة الاقتصادية للبلاد التي تدين بالكثير الي واشنطن. هل ينوي الإخوان تطبيق الشريعة الإسلامية؟ هذا هو المكان الذي يبدأ فيه التراجع في العموميات، مدعية أنها سوف تستخدم الإسلام "مرجع" أو ملاحقة "أهداف" الشريعة الإسلامية، ولكنها سوف تفعل ذلك من خلال القنوات الديمقراطية والدستورية. وعندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، كانت جماعة الإخوان أيضا حذرة قليلا: انها ترغب في "إعادة التفاوض على" معاهدة السلام مع إسرائيل، لكنها ستواجه الحكومة الإسرائيلية التي ستقاوم بشدة لإجراء أي تغييرات رسمية، بل وقد أبلغت رسالة مطمئنة إلى سيل من الزوار الامريكيين الرسمي، ولكن بشكل واضح أجندة إقليمية من شأنها أن تسبب بعض الصداع بالنسبة للولايات المتحدة، وبشكل عميق وعاطفيا تعترض على الحصار المفروض على غزة ولكن كما قالت لأبناء عمومتها في حماس أن قضيتهم يجب أن تنتظر. السؤال الحقيقي هو كيف يمكن أن تكون فعالة في برنامجها عندما تواجهها مشاكل اقتصادية ساحقة، مجموعة من العاملين المشاكسين في القطاع العام، والعامة الذي يعتقدون بأن طرد الزعماء الشرفاء والفاسدين يكفي أن تؤدي إلى التحسينات الاقتصادية الفورية. الطريقة التي يحكم بها الإخوان علي المدى القصير - والنجاح الذي تحقق لهم - سيحدد على المدى الطويل مصير الحركة. تم تصميمها لتكون، حركة الإصلاح الهرمية المنظمة بإحكام ، وليس طرفا واسع النطاق للانتخابات. لكنها ترى الآن الساحة السياسية مغرية بحيث ويبدو أن قادتها يعرضون واجبهم الأسمى للشعب المصري والسياسة والحكم.