ب 140 رمزاً، ينقل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن أحداثه ومشاكله إلى العالم بالصور والفيديو والرسائل القصيرة، في نشاط وصف بأنه غير مسبوق بالنسبة لمخيم للاجئين على موقع "تويتر". وتم فتح حساب "تويتر" الذي يحمل اسم تنسيقية مخيم الزعتري لنقل أخبار المخيم في أكتوبر من العام 2013، بمبادرة من نصر الدين طوايبية العامل في مفوضية الأممالمتحدة العليا للاجئين. يقول طوايبية: "نحن أول مخيم له حضور على شبكات التواصل الاجتماعي، وهي وسيلة للوصول إلى الناس مباشرة وتذكيرهم بأن هذه المأساة لم تنته بعد وأننا بحاجة إلى مساعدة". وبحسب مفوضية الأممالمتحدة للاجئين، فإن أكثر من نصف سكان المخيم البالغ لا يتخطى عمرهم 18 عاماً. وأوضح طوايبية أن "أغلبية سكان الزعتري من العائلات التي تضم الكثير من الأمهات اللاتي يعشن في المخيم مع أطفالهن دون معيل"، مضيفا أن "أغلب الرجال مكثوا في سوريا أو لقوا حتفهم جراء الصراع". 200 ألف لاجئ وأقيم المخيم الذي يقع في محافظة المفرق شمال الأردن على مقربة من الحدود السورية في أغسطس 2012، وبات حجمه في صيف 2013 يوازي حجم رابع أكبر مدينة في الأردن مع ضمه لحوالي 200 ألف لاجئ. وقام حساب تنسيقية الزعتري على "تويتر" بنشر صورتين للمخيم التقطتا عبر الأقمار الصناعية، تشهدان على توسعه، بحيث يظهر في الأولى عدد قليل من الخيم وسط منطقة صحراوية شاسعة عند بدء إنشاء المخيم، فيما تبدو المساحة نفسها في الصورة الأخرى وقد اكتظت بالخيم والحاويات المتلاصقة. وأضاف طوايبية أن "الهدف من نشر الصورتين هو أن يدرك الناس حجم هذا المكان الذي يلجأ إليه الهاربون من النزاع السوري، وتوفير نافذة مفتوحة دوما على قصص اللاجئين وظروف حياتهم". جادة الشانزيليزيه وعبر هذه النافذة "التويترية" يمكن مشاهدة محل لبيع الفلافل على "جادة الشانزيليزيه"، الشارع الرئيسي في المخيم الذي حصل على تسميته من عاملين فرنسيين في هيئات إنسانية. كما يمكن الاطلاع على صور حفل زواج عقد في مخيم الزعتري، واللحظة التي رأت فيها عائشة النور وهي المولودة رقم 1000 في إحدى عياداته، ورؤية كيف استطاع حرفي تحويل بقايا عربة إلى سرير زوجي. ويمكن كذلك التعرف عبر "تويتر" إلى لمى البالغة من العمر 10 سنوات، وهي تروي كيف أنها كانت تحلم في أن تصبح معلمة قبل قصف مدرستها واضطرارها إلى مغادرة سوريا، لترد رسالة فيما بعد على حساب المخيم تؤكد أنها عادت إلى الدراسة في إحدى مدارس الزعتري ال11. وأكد طوايبية "أن لمى مصدر فخر كبير لهم" مضيفا ببساطة: "الحياة تستمر في الزعتري".
يذكر أن أكثر من 3,2 مليون سوري لجأوا إلى الدول المجاورة هربا من الحرب، يتوزعون كالتالي: 1,1 مليون في لبنان و1,09 مليون في تركيا، و618 ألفا في الأردن، و225 ألفا في العراق فضلا عن 137 ألفا في مصر بحسب المفوضية العليا للاجئين.