اشتهر ببراعته في القانون والاستفادة من ثغراته لتبرئة موكليه.. عنيد ومغامر وواثق من نفسه.. يسلك كل الطرق من أجل الوصل لما يريده.. وفي النهاية أصبح من أشهر المحامين في مصر.. أتعابه تقدر بالملايين.. وقضاياه شائكة ومعقدة ومليئة بالإثارة.. ومرافعاته أمام المحاكم يدونها صغار المحامين للاستفادة والتعلم منها. فريد الديب، محامي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك والحاصل له على البراءة في قضية القرن، شخصية مليئة بالغموض.. لا يستطيع أحد أن يفك أغوارها أو يقرأ ملامحها أو يكتشف تفاصيلها.. شخصية تجمع كل المتناقضات فهو محامي مبارك ومن قبله عدو مبارك اللدود أيمن نور.. هو محامي أسرة الرئيس الراحل أنور السادات، حيث انتزع البراءة للرئيس الراحل من الاتهامات التي وجهتها له صحيفة العربي التابعة للحزب الناصري وحصل على حكم بتعويض مالي لأسرته, وهو محامي الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، وهو المحامي المتبرع للدفاع عن نائب الرئيس السوري الأسبق عبدالحليم خدام ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى والفنانة يسرا. ترافع في العديد من قضايا الشخصيات البارزة في المجتمع المصري من بينهم الأديب العالمي نجيب محفوظ ومحمود السعدني وإبراهيم سعدة ومصطفى أمين والدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون، ومن الفنانين سناء شافع ونجوى فؤاد وفيفي عبده ومدحت صالح. ولد فريد الديب في 23 أكتوبر من العام 1943، بحي الخليفة محافظة القاهرة لأب اشتهر بكتابة الشعر وتأليف مواويل مدح النبي، وتلقى تعليمه الابتدائي وحفظ القرآن الكريم بكتاب السيدة زينب والتحق بكلية الحقوق عام 1958 وتخرج فيها عام 1963، بتقدير جيد جداً. عين وكيلاً للنيابة العامة في جنوبالقاهرة ثم وكيلاً للنيابة بالوايلي شرق القاهرة، ونيابة سوهاج ثم أُدين في مذبحة القضاة عام 1969 خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتم استبعاده وعزله مع 127 قاضياً وعضواً للنيابة وقتها، عمل بعدها بوزارة العمل ثم بجامعة الدول العربية ثم المنظمة الدولية لمكافحة الجريمة وبدأت رحلته في المحاماة منذ عام 1971. متزوج وله ابنة تسمى حنان تعمل مذيعة ومتزوجة من الفنان تامر عبدالمنعم، نجل الكاتب الصحافي محمد عبدالمنعم المستشار الصحافي السابق لمبارك. خسر فريد الديب العديد من القضايا منها قضية الجاسوس عزام عزام في 1997، كما خسر قضية الدكتور أيمن نور، وقضية أيمن عبدالمنعم، مدير مكتب وزير الثقافة لقطاع الآثار، وقضية محمد الوكيل، رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري. وبعد ثورة 25 يناير في مصر تولى فريد الديب الدفاع عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك وعائلته، وكذلك الدفاع عن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، وعن عدد من كبار رموز النظام القديم في مصر والذين اتهموا بقتل المتظاهرين السلميين، وبقضايا فساد مالي عديدة. عندما يرد الديب على الهاتف يبدأ بجملته الشهيرة "أيوة يا سيدي"، وعندما تسأله عن أي شيء يخص قضية مبارك كان يبادر بالقول "بكرة تعرفوا كل حاجة"، رافضاً الإفصاح عن خططه في الدفاع أو المرافعة. الديب كان يؤكد ل"العربية.نت" دائماً أنه واثق من براءة مبارك وعندما سألناه عن أدلته التي يمتلكها لإثبات براءة الرئيس الأسبق كان يرد بالقول روح اسأل القاضي.. لكن الإجابة الشهيرة التي ذكرها في معرض رده على هذه القضية والتي تبين ثقته في براءة مبارك هي جملته "التاريخ سينصفه والقضاء أيضا". الديب كان مسؤولاً في الآونة الأخيرة عن الحديث عن صحة مبارك ونفي شائعات مرضه أو دخوله في غيبوبة، وكان مسؤولا عن الحصول على موافقة النيابة العامة وهيئة المحكمة عن زيارات بعض الشخصيات العامة والفنانين لمبارك ومنهم الفنانون حسن يوسف وطلعت زكريا، إضافة بالطبع لزوج ابنته الفنان تامر عبدالمنعم وكذلك شخصيات عربية وخليجية.