الدولة ترهلت و شاخت فى عهد مبارك.. وأحمد عز "فاجر" يجب استبعاده
الجنزورى فتت التحالفات و دمرها وليس لقائمته علاقة ب"السيسي"
التيار الإسلامى سيفوز ب25% من مقاعد البرلمان والأخوان يدفعون بالصف الرابع
الحزب الوطنى هو الكيان الوحيد المنظم و المدرب على خوض الإنتخابات و ممارسة ألاعيبها
لا مكان بالبرلمان القادم ل"الهتيفة أو المسقفتية"
"التسريبات" مقصودة وهدفها إحداث وقيعة بين الجيش والشعب
"حبيبك يبلعلك الظلط" سر عدم خروج ثورة جديدة فى 25 يناير
فجر الفريق حسام خيرالله، وكيل أول جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق، فى حواره مع "الفجر" الكثير من المفاجأت حيث كشف عن سبب تفتت التحالفات الإنتخابية، وسر عدم خروج ثورة جديدة فى 25 يناير المقبل، ومدى قدرة التيار الإسلامى على الفوز بمقاعد البرلمان، ومدى إستقلالية البرلمان عن السلطة و إمكانية قيام تحالف قوى داخله، وموقفه من الأحزاب العسكرية، وحقيقة تشكيله تحالف من شخصيات عامه لخوض الإنتخابات، ودور جهاز المخابرات فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو والكثير من الحقائق الغائبة فى السطور التالية.
بداية.. ما رأيك فى الجدل المثار حول قانون الدوائر الانتخابية و دعوة الرئيس لمناقشتة بين الأحزاب ؟
طبقا لما قالة المستشار إبراهيم الهنيدى وزير العدالة الإنتقالية ومجلس النواب، إن كل 131 الف نسمة يجب أن يكون لهم ممثل برلمانى، لكن المشكلة ليست فى القانون بل فى إختلاف الأحزاب فيما بينهم، حتى من قبل صدورالقانون، فمنهم من كان يريد القوائم فقط على أمل أن تكون كوتة واحدة، ومنهم من كان يريد الفردى على أساس أن شعبيتها تعتمد على الأفراد أكثر، وكل يغنى على ليلاه، و يبحث عن مصلحتة، و جاءت الدعوة لمناقشة القانون، حتى يتبين مرامى كل حزب وتنكشف رغباتة و يتم الرد علية.
كيف ترى التحالفات الانتخابية القائمة و فرصها فى الشارع ؟
فى الحقيقة لا أحد من تلك التحالفات يشعر بالقوة و "كلهم حطين ايديهم على قلبهم"، فمثلا تحالف الوفد يشترط أن يكون إسم القائمة "الوفد" حتى إذا نجحت قائمتة سينسب هذا النجاح لحزب الوفد، على الرغم من أن الوفد إذا نافس منفردا سيكتشف أنه لا يملك وزن و ثقل سياسي فى الشارع كما كان يتخيل، و كثرة عدد الأحزاب ستجعلنا نرى إنقسامات كثيرة، و إن كنت أرى أن إمكانية التعاون واردة، لعمل إئتلاف موسع داخل البرلمان، لكن المشكلة فى التنازع بين الأفراد، بسبب عدم تقارب المستويات.
هل من الوارد أن تشكل الحكومة من داخل البرلمان كما تسعى التحالفات؟
إذا كان هناك وعى بين الأعضاء فإن مجموعة صغيرة يمكنها أن تفعل ما تشاء، لكن المشكلة الأكبر أنه حتى و إن كانت الانتخابات فردية وذات خلفيات حزبية، فإنه كان من الممكن أن يصنعوا تحالف داخل البرلمان و يشكلون الحكومة بنسبة 50% + 1، إذا كانت لازالت مترابطة، لكن حقيقة الأمر أن المصالح الشخصية و الإغراءات تكون أكبر فيتم التفتيت بالسعى إلى منصب كبير أو إغراء و صلاحيات أوسع و هنا مكمن الخوف.
هل ترى أن قانون تقسيم الدوائر الانتخابية عادل بالنسبة للشباب، ام أنه يخدم أصحاب رؤس الأموال و التيار الإسلامى؟
القانون يعتبر الشباب حتى سن 35 عام، فلابد أن نتأكد جميعا أنه حتى سن 40 عام سيمثل الشباب داخل البرلمان، ولن يؤثر ضيق أو إتساع الدائرة على تمثيل الشباب، الذى سيعوض من خلال القائمة، فعندما كان هناك نظام" القص و اللزق" أيام الحزب الوطنى، كانت العملية تسير، و لن يؤثر على حجم الإنفاق، فمن يريد الإنفاق سينفق، على الرغم من أنها مشكلة ليست فى صالح الدولة، و أرى أن حزب تمرد يمكنة تعويض الشباب إذا قام بتعديل لائحتة.
ما هى فرصة نجاح التيار الإسلامى فى الانتخابات البرلمانية؟
الجميع يتوقع من 20 إلى 25% على الأكثر للتيار الإسلامى، على الرغم من أن الإخوان كإخوان لن يظهروا بصورة مباشرة، بل سيدفعون الصف الثانى و الثالث و الرابع، و سيكونون بعيدين عن نمطية الإخوان السابقة و التى كانت ترفع شعار الإسلام هو الحل، وإن كنت أرى أن الأمر سيستلزم جهود أمنية مكثفة بسبب عدم وجود معلومات كافية حول المرشح.
هل سيكون هناك تكافؤ فى الإنفاق الدعائى بين المرشحين؟
تسئل عن هذا الدولة و ما إذا كانت جادة فى تطبيق قانون الحد الأقصى فى الإنفاق ام إنها غير جادة، و حتى إن نجح المرشح فيجب محاسبتة و يجب أن نحترم القانون، لكن الدولة تسير بنظام يا باسط وخليها على الله.
ما سر انهيار التحالفات الانتخابية بعد فترة وجيزة من الإعلان عنها؟
التحالفات لا تنهار وحدها بينما قائمة الجنزورى و الذى يشاع أن لها علاقة بالرئيس السيسي، هى من تنسف التحالفات، بسبب كلمة" القائمة القومية"، فالجنزورى يأخذ من كل تحالف 20 إسم فقط ويسقط باقى الأسماء و عددها 100 إسم، ما يهدد التحالف، و على الجانب الأخر يقدم الإغراءات لرؤساء الأحزاب و يترك بقية الحزب، ناهيك أن الأمور تدار بغموض، فلا أحد يعرف الأسماء المرشحة و لا الأعداد، لذلك أغلب الأحزاب تنسحب لكن بعد أن يحدث بينهم إنشقاقات.
ماذا تتوقع للتحالفات الإنتخابية بعد الفوز فى الانتخابات ؟
معظم التحالفات الإنتخابية مصيرها الفشل، لكن من يقول أن الدولة تسعى إلى ذلك و ويروج أنه ليس فى صالح الدولة وجود إئتلاف قوى، هو مخطئ، لأن البرلمان القادم يجب أن يراقب و يتعاون، و يقدم مقترحات للدولة مثل حكومات الظل فى الخارج، و يحسن التشريع، و يحاسب، ولا نريد "هتيفة أو مسقفتية" داخل البرلمان مثلما كان يحدث أيام الحزب الوطنى.
هل سيكون للمعارضة مكان فى البرلمان القادم؟
لا يوجد برلمان دون معارضة، لكن الأهم من المعارضة هو إختيار الوقت المناسب للمعارضة، فمن الطبيعى أن تفرض علينا جميعا ظروف بعينها تمكنا من المعارضة، و ظروف أخرى لا يمكننا فيها المعارضة، لأن الصالح العام للدولة لا يسمح بالمعارضة، مثل الفترة التى تمر بها الدولة الأن مادامت العملية ليست ماسة،فلا مجال للحديث عن الهوامش و خلينا نمشي .
ما مدى استقلالية البرلمان القادم ؟
إستقلالية البرلمان تعطيه القوة، بينما العصبيات و الحسابات الشخصية من أهم أسباب عدم إستقلالية البرلمان، فلا يجوز أبداً السعى لتوظيف إبن فلان، أو رشوة علان، لذا فإن من سيشعر بقوتة دون مجاملات وحده من سيستمر، أما من سيشعر بضعفة و"هيطبطب" على الحكومة ليضمن إستمراره ، هو واهم.
كيف ترى مستقبل الأحزاب العسكرية؟
لست من أنصار أن يكون هناك أحزاب عسكرية أو تحت مسمى عسكرى، لكن من الممكن أن يكون هناك قيادات عسكرية داخل الأحزاب ليتم الإستعانة بهم فى أى ظرف أو إستشارتهم فى أمور إستراتيجية نتيجة لخبراتهم، و على الأحزاب العسكرية أن تتوسع فى دائرة من تمثلهم، لأنهم فى نهاية الأمر يعبرون عن الشعب المصرى على مختلف طوائفة .
ما رأيك فى عودة رموز نظام مبارك للمشهد السياسي و عزمهم خوض الانتخابات البرلمانية القادمة؟
أرى أن من لم يخطئ فى حق البلد فأهلا به، أما من أخطأ و أجرم فعلية بالرجوع إلى الخلف، لكن يجب إحتواء جميع الأطراف حتى يتم تحيدها، و الإستفادة منهم بدلاً من أن نظل نسمع لعناتهم.
ما رأيك فى إعلان أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى السابق، بخوض الانتخابات البرلمانية؟
أحمد عز" فاجر" إذا دخل البرلمان هيستفز الناس، و يجب إبعادة بأى صورة.
هل هناك فرصة لفوز أعضاء الحزب الوطنى فى الانتخابات البرلمانية؟
الحزب الوطنى هو الكيان الوحيد المنظم و المدرب على خوض الانتخابات و ممارسة ألاعيبها، إلا أنهم ليس لهم فرص كبيرة فى الشارع، و لا يوجد شئ يمنعهم من خوض الانتخابات، ففى انتخابات برلمان 2012 وعلى الرغم من قانون العزل السياسي، إلا أن الناس لم تنتخبهم برغبتهم و ليس بالقانون، لكن لا يجب أن نقصى الجميع، فمنهم من كان يستخرج كارنية الحزب الوطنى " علشان يمشي حاله" لكن الأهم هو إبعاد الرموز السياسية الكبيرة التى مارست الفساد السياسي.
ماهى حقيقة التسجيلات التى يتم تسريبها من وقت لأخر من داخل المؤسسة العسكرية؟
هذة التسريبات لم تخرج وحدها، وهناك من يحاول أن يعبث بالأمن القومى و يريد إحداث وقيعة و بلبلة بين الشعب و الجيش، مثل نشر الشائعات السوداء للتأثير على الأمن العام.
يتردد أنك بصدد عمل تحالف انتخابى سيضم شخصيات عامة بعينها؟
إذا أصبحت الأمور ملزمة لعمل إئتلاف فلن ندخر جهدا، و لكنى لا أسعى لمجد شخصى أو منصب فى الدولة.
هل هناك فرصة لموجة ثورية ثالثة كما يشيع الإخوان فى 25 يناير المقبل؟
التيار الإسلامى يستغل الأزمة الإقتصادية الطاحنة للمواطنين و تحديدا بعد أزمة رفع الدعم عن الطاقة، لكن" حبيبك يبلعلك الظلط" و الرئيس كان صريح عندما قال "إشتغلوا معايا و إستحملو سنتين"، و الإخوان لن يجدوا من يقف معهم فى تخريب البلد، فعندما يجدوا فقط نصف من نزلوا فى 30يونيه، فلن يجرؤا على النزول، لأن الظهير الشعبى أقوى من السلاح فى أحيان كثيرة.
هل ترى 25 يناير ثورة ام مؤامرة؟
يناير ليست مؤامرة ولكنها ثورة بدليل نزول 12 مليون فى الشارع على مستوى الجمهورية، فالدولة فى عهد مبارك شاخت و ترهلت، فكانت الشرارة التى أشعلت النيران فى البنزين المسكوب على الأرض، "فالناس كانت على أخرها" و كان الألم يتزايد داخل الناس بسبب تراجع الدولة و تخليها عن دورها تجاه الشعب، من علاج وتعليم و إقتصاد.
ما هو الفرق بين 25 يناير و 30 يونيه؟
الفرق كبير بينهم، فثورة 25 يناير المؤسسة العسكرية لم يكن لها ظهير شعبى يساندها نتيجة للتخبط فى القرارات، بينما 30 يونية كان الجيش يرفع شعار" الجيش و الشعب إيد واحدة" ما كان له أبلغ الأثر فى نجاح ثورة يونيه.
هناك من يردد أن لأجهزة المخابرات دور فى صنع الأحداث فما تعليقك؟
لم يكن لأجهزة المخابرات دور مطلقا فى صناعة الأحداث، بدليل أنه بعد يوم 28 كان ممكن يقولوا خلاص كل واحد يرجع على بيته و خلصت" لكنه لم يحدث، وأراد الإخوان إسقاط جهاز الشرطة وكان لهم ما أرادو، لكنهم لم يستطيعوا إختراق جهاز المخابرات العامة و المخابرات الحربية، لذا هم يحاولون نشر تلك الإشاعات المغرضة.
لماذا دائما ينسب الشباب قرارات الدولة إلى أجهزة المخابرات على مواقع التواصل الإجتماعى تحت مسمى" أبانا الذى فى المخابرات"؟
الشباب لا يعلم " السيستم" فجهاز المخابرات غير مسؤول عن تأمين النظام، بل مشغول بتأمين الشعب و المجتمع و الحفاظ على هويته و نواحى معيشتة، والشباب يرى ذلك بسبب إستخدام صلاح نصر فى السابق لجهاز المخابرات لحماية ثورة 23 يوليو من أعدائها، بينما إختلف الأمر مع إرساء النظام الديموقراطى فى الدولة و الذى يبدأ بالبرلمان.
كيف نتلافى سوء الاختيار المتكرر لم يشغل مناصب حساسة فى مصر؟
أطالب بعرض الشخصيات العامة التى ستتقلد مناصب حساسة على لجنة الدفاع و الأمن القومى و الشؤون الخارجية، حتى لا نكتشف وجود الشخص الخطأ فى المكان الخطأ.