لا احد يستطيع أن يمنع حصانا من الركض والفوز فى ميدان السباق ولا احد يستطيع ان يمنع شخصا من التعبير عما فى قلبه من خواطر ايمانية وياخذ مكانه فى سباق التفسير هذا حق طبيعى فنحن مع كل من يركض بمهارة وحضارة وتناسق ودارية بامور الدين لكن الذى حدث ان بعض العقول التى تسللت الى الميدان لا تصلح لاى شىء وسيطرت المخاوف على الناس أن يقعوا فى المحظور ان يقعوا فيما يسمى " اوحال التوحيد " هل للتوحيد اوحال ؟ ما هى ؟ من الذى يقع فيها ؟ وكيف النجاة منها والابتعاد عنها؟ ببساطة : من يعر شيئا ايمانيا بغير علم يمكن ان يلحد او يمكن ان يقع فيما يمكن ان نسميه الشرك الخفى يقول سبحانه وتعالى " وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون فالطريق الى جهنم مفروش بالنبات الطيبة احيانا يقول سبحانه وتعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى اسمائه كيف ذلك ؟ ربما يختلط على البعض منطوق العبارة فيعتقد ان الله سبحانه وتعالى قد حل فى مخلوق او تحد معه او يشبه الخالق بشىء فى خلقه او يعطل فعل اسمائه بعبارة اخرى ابسط فان اوحال التوحيد اربعة (1) الحلول (2) الاتحاد (3) التسبيه (4) التعطيل وهى ترتبط ارتباطا وثسقا بمقتمضيات الالوهية وهى (1) السبق ) (2) الاطلاق ( 3) السرمدية (4) الذاتية . فمن ادعى ان الله حل فى رسوله او اتحد معه او يشبهه او يقوم مقامه بغير اذن فقد انزلق الى هذه الاوحال ومن اعتقد شيئا منها فقد وقع فيها مثال ذلك من ادعى ان الله اتحد مع السيدة الطاهرة البتول مريم ثم حل فى المسيح عليه السلام ثم بناء على ذلك ينسب الى المسيح الالوهية وهو لا يدرى انه وقع فى المحظور والسيد المسيح برىء من ذلك ويظهر ذلك فى قول سبحانك ما يكون لى ان اقول ما ليس لى بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما فى نفسى ولا اعلم ما فى نفسك " هذا مثال للحلول والاتحاد . اما التشبيه فهو ان يجعل المرء صورة لله كصورة رجل على كرسى وله عين وقد حتى لو ان احدهم جمع ما ورد من صفات تشبه صفات المخلوقين ووضعها فى شكل واحد سوف يتصور شكلا خرافيا لمخلوق لا وجودفى الطبيعة والانسان عاقل ولكن لم يخطر على باله ان يتخيل شكلا لعقله ان الاذن عاقله تميز الاصوات والعين عاقلة تميز الالوان لكن لم يخطر ببال احد ان يتخيل شكل العقل لا نقصد شكل المخ المخ موجود فى المخلوق العاقل والمخلوق غير العاقل ولم يخطر ببال احد ان يتخيل شكل الروح مع انه يحيا بها ثم بعد ذلك يتجرا الانسان ويتطاول وهو يتخيل شكل خالقه قال صلى الله عليه وسلم : المصورون فى النار " اى الذين يتخيلون ويرسمون ويصورون شكلا لله لن نمل من تكرار ان الذى يجعل صورة لله ويعتقد فيها ويعبد عليها فى النار . ويبقى التعطيل وهو تعطيل فعل الاسماء الالهية او الاعتقاد بان الاسماء الالهية ليست فعالة قياسا على اسماء البشر وهذا من باب التشبيه ايضا فلو كانت ذات الله كذواتنا لاصبح اسمه كاسمائنا ليست فعاله هنا لابد ان نفهم الفرق او العلاقة بين الذات والاسم والصفة . ولله المثل الاعلى ولكننا نستخدم اسماءه احيانا دلاله على بشر مثل المالك والملك يعنى السلطان او الرئيس او الحاكم الذى يفعل فى دولته كل شىء فهو المسئول عن الرعية وطعامهم وكسوتهم ومواصلاتهم وتعليمهم وصحتهم الى اخره لكن هل يفعل الحاكم ذلك بذاته بيده بجمسه هلى هو الذى يفعل ذلك كله بنفسه ؟ نقول حاشا لله ما ينبغى ان ينزل الحاكم الى مستوى الاعمال المسئول عنها بنفسه فهو لا يرصف الطرق بنفسه ولا يكشف على المرى بنفسه ولا يعلم التلاميذ بنفسه الى اخره لكنه يفعل ذلك بصفته وليس بذاته فهو لو تنحى عن الحكم فان ذاته تظل قائمة ولكن صفته هى التى زالت وبالتالى لا يستطيع ان يفعل شيئا بدونها اما الاسم فهو يميز صاحبه من بين ذوى الاسماء فاللذات البشرية تسمية نقول فلانا وللصفة نقول رئيسا او سلطانا دلالة على اسم الصفة والرعية تتعامل مع الصفة لا مع الذات فلا علاقة للرعبة بمكان الحاكم الان هل هو خارج البلاد ام داخلها ؟ فهم يتعاملون مع الصفة وليس مع الذات التى لا يهم اين هى ولا يبحث عنها المهم الصفة التى توقع القرارات والقوانين بموجبها فاذا كنا قد نزهنا الحاكم عن القيام بكل شىء بذاته الا ننزة خالقنا عن القيام بكل شىء بذاته ؟ بالنسبة للمخلوقين فان بقاء الصفة كمسئولين غير مرتبط ببقاء الذات ب ( خلاف الصفات الشخصية ان ذات الرئيس الامريكى بيل كلينتون لم تتغير بعد ان ترك البيت الابيض لكن صفته كرئيس زالت وفاعلية الاسم مرتبطة ببقاء الذات اما بالنسبة للخالق فذاته لا تزول وبالتالى فصفته دائمة وفاعلية اسمه قائمة وقد عرفت صفات الله سبحانه وتعالى بعد ان تجلت فلو لم يخلق لما عرف بانه خالق ولو لم يبعث ما عرف بانه خالق ولو لم يبعث ما عرف بانه باعث وهكذا . من هنا تكون الاسماء الالهية فعالة فالمريض يسال الله الشفاء باسمة الشافى ويقول يا شافى يساله باسمة المغنى ويقول يا مغنى والمظلوم يساله باسمه العدل ويقول يا حكم يا عدل والضعيف يساله باسمة القوى ويقول يا قوى . ومن اعتقد بان الاسماء الالهية لا فعل لها فهذا هو تعطيل وهو المنزلق الرابع من اوحال التوحيد علما بان كل وحلة تحتوى على الاوحال الاربع فمن وقع فى واحد فقد وقع فى مجملها ومن ثم فلا تاوز ومن تفضل الله عليه بالخير وقاه شر الوقوع فى احد اوحال التوحيد وهى مرة اخرى الحلول والاتحاد والتشبيه والتعطيل فانه يكون قد سلك طريقا امنا الى التوحيد والتوحيد يحتاج الى وقفة نؤجلها قليلا .ولا حول ولا قوة الا بالله .