نشرت صحيفة الواشنطون بوست تقريرا حول ثورة 25 يناير في ضوء الحكم الأخير على الرئيس الأسبق حسني مبارك، التقرير أعده اريك تايجر استاذ العلوم السياسية في معهد واشنطون لدراسات الشرق الاوسط ، وجاء تحت عنوان الثورة لم تمت .. لانها لم تولد بعد". و بحسب ما ذكره تايجر فإن الحكم ببراءة مبارك , قد يدفع البعض الى القول بان هذا هو المسمار الاخير في نعش الثورة المصرية، وأن الثورة المصرية قد ماتت وهو العنوان الذي خرجت به شبكة السي ان ان الإخبارية تعليقا على الحكم و لكن الحقيقة تخالف ذلك بكثير، ف 25 يناير كان ذو طبيعة حضرية لم تصل إلي الصعيد أو الريف حيث القرى و النجوع البعيدة تماما عما يدور في القاهرة و المدن المصرية الكبرى، اما من خرجوا في التحرير كانت مطالبهم واضحة، تغير مبارك و إحباط مخطط التوريث ثم عودة الحياة الى طبيعتها مرة أخرى، حتى لو لم تتحقق لهم الأحلام الديمقراطية فان رحيل الرجل العجوز " مبارك " كان هو الطلب الذي اجمع عليه الكل دون خلاف.
يضيف تايجر : زرت مصر منذ الثورة وحتى اليوم 12 مرة في كل مرة كنت أرى أن الثورة لم تولد داخل المصريين .. الثورة بمعناها الحقيقة ..لم يثورا على طريقتهم في قيادة السيارة، لم يثورا و يحاول إزالة أطنان القمامة التي تزين كافة أرجاء البلاد، لم يثورا قط، و لكنهم أرادوا رحيل مبارك لانتهاء فترة صلاحيته و ليأت من يأت.
البحث عن الاستقرار، مطلب اصبح اليوم شعبيا و مستهلكا من قبل الاعلام و الحومة و حتى الشعب نفسه ، فباسم البحث عن الاستقرار لم يحاول احد هدم الفساد العميق و المتأصل في مصر، فلنرضى بالفساد اذن و نحن نبحث عن الاستقرار، حتى حينما نجحت جماعة الاخوان في الفوز بأغلبية البرلمان المصري و كرسي رئاسة الجمهورية, كانت العبارة الوحيدة التي يرددها الناخبون - من غير أبناء الجماعة - انهم منظمون و سيعيدون الاستقرار سريعا, لم يلتف الناخبون الى غياب الخطط و الرؤى المستقبلية عند جماعة الإخوان و لكنهم ارتضوا بالاستقرار الزائف على حساب المستقبل
و عندما لم يفلح مرسي و جماعته في جلب الاستقرار، وقف أولائك الرافضون لسلطات الجيش في الميدان مرة اخرى و طالبوا بضرورة وجود رئيس ينتمي للمؤسسة الوحيدة المستقرة على الدوام في مصر وهي الجيش، ايضاً من اجل الاستقرار.
و الآن ونحن على اعتاب ذكرى 25 يناير فانني استطيع القول ان الرئيس السيسي يحظى بدعم هائل في الشارع المصري سواء في المدن او القرى، فالغالبية الساحقة تقف معه، ولكنها يمكن أن تقف ضده سريعا اذا لم يأت لهم بالاستقرار، و في كل هذا لم يدرك المصريون أن الاستقرار لن يجلبه عمل الرئيس أو الحكومة ايا كان انتمائها, ثورة المصريين على أنفسهم لم تولد حتى اليوم و من ثم فلن يأت الاستقرار الحقيقي.