يُختَزَل السباق من أجل مستقبل مصر على ما يبدو في مواجهة بين الإخوان المسلمين والطيار السابق الذي تربطه علاقات بالنظامِ البائد، حيث تم إعلان النتائج النهائية للتصويت في انتخابات الرئاسة والتي زعم أحد الناشطين البارزين بأنها ستقود إلى "ثورة ثانية". وفور اكتمال معظم التقديرات، صرحت الصحف المحلية أن مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي – المرشح البديل الذي سخر منه النقاد بوصفة ب"الاستبن" – هو المتصدر بنحو ربع العدد الإجمالي للأصوات. وهذا ما يؤكد استمراره في جولة الإعادة التي ستُجرى في 16 يونيو المُقبل – وهي الجولة التي قد تُمَكِّن جماعة الإخوان المحظورة سابقًا من تحقيق حلمها الذي راودها لعقود بفرض سيطرتها السياسية الكاملة على مصر. وكان قد عُين أحمد شفيق رئيسًا للوزراء في الأيام الأخيرة لنظام حسني مبارك. وأجبر بعد ذلك على تقديم استقالته تحت ضغط شعبي، ولكن خلال حملته لانتخابات الرئاسة نجح في رسم صورة له على أنه الرجل الصارم الذي يُمكنه إصلاح مشاكل المجتمع المصري ويمنع ظهور الإسلام السياسي. ويستحوذ شفيق على أصوات الأقلية المسيحية في المجتمع المصري وكثيرون غيرهم ممن يعتقدون أن جماعة الإخوان المسلمين – التي تسيطر بالفعل على ما يقرب من نصف مقاعد البرلمان – تعتزم تحويل مصر إلى دولة إسلامية متشددة. وقال المتحدث باسم حملة دعم أحمد شفيق أمس "يدور برنامجنا حول المستقبل. بينما يدور برنامج الإخوان المسلمين حول بناء إمبراطورية إسلامية". وحسب النتائج الأولية التي نُشرت في الصحافة المصرية، فقد حصل شفيق على حوالي 23 في المائة من إجمالي نسبة الأصوات – بفارق قليل عن المرشح اليساري حمدين صباحي، الذي أُعلِن أنه حصل على 20 في المائة من إجمالي نسبة الأصوات. ولكن نجاحه تسبب في حالة من الذعر للمعارضيين والناشطين السياسيين، حيث يعتقد الكثيرون من بينهم أن شفيق يُمثل الاستبداد والطغيان في عهد مبارك الذي اعتقد المتظاهرون في ميدان التحرير أنه يمكنهم تدميره. وقد حذر عضو بارز في أحد الحركات الرئيسية للناشطين السياسين من أن هذه النتيجة قد تؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء، مصرحًا لصحيفة الإندبندنت أن جولة الإعادة بين محمد مرسي وأحمد شفيق يمكن أن تقود إلى ثورة ثانية.