زار رئيس حزب التقدمي الاشتراكي والزعيم الدرزي الأبرز في لبنان النائب وليد جنبلاط، اليوم الثلاثاء، أهالي العسكريين اللبنانيين الأسرى لدى تنظيمي "النصرة" و"داعش" في مكان اعتصامهم، وسط بيروت، مؤكدًا دعمه ورئيس البرلمان، نبيه بري، لمبدأ "المقايضة من دون شروط".
وقال جنبلاط، في حديث مع الأهالي بوجود عدد من الصحفيين، إن "هناك خلافًا في الحكومة اللبنانية حول مبدأ المقايضة"، في إشارة إلى إطلاق سراح سجناء إسلاميين تطالب به "النصرة" و"داعش" مقابل العسكريين الأسرى.
وأضاف: "موقفي واضح من هذا الموضوع"، مشيرًا إلى أن هذا "هو موقف رئيس البرلمان، نبيه بري، المؤيد للمقايضة من دون قيد أو شرط"
و"بري" هو زعيم حركة "أمل" والحليف الشيعي القوي لحزب الله الذي يرفض مبدأ مقايضة العسكريين.
وتابع جنبلاط: "سأدعو وزرائي للتصويت دعمًا لهذا المبدأ"، في إشارة إلى الوزراء الثلاثة الذين يمتلون كتلة جنبلاط النيابية في حكومة تمام سلام.
وأوضح جنبلاط، الذي زار الأهالي لدقائق، أنه يؤيّد "تكليف هيئة العلماء المسلمين بالتفاوض مع الخاطفين من أجل المقايضة"، لافتًا إلى أن "وفد الهيئة سيزوره ليلاً للتباحث في هذا الشأن".
وزار وفد الهيئة أمس مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ويجول اليوم على عدد من القيادات السياسية والأمنية في البلاد على رأسها وزيري العدل أشرف ريفي والداخلية نهاد المشنوق.
وانطلقت "هيئة العلماء المسلمين"، التي تضم عددًا من مشايخ السنة في لبنان أمس إلى طرح استعدادها للعب دور الوسيط الذي كانت لعبته بداية الأزمة في أغسطس/آب الماضي، مشترطة تكليفًا رسميًا وقبولاً حكوميًا بمبدأ "المقايضة"، بحسب ما صرح بذلك أحد أعضاء الهيئة ل "الاناضول" منذ يومين، وذلك لإنهاء الملف المفتوح منذ المعارك التي خاضها الجيش اللبناني في أوائل أغسطس/آب الماضي في بلدة عرسال اللبنانية الحدودية ومحيطها مع تنظيمي "النصرة" و"داعش" وأدت الى أسر عشرات العسكريين ما زالت "النصرة" تحتفظ ب 16 منهم بينما أعدمت اثنين منهم، و"داعش" 7 بعدما أعدمت اثنين كذلك.
وقال تنظيم النصرة، في وقت متأخر من ليل الجمعة في بيان على حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر": "تنفيذ حكم القتل بحق أحد أسرى الحرب لدينا (علي البزال) هو أقل ما نرد به على الجيش اللبناني الذي مضى بأعماله القذرة والدنيئة على خطى النصيرية وحزب اللات ( حزب الله) باعتقاله النساء والأطفال".
وكانت الهيئة شاركت في أول وفد للتفاوض حول إطلاق سراح العسكريين الأسرى خلال المعارك وحين كانوا ما زالوا في بلدة عرسال اللبنانية الحدودية في عهدة الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية) في منزله بالبلدة، وقد أصيب رئيسها سالم الرافعي وقتها بعد تعرضه لرصاص مجهول المصدر.
ونجحت الهيئة في الأيام الأولى في إخراج عدد من العسكريين، قبل أن تتوقف وتتولى الحكومة عبر قطر التي أرسلت موفدا سوريا يحمل الجنسية القطرية من دون التوصل إلى حل القضية.
وكانت النصرة اشترطت إطلاق سراح 10 سجناء إسلاميين في لبنان، أو 7 منهم بالإضافة إلى 30 سورية معتقلة في سجون النظام، أو5 منهم بالإضافة إلى 50 سورية معتقلة في سجون النظام مقابل كل أسير، لكن الحكومة اللبنانية ما زالت تختلف حول القبول بمبدأ المقايضة مع سجناء إسلاميين متشددين