جيل جاكوب رئيس الدورة الخامسة والستين من مهرجان "كان" السينمائي الذي سيقوم في كل ليلة باستقبال النجوم في أعلى السلالم مع المندوب العام تييري فريمو، كان قد بدأ مسيرته في المهرجان في العام 1964 كناقد سينمائي. بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لإطلاق المهرجان التي سيحتفى بها الأحد 20 أيار/مايو الجاري، ينبش جيل جاكوب الذي يتوى شؤون "أكبر مهرجان في العالم" منذ 34 عاما بصفته مندوبا عاما ثم رئيسا للمهرجان منذ العام 2001، الذكريات خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس. - المرة الأولى x"لم يكن عدد الصحافيين كبيرا وكنا نعرف بعضنا جميعا. كان النجوم يتنقلون بين الجمهور في أجواء غير متكلفة. لكن الوضع تغير بعد وصول كاميرات التلفزة، لا سيما بعد الانتقال إلى المقر الجديد في العام 1983". - التقاليد "يبدأ نهار الفنان المرشح بجلسات تصوير على شرفة مطلة على المرفأ، ثم يشارك إلى جانب فريق الفيلم في مؤتمر صحافي يمتد على ساعة من الوقت بحضور 300 صحافي دولي. وبعد أن يتمم الفنان واجباته الخاصة، تأتي سيارة ليموزين مساء لتصطحبه من فندقه إلى القصر حيث تعقد فعاليات المهرجان. أما أنا، فأقيم مأدبة عشاء كل ليلة لفريق الغد الذي يكون يكون منهمكا جدا في اليوم التالي. وهو لن يرغب في حضور حفل عشاء أو الخروج في حال لم يلق الفيلم الاستحسان". - النجوم " يتأكد نجم ما قدرته على التأثير من خلال المطالبة دوما بالمزيد، غير أنه يتعذر تلبية بعض النزوات من قبيل تأمين طائرة خاصة. ولم نسجل بشكل عام حالات كثيرة جرى فيها الاعتذار عن الحضور في اللحظة الأخيرة. وأذكر أن جاك نيكولسن اعتذر مرة واحدة عن الحضور. ولم نعرف إذا أتى ذلك بسبب حظر التدخين على متن الطائرة أو بسبب مباراة في كرة سلة. حضور النجوم إلى +كان+ يعود بالنفع على الجميع". - "كان" مقابل هوليوود "يكرم حفل توزيع جوائز +اوسكار+ السينما الهوليوودية، أما مهرجان +كان+، فهو يكرم السينما العالمية. ينتج 85 بلدا حول العالم أفلاما. وبحسب السنوات، نجد في +كان+ ما بين 20 إلى 30 فيلما من هذه الأفلام في مختلف فئات المهرجان. ونحن نحرص على عدم المبالغة في تمثيل الفرنسيين كي لا نتهم بتفضيل انتاجنا الوطني". - النساء "امرأة واحدة حازت السعفة الذهبية وهي المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون في العام 1993 عن فيلمها +ذي بيانو+. وهي كانت قد حضرت إلى المهرجان للمرة الاولى في العام 1986 عندما كانت لا تزال مغمورة وقدمت ثلاثة أفلام قصيرة. كنت أتمنى أن تحصل مخرجات أخريات على السعفة الذهبية. وكانت حظوظ أنييس فاردا وفيرة إلا أن الجائزة لم تكن من نصيبها. أما الممثلة جان مورو فقد تركت بصمة خاصة في المهرجان، وقد حازت جائزة في العام 1960 عن دورها في فيلم +موديراتو كانتابيل+ ثم شاركت في لجنة التحكيم قبل أن تترأسها وتقدم حفلي الافتتاح والختام. وهي قامت بكل شيء بسحرها وفطنتها. كانت تحصل على كل شيء بابتسامتها الخاصة... وقد شهدت على ذلك". "يعتبر الانتقال إلى المقر الجديد في العام 1983، أصعب مرحلة مررنا بها في تاريخ المهرجان الحديث. لم يتسن لنا الوقت للاعتياد على المقر الجديد وواجهنا مشاكل في العروض أثارت غضب الجمهور. ففكرنا في تعليق المهرجان، لكن هذه الخطوة كانت لتقضي عليه إذ أن حضور شركة انتاج إلى +كان+ مكلف جدا. لكن الأمور عادت إلى مجراها بعد بضعة أيام". - ذكرى طيبة "تتمحور الذكريات الطيبة كلها حول ردة فعل الجمهور على فيلم معين. وعلى سبيل المثال، كان فيلم +تيريز+ من إخراج آلان كافالييه (1986) فيلما متواضعا جدا بحيث لم نخصص له إلا جلسة واحدة في إطار المسابقة عند الساعة الخامسة مساء. لكن الجمهور وقف على الكراسي مصفقا على مدى 15 دقيقة. ولم يغب عن بالي أبدا التأثر الذي كان باديا على آلان كافالييه والممثلة كاترين موشيه". - مكونات النجاح "الاقبال الكثيف وحسن اختيار الأفلام ولجنة تحكيم تكافئ الافلام الجيدة، بحيث تكون أفضل خمسة أو ستة أفلام على الصعيد الدولي تكون مشاركة في المهرجان. ولعل العنصر الأكثر أهمية هو الطقس الجميل. غالبا ما تكون الأفلام مأساوية، وقليلة هي الأفلام الكوميدية في المهرجان. وقد يفاقم الطقس السيء الاحباط السائد بعد مشاهدة تلك الأفلام".