هل ستكتفى الشيخة موزة بتأديب على رجب عن طريق ترويعه وتهديده، أم أنها ستذهب لأبعد من ذلك بذبحه وسحله وتقطيعه، لأنه تجرأ وفكر فى تقديم فيلم سينمائى يتناول قصة حياتها، عن كتاب للزميل الدكتور محمد الباز بعنوان «الشيخة موزة.. ملكة تبحث عن عرش»؟ وهو المشروع الذى فاتحنى فيه على رجب للاشتراك معه فى كتابة السيناريو والحوار الخاص بالفيلم. بدأنا فى التحضير للمشروع دون أن نشعر بأننا نرتكب جريمة أو فعلاً يعاقب عليه القانون أو حتى يستدعى الضجة المثارة حول العمل الآن، ولكننا فوجئنا بغادة عبدالرازق وزوجها المدعو محمد فودة، يكذبان فى الصحف والمواقع الإلكترونية أى خبر يؤكد موافقة غادة عبدالرازق على تجسيد حياة الشيخة موزة، وهو الخبر الذى لم نعرف من نشره ولمصلحة من تم نشره! فرغم احترامى الشديد لغادة عبدالرازق فقط -بعيداً عن أى شخص يتحدث باسمها حتى لو كان زوجها- فنحن لم نطرح من البداية اسمها كبطلة للعمل، وكان قرار على رجب من البداية هو البحث عن وجه جديد لتقديم دور الشيخة موزة، وتوصل إلى اجراء مسابقة لاختيار بطلة العمل، ولكن فوجئنا بإقحام غادة عبدالرازق فى الفيلم، ويبدو أن الخبر سبب إزعاجًا ما لها أو لزوجها لارتباطه بأعمال ما مع قطر، فأخذ يصرخ ويولول فى التليفون للزملاء الصحفيين لنفى الخبر جملة وتفصيلاً، وهو ما كنا نؤكده أيضاً للزملاء عند الاستفسار منا عن حقيقة اشتراك غادة عبدالرازق فى العمل، ولكن لماذا لا يزايد علينا الأخ فودة وهو ملك للمزايدات وصانع جيد لها؟! ولو أن الأمر توقف عند تكذيب غادة لخبر اشتراكها فى بطولة فيلم «الشيخة» كاسم مبدئى للعمل، لكان مر مرور الكرام، ولكن فوجئنا بعدها بتقديم طلب إحاطة عاجل من نائب يدعى «مصطفى الحوت» للدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء، وأحمد أنيس وزير الإعلام أمام اجتماع لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب، مؤكداً أنه لا يجوز بأى حال من الأحوال أن يوافق برلمان الثورة على أن يتم إنتاج هذا الفيلم، الذى سيتناول قصة حياة الأميرة موزة، وتناول أسرار شخصيتها من خلال ممثلة الإغراء غادة عبد الرازق– على حد قوله! -مؤكداً فى طلب الإحاطة، «أن العلاقات الجيدة والحميمة بين مصر وقطر من شأنها أن يشوبها جو من التوتر، خصوصا أن هذا الفيلم سيتعرض لخصوصيات زوجة رئيس دولة عربية دائم الدعم لمصر سياسيا واقتصاديا، ويُكِنّ للشعب المصرى كل حب وتقدير«. فى الحقيقة لا أعرف من أين أتى السيد النائب عن حزب الوفد بهذه الجرأة والبجاحة فى تقديم هذا الطلب العاجل للحجر على مشروع مازال فكرة من الممكن أن تتم أو تتوقف؟ وهل يحمل جنابه جواز سفر قطريًا ليدافع بهذه الاستماتة عن الشيخة موزة وقطر، أم أنه ذهب للعمل هناك بعقد عمل وجاء لأسرته بالغسالة والتليفزيون وطقم الحلل، فقرر أن يرد الجميل ويحاول الحجر على أفكارنا، إرضاءً لذكرياته السابقة بالدوحة؟!، أو أنه للأسف يتبع نفس منطق رئيس حزبه الدكتور سيد البدوى، الذى تحمل ثمن تأجير طيارة خاصة للسفر إلى المملكة العربية بوفد شعبى للركوع لملكها حتى لا يحرم المصريين من نعمة الحج والعمرة، وخوفاً على تسريح العمالة المصرية من الدولة الشقيقة، وهل يستحق مجرد التفكير فى تقديم فيلم عن الشيخة موزة، أن يقدم مصطفى الحوت طلب إحاطة أو حتى يسير على خطى رئيس حزبه ويؤجر طائرة خاصة للذهاب لقطر بوفد شعبى للركوع تحت رجل الشيخة موزة وتقبيلها، لتسامحنا على التفكير فى تناول سيرتها العطرة بفيلم سينمائى؟ ما هذا العبث الذى يحدث تحت قبة مجلس الشعب أو ما يمليه البعض بمجلس الثورة؟ أنا لا أعرف تحديداً ما هى الثورة التى يتحدثون عنها، وهم يحاولون فرض مرجعيتهم ومصالحهم على أفكارنا؟ فكان الأصلح لمصطفى الحوت، أن يقدم طلب إحاطة عن السلاح الذى امتلأت به سيناء فى غفلة من مجلسه الموقر، أو عن عدد الأسلحة التى تملكها التيارات الدينية فى مصر الآن، ولكن لأنه ينتمى لبرلمان الثورة، توقف أمام خبر عن فيلم أشيع أن بطلته غادة عبدالرازق، ويبدو أنه من عشاقها الذين يبحثون عن كل جديد تقدمه لينام فى فراشه مرتاح الضمير والقلب! أما المخرج على رجب، فعليه أن يكافح ليدافع عن فكرته وحقه فى تقديمها للناس فى عمل سينمائى، وأن يواجه مصطفى الحوت وطلب إحاطته، وأن يواجه رسائل التهديد والمكالمات التى تأتى له لتحذره من اتمام العمل، وإلا سيتم ذبحه، ووقتها سيرتاح ضمير مصطفى الحوت وأمثاله، الذين ينصبون أنفسهم حراساً على حرية الفكر والإبداع، «ومش بعيد تمنحه الشيخة موزة وسام قطر للدفاع عن أميرتها وسيرتها»! ولكننا فى الحقيقة، لن نخشى مصطفى الحوت حتى لو قدم ألف طلب إحاطة، ولن نقف أمام تهديدات مهما كان مصدرها وجديتها، لأننا فى النهاية ندافع عن حقنا فى حرية الإبداع، وسواء خرج فيلم «الشيخة» للنور، أو لم يخرج، فسيكفينا شرف المحاولة، بينما يمد الآخرون أيديهم لقطر فى انتظار رضاها عنهم!