أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، عن القلق إزاء ما وصفته ب"تصعيد السلطات في البحرين وحلفائها الإقليميين والغربيين (لم تسمهم) لممارساتهم المبنية علي النهج الأمني" ضد المعارضين.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ارنا" عن الدائرة العامة للدبلوماسية الإعلامية في وزارة الخارجية الإيرانية، مساء الأحد، أن تصريح المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية جاء إثر "تزايد الضغوط والقيود علي الجمعيات القانونية والشخصيات السياسية والدينية في البحرين".
وقالت "أفخم" إن "مثل هذه الممارسات إنما تؤدي للمزيد من تعقيد الظروف"، داعية المسؤولين في البحرين ل"اتخاذ إجراءات لبناء الثقة بغية توفير الأرضية للحوار الجاد بين الحكومة والشعب بدلاً عن اتخاذ توجهات مكررة".
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات البحرينية على ما قالته المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية.
ويأتي تصريح "أفخم" بعد إعلان جمعية "الوفاق" البحرينية المعارضة اعتقال أمينها العام علي سلمان.
وتظاهر العشرات من أنصار المعارضة البحرينية في عدد من قرى شرق وغرب العاصمة المنامة؛ احتجاجًا على اعتقال أمين عام جمعية الوفاق.
وفيما اتهمت جمعية "الوفاق" المعارضة الشرطة بقمع المتظاهرين، قالت وزارة الداخلية إنها تصدت "لمخربين قاموا بقذف الشرطة بقنابل المولوتوف".
ونشرت جمعية "الوفاق" في حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صورًا لمظاهرات شهدتها عدة مناطق، من بينها منطقة سار (شرق العاصمة المنامة) ومناطق الدراز والبلاد القديم وأبو صيبع (غرب المنامة).
وظهر في بعض الصور آثار إلقاء قنابل غاز مسيل للدموع، فيما اتهمت "الوفاق" قوات الأمن ب"قمع المتظاهرين".
وفي المقابل، قالت وزارة الداخلية البحرينية، في حسابها الرسمي على "تويتر" إن "قوات الشرطة تتصدى لمجموعة من المخربين قامت بقذف الشرطة بقنابل المولوتوف وحاولت إغلاق شارع الشيخ سلمان بالقرب من منطقة البلاد القديم".
وفي وقت سابق من مساء الأحد، أعلنت جمعية "الوفاق" اعتقال أمينها العام علي سلمان، عقب التحقيقات معه في المباحث الجنائية، معتبرة الاعتقال "مغامرة"، مشددة على ضرورة "الإفراج الفوري" عنه.
يأتي هذا فيما لم تعلن وزارة الداخلية بشكل رسمي اعتقال سلمان.
وقال بيان "الوفاق" الذي وصل وكالة "الأناضول" نسخة منه إنه "تم اعتقال الأمين العام للجمعية بأمر من وزارة الداخلية ولم يرحل للنيابة العامة".
وأكدت "الوفاق" أن الأمين العام "احتجز منذ حوالي 10 ساعات في مبنى المباحث الجنائية، بحجة التحقيق بعد توجيه اتهامات كيدية بحقه ولم يرحل للنيابة العامة ولازال معتقلا في عهدة وزارة الداخلية".
وقالت الوفاق إن "استهداف سلمان هو مغامرة خطيرة وغير محسوبة وتعقد المشهد السياسي والأمني في البحرين".
وطالبت "الوفاق" بضرورة "الإفراج الفوري" عن أمينها العام واحترام العمل السياسي ووقف استهدافه.
وفي وقت سابق، أعلنت جمعية "الوفاق" البحرينية المعارضة إحالة أمينها العام علي سلمان للنيابة العامة، بعد ساعات من التحقيق معه في مقر المباحث الجنائية.
وقالت وزارة الداخلية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، في وقت سابق إن "الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية، استدعت صباح اليوم علي سلمان أحمد أمين عام جمعية الوفاق، لسؤاله فيما نسب إليه بشأن مخالفات أحكام القانون والقيام بممارسات مؤثمة وفقا للقوانين".
ولم يوضح البيان على وجه الدقة التهم الموجه لأمين عام "الوفاق".
وقالت جمعية "الوفاق" أمس إن السلطات الأمنية سلمت أمينها العام علي سلمان، استدعاء للتحقيق معه في مبنى المباحث الجنائية، الأحد، دون أن توضح سبب ذلك.
جاء الاستدعاء غداة مظاهرة للمعارضة البحرينية هي الأولى لها منذ الانتخابات البرلمانية التي قاطعتها المعارضة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، واتهمت وزارة الداخلية المتظاهرين بارتكاب تجاوزات ومخالفات قانونية.
كما جاء الاستدعاء غداة مؤتمر لجمعية "الوفاق" أعادت خلاله انتخاب سلمان أمينا عاما لها لمدة 4 سنوات بالتزكية، وتعول عليه الجمعية المعارضة لفك تجميد أنشطتها.
واعتبرت جمعية "الوفاق" في بيان وصل "الأناضول" نسخة منه، استدعاء أمينها العام بأنه "استهداف خطير مرفوض وهو مغامرة يقوم بها النظام للهروب من أزمته".
وتشهد البحرين حركة احتجاجية بدأت في 14 فبراير/ شباط 2011 تقول السلطات، إن جمعية "الوفاق" الشيعية المعارضة تقف وراء تأجيجها، بينما تقول الوفاق إنها تطالب بتطبيق نظام ملكية دستورية حقيقية في البلاد وحكومة منتخبة، معتبرة أن سلطات الملك "المطلقة" تجعل الملكية الدستورية الحالية "صورية".
وتتهم الحكومة المعارضة الشيعية بالموالاة لإيران، وهو ما تنفيه المعارضة.