العربية.نت- منذ بدء الضربات الجوية التي تشنها مقاتلات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" على مدينة عين العرب ("كوباني" بالكردية) السورية والجدل يدور حول فعالية هذه الضربات في إيقاف تمدد التنظيم داخل المدينة، ولاسيما أن "داعش" تقدم في بعض مراحل المعركة داخل أحياء عين العرب، وسيطر على أكثر من نصفها. ولعّلَ مآخذ البعض على ضربات التحالف كانت بالتأخر أولاً في ضرب التنظيم، حيث بدأت الضربات الجوية بعد وصول المتطرفين إلى داخل المدينة، ولم تُوجه لهم أي ضربة جوية عندما كانت العمليات العسكرية ما زالت دائرة في ريف عين العرب، حيث كان من المجدي استهدافهم قبل وصولهم إلى المدينة. كذلك فإن ضربات التحالف وفق قادة ميدانيين لم تستهدف بالبداية مراكز إمداد التنظيم المتطرف، ولم تنسق قيادة التحالف مع القوات الكردية الموجودة على الأرض لضرب مراكز "داعش"، إلا أن هذه الحالة تغيرت مع دخول قوات البيشمركة إلى المدينة، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة داخل المدينة تنسق مع غرفة عمليات ثانية في إقليم كردستان العراق. وفي هذا السياق، أكد عضو المكتب السياسي ل"حزب الوحدة الديمقراطي الكردي" في سوريا (يكيتي)، مسلم الشيخ حسن، ل"العربية.نت": "وجود تنسيق بين قوات التحالف والمقاتلين الأكراد عبر غرفة عمليات مشتركة في عين العرب تضم قوات البيشمركة العراقية ووحدات حماية الشعب الكردية وفصائل الجيش الحر، بالإضافة إلى غرفة أخرى في هولير (دهوك) في إقليم كردستان العراق، والتي بدورها تقوم بالتنسيق مع القيادات العسكرية للتحالف، وهذا التنسيق يخدم بشكل مباشر العمليات العسكرية داخل المدينة". وأشار شيخ حسن إلى وجود أخطاء حصلت في بداية الضربات الجوية ضد مواقع المتطرفين في عين العرب، حيث لم يكن هناك تنسيق بين القوات الكردية وقيادة التحالف. وفي هذا السياق، أضاف: "حسب مصادر موثوقة حصل خطآن من قبل قوات التحالف أديا إلى مقتل عدد من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية نتيجة وجودهم في مناطق تماس مع إرهابيي داعش، لكن هذه الحالة واردة الآن مع تشكيل غرفة العمليات المشتركة". من جانبه، شرح قائد "ألوية فجر الحرية" (الجبهة الشرقية) محمد مصطفى أن قادة الجبهات في معارك عين العرب يزودون غرفة العمليات المشتركة في المدينة بإحداثيات عن أماكن تواجد تنظيم "داعش"، وبدورها غرفة العمليات المشتركة تزود قيادة التحالف بهذه الإحداثيات، لافتاً إلى أن دقة تنفيذ الضربات الجوية في الوقت الحالي تصل إلى 100% بعدما كانت لا تتعدى نسبة دقتها في وقت سابق ال 60%. ويرى مراقبون أن غارات التحالف خلال الأيام الماضية أسهمت بشكل كبير في تقدّمِ القوات المشتركة على الجبهتين الجنوبيةوالشرقية لعين العرب، حيث تمكنت هذه القوات من استعادة بعض المواقع في أحياء المدينةالشرقية بعد انسحاب تنظيم "داعش" منها تحت وطأة الضربات الجوية والقصف العنيف من قوات البيشمركة، وكذلك تقدم القوات المدافعة عن كوباني على محاور عدة في الجبهة الجنوبية تجاه جبل مشته نور الاستراتيجي. ويعتبر جبل مشته نور (جنوبالمدينة) من النقاط الاستراتيجية الهامة التي يحاول حالياً المقاتلون الأكراد والبيشمركة والجيش الحر السيطرة عليه، كونه يشرف على أحياء واسعة من مدينة عين العرب، والسيطرة عليه تعني امتلاك زمام المبادرة في المعارك الدائرة حالياً داخل المدينة.