159 ألف مستفيد من مشروع «صك الأضحية» في 140 قرية بالمنيا    الاحتلال يستهدف تجمعا للمدنيين في رفح.. واستشهاد وإصابة 36 فلسطينيا    حرائق ضخمة تتسب في إخلاء مدينة أمريكية.. كيف حدث ذلك؟    مدرب بيراميدز: استحقينا الفوز على البلدية.. ولا مجال لفقدان النقاط مستقبلًا    موقف محمد صلاح.. الكشف عن تشكيل ليفربول للموسم المقبل مع آرني سلوت    فعاليات ترفيهية ومحاكاة لمناسك الحج في مراكز شباب القليوبية احتفالا بالعيد    المتاجرون بالحجاج رقيقى الحال وبناء الوعى    ثوابت نحوية مهمة في اللغة العربية لطلاب الثانوية العامة 2024    «أوس أوس»: أثق في اختيارات أحمد فهمي وأعشق العمل معه.. و«لبلبة» أصيبت بجرح في القدم بسببي أثناء تصوير «عصابة الماكس»    فيفا يخطر اتحاد الكرة المصري بإيقاف قيد مودرن فيوتشر    في أول مقابلة له كمدرب.. آرني سلوت: متحمس للتحدي الجديد الذي ينتظرني في ليفربول    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج بكالوريوس الطب والجراحة (الشعبة الفرنسية) جامعة الإسكندرية    موعد صرف معاشات شهر يوليو 2024 بالزيادة الأخيرة.. كيفية الاستعلام وطرق الصرف    المفوضية الأوروبية تقترح موازنة بقيمة 270 مليار يورو لعام 2025    رنا سماحة تعلق على نجاح أول ليلة عرض لمسرحية «العيال فهمت»    بعد انتهاء أعمال الحج.. علي جمعة يكشف عن آداب زيارة مقام النبي والمسجد النبوي    هل لحم الأضحية يفقد قيمته الغذائية بعد التجميد؟    إجازات شهر يوليو 2024.. تصل إلى 11 يومًا    غيابات جديدة فى مران منتخب فرنسا قبل قمة هولندا وظهور مبابى بدون قناع    حماس: سنعمل على تحرير كامل أرضنا وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس    غيابات الأهلي صداع في رأس كولر أمام الزمالك    حماس: 40 طفلًا قتلهم الجوع بغزة والمجاعة تتفاقم نتيجة حرب الإبادة الجماعية    اللحمة ب 250 جنيهًا عند الجزارة «أم سعيد»    النائب العام يلتقي نظيره الصيني على هامش زيارته للعاصمة الروسية موسكو    رؤساء لجان فى مجلس النواب ل«الشروق»: الحكومة الجديدة تواجه تحديات «جسامًا» تتطلب تغييرات جوهرية بأدائها    تفاصيل استراتيجية جديدة لقطاع الصناعية المصرية حتى عام 2027    الملحن محمد يحيى يشارك لأول مرة كموزع في أغنية تتحبي لعمرو دياب    تداول 74 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحرالأحمر    لا تفوت فرصة التقاط صورة مع كريستيانو رونالدو!    اليوم العالمي ل الأنيميا المنجلية.. 4 أعراض تكشف الإصابة بالمرض    طريقة عمل كفتة الحاتي، مناسبة للأصدقاء في زيارات العيد    حسن الخاتمة.. وفاة صيدلي من الشرقية أثناء أداء مناسك الحج    سرقة درع الدوري الإنجليزي.. تعرف على التفاصيل    وزيرة الهجرة: نتابع موقف الحجاج المصريين والتنسيق مع الجهات المعنية بشأن المفقودين وعودة الجثامين    النيابة تندب لجنة من حى بولاق أبو العلا لمعاينة العقار المنهار    ما حكم ترك طواف الوداع لمن فاجأها الحيض؟.. الإفتاء توضح    عيد الأضحى 2024.. "اليخت والبانانا والبارشوت" أبرز الألعاب المائية بشواطئ مطروح    مايا مرسي تستقبل رئيس الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي    هل ينتهي الغياب المتكرر دون إذن إلى فصل الموظف من العمل؟    "الصحة": تنفيذ 129 برنامجا تدريبيا ل10 آلاف من العاملين بالوزارة والهيئات التابعة    3 أبراج فلكية تكره النوم وتفضل استغلال الوقت في أشياء أخرى.. هل أنت منهم؟    يسرا تعود للمسرح بعد غياب 22 سنة    ما هي علامات قبول الحج؟.. عالم أزهري يجيب    تنسيق الثانوية العامة 2024.. تعرف على درجات القبول في جميع المحافظات    ذكرى ميلاد الفنان حسن حسني.. 500 عمل فني رصيد «الجوكر»    في رابع أيام عيد الأضحى.. جهود مكثفة لرفع مستوى النظافة بشوارع وميادين الشرقية    تعرف على خريطة 10 مشروعات نفذتها مصر لحماية الشواطئ من التغيرات المناخية    علي جمعة ينصح: أكثروا في أيام التشريق من الذكر بهذه الكلمات العشر    صحة الشرقية تعلن تنظيم قافلة طبية بالفرايحة غدا    "رياضة الشرقية": مليون مواطن احتفلوا بالعيد في مراكز الشباب    حماس تطالب بالتحقيق في حادثة استشهاد الطبيب إياد الرنتيسي    مصرع وإصابة 6 أشخاص إثر حادث تصادم بين سيارتين ملاكي في أسيوط    بعثة الحج السياحي: 14300 حاج مصري يقيمون بمنطقة العزيزية    محمد رمضان يعلن غيابه عن دراما رمضان 2025 للموسم الثاني على التوالي    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر خطط معركة لبنان وسط ارتباك داخلي    استشهاد 7 فلسطينيين فى قصف إسرائيلى على شمال غربى مخيم النصيرات وغزة    لبيك يا رب الحجيج .. شعر: أحمد بيضون    «بايدن» يستنجد ب«المستنجد»!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عصام زكريا يكتب : من السفاح التركى والشلاط التونسى .. إلى مجنونة هوليوود وإرهابيى بوكوحرام
نشر في الفجر يوم 10 - 11 - 2014

من السفاح التركى والشلاط التونسى .. إلى مجنونة هوليوود وإرهابيى بوكوحرام:

12 فيلمًا لا تفوتك فى مهرجان القاهرة السينمائى!

من بين عشرات الأفلام التى يعرضها مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته السادسة والثلاثين التى تبدأ يوم الأحد 9 نوفمبر وتستمر حتى 18 نوفمبر القادم، اخترت لكم دستة من الأفلام المهمة لعشاق السينما والفنون.

هذه الدستة ليست كل أو أهم أو أفضل أفلام المهرجان بالطبع، لكنها بعض من أفضلها وأهمها لأسباب ستجدها مذكورة تحت كل فيلم.

1

«القطع»

إخراج فاتح أكين – ألمانيا

فيلم الافتتاح

من بين التغييرات التى يشهدها مهرجان هذا العام فصل فيلمى الافتتاح والختام عن الحفلين اللذين يقامان ليلة الافتتاح وليلة توزيع الجوائز فى الختام.

عادة كان معظم الضيوف ينصرفون بعد المراسم متجهين إلى حفل العشاء أو إلى بيوتهم أو للتسجيل فى محطات التليفزيون عقب الحفلين، ولذلك تأجل فيلم الافتتاح ليصبح هو أول فيلم يعرض صباح اليوم التالى.

«القطع» هو أحدث أفلام المخرج الألمانى، من أصل تركى، فاتح أكين، الذى حصل فيلمه الأول «ضد الحائط» على الدب الذهبى، الجائزة الكبرى لمهرجان «برلين»، منذ عشر سنوات، كما حصلت أفلامه التالية على جوائز عدد من المهرجانات الدولية.

فى فيلمه الجديد يعود فاتح أكين فى الزمن قرنا كاملا ليرصد جزءا من المذبحة البشعة التى ارتكبها الأتراك ضد عشرات الآلاف من الأرمن، والتى تعد واحدة من أسوأ جرائم الإبادة العرقية فى التاريخ.

هذه المذبحة التى تحاول تركيا أن تتملص من الاعتراف بها حتى الآن، بالرغم من كل الوثائق والصور والشهادات الحية عليها، لم تقدم تقريبا فى السينما العالمية من قبل، باستثناء الاشارة لها فى فيلم «آرارات» للمخرج الكندى المصرى، من أصل أرمنى، أتوم إيجويان، وكان ذلك منذ اثنى عشر عاما.

من هنا يكتسب فيلم «القطع» أهمية تاريخية وسياسية كبيرة، ليس فقط لأن مخرجه ومؤلفه فاتح أكين من أصل تركى، بل أيضا لأنه يعرض فى وقت تحاول فيه الدولة العثمانية إضفاء العظمة والشرف على تاريخها الاستعمارى الدموى، سواء من خلال مسلسلات الصابون وغسيل السمعة على طريقة «حريم السلطان»، أو من خلال سياسات الرئيس الحالى، ورئيس الوزراء السابق «أردوغان».

كذلك يتزامن الفيلم مع الذكرى المئوية للمذبحة التى تحل العام القادم ووسط مطالبات متزايدة لتركيا بالاعتراف بالجريمة والإعلان عن استعدادها لدفع التعويضات المناسبة لأبناء وأحفاد الضحايا.

الفيلم عرض ضمن مسابقة مهرجان فينسيا الماضى وحظى بمراجعات نقدية متوسطة، وهو يدور حول رجل أرمنى يفقد زوجته وطفلتيه التوأم وسط عمليات قطع الرقاب والخطف والإبادة الجماعية التى تعرض لها الأرمن فى تركيا. وعندما يعلم الرجل بأن طفلتيه ربما تكونان على قيد الحياة يبدأ رحلة طويلة تستمر لسنوات فى البحث عنهما من بلد إلى آخر.. وصولا إلى أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة.

2

دبلوماسية

إخراج: فولكر شلوندورف- ألمانيا

يكرم مهرجان القاهرة هذا العام المخرج الألمانى فولكر شلوندورف الذى يبلغ من العمر 75 عاما، وهو واحد من كبار صناع السينما الألمانية والعالمية، بدأ عمل الأفلام منذ الستينيات، ووصل إلى قمة الشهرة بفيلمه «الطبلة الصفيح»، 1979، الذى حصل عنه على السعفة الذهبية من مهرجان «كان» ثم على أوسكار أفضل فيلم أجنبى. عمل شلوندورف فى أوروبا وأمريكا، ومن أفلامه المهمة «شرف كاترينا بلوم المهدور»، 1975، و«الغول» 1996، و«بلميتو»، 1998، و«اليوم التاسع»، 2004.

بمناسبة تكريم شلوندورف يعرض مهرجان القاهرة آخر أفلامه «دبلوماسية» الذى بدأ عرضه العالمى منذ أسابيع قليلة. وهو فيلم يفرض على نفسه الكثير من التحديات وينجح فيها بدرجة مبهرة. وبغض النظر عن تكريم شلوندورف، فإن «دبلوماسية» يستحق المشاهدة فى أى وقت.

يتناول «دبلوماسية» واقعة تاريخية أعاد صياغتها الكاتب المسرحى سيريل جيلى فى مسرحية حققت نجاحا كبيرا، ونالت إعجاب الآلاف ومنهم شلوندورف الذى قرر تحويلها إلى فيلم.

الواقعة التاريخية هى أن الزعيم النازى أدولف هتلر مع اقتراب الحرب العالمية الثانية من الانتهاء أمر قائد الجيش الألمانى الذى يحتل فرنسا بعدم التخلى عن باريس مهما كان الثمن، أما فى حالة الهزيمة المؤكدة فينبغى عليه أولا تدمير كل معالم باريس بالكامل، من مبان قديمة ومتاحف وأوبرا ومكتبات وحتى برج إيفل، أى القضاء على كل مظاهر الحضارة والثقافة فيها، بالإضافة إلى قتل عشرات الآلاف من الفرنسيين.

بالطبع يمكن أن نستنتج بسهولة أن هذه المهمة لم تتم، فباريس لم تزل تحتفظ بمعالمها الخالدة، وتخبرنا كتب التاريخ أن القائد الألمانى حاكم باريس العسكرى قد رفض تنفيذ الأمر العسكرى، كما يخبرنا فيلم قديم آخر بعنوان «هل تحترق باريس»، إخراج رينيه كليمون 1966، ببعض الخطوط العامة للواقعة، ولكن لا أحد يعرف على وجه اليقين التفاصيل ولا الدوافع وراء القرار الذى اتخذه القائد العسكرى بعدم تنفيذ القرار.

فيلم «دبلوماسية» يصور حوارا متخيلا بين القائد الألمانى وبين سفير السويد فى فرنسا، يحاول فيه الثانى اقناع الأول بالتراجع عن القرار.

الفيلم كله، مثل المسرحية قبله، عبارة عن هذا الحوار الطويل بين الاثنين داخل غرفة فندق مغلقة خلال ليلة صيف حارة فى أغسطس 1944 منذ سبعين عاما.

كيف يمكن أن تصنع فيلما مشوقا ومثيرا للعقل، ويحمل معانى تخاطب الجمهور المعاصر، ودروسا لمروجى الحروب وجماعات الدمار وكراهية الحضارة.. هذه هى المهمة الصعبة التى تولى القيام بها شلوندورف، والتى تستحق منا الاهتمام بالتأكيد.

3

«ذيب»

إخراج ناجى أبونوار- الأردن

من الأفلام العربية التى لا يجب أن تفوتك فى المهرجان فيلم «ذيب» أول أفلام المخرج الأردنى الشاب ناجى أبونوار، وهو عمل مدهش واستثنائى لا يوجد الكثير مما يشبهه فى تاريخ السينما العربية.

يدور «ذيب» فى فترة تاريخية قديمة تقترب من مائة عام، خلال ما يعرف باسم الثورة العربية، التى قادها سكان الصحراء العربية على اتساعها، من اليمن والسعودية حتى سوريا، ضد الاستعمار التركى مدعومين من قبل الانجليز، فى وقائع تذكرنا بعض الشيء بقصة «لورانس العرب» التى تحولت فى الستينيات إلى فيلم كبير من إخراج ديفيد لين وتمثيل بيتر أوتول وعمر الشريف.

لكن التشابه بين «لورانس العرب و«ذيب» لا يتعدى تلك الفترة التاريخية ثم يشق طريقه الخاص بعد ذلك، عبر صحراء مجهولة خطرة وشديدة الجمال، يدخلها المخرج وفيلمه وبطل الفيلم الصبى الصغير الذى يجد نفسه وسط حرب وصراعات سياسية وعصابات قطاع طرق لا يفهم منها شيئا، ويتعين عليه فى كل لحظة أن ينتبه لحياته وأخلاقيات الشجاعة والمروءة التى تربى عليها.

«ذيب» هو نموذج لنوع من الأفلام كان يجب أن يظهر منذ نصف قرن على الأقل، يستلهم فيه الفنانون العرب بيئتهم وتقاليدهم ويصيغون جمالياتهم السينمائية المستمدة من هذه البيئة، وهو عمل يذكرنا ب«مومياء» شادى عبدالسلام ورواية «فساد الأمكنة» للأديب صبرى موسى التى بح صوتنا لتحويلها إلى فيلم سينمائى منذ ما يزيد على ربع قرن ولا تزال حبيسة صفحات الكتاب.

فيلم «ذيب» فوق ذلك عمل مثير جذاب سريع الايقاع يحتوى على سيناريو ممتلئ بالحياة والتحولات والمفاجآت التى لا تتوقف، والتى لا تشبه ما نعرفه من سيناريوهات نتوقع أحداثها قبل أن تبدأ، وكذلك يضم مجموعة من الممثلين الهواة معظم هم من أبناء البيئة البدوية نفسها، يمثلون بتلقائية وبمسافة نائية عن أساليب التمثيل العربية السائدة فى الفضائيات ودور العرض التجارية.

فاز فيلم «ذيب» بجائزة أفضل مخرج فى قسم «آفاق جديدة» من مهرجان فينسيا الأخير، كما حصل فى الأسبوع الماضى على جائزتى «أفضل فيلم» من لجنة اتحاد النقاد، الفيبريسى، وأفضل فيلم عربى فى مهرجان أبى ظبى الأخير. ومن المتوقع أن يفوز الفيلم بجائزة كبرى فى قسم «آفاق عربية» فى مهرجان القاهرة.

4

شلاط تونس

إخراج: كوثر بن هنية - تونس

ما لا يفهمه أصحاب العقول المحدودة أن ظاهرة التحرش ليس لها علاقة بالحرمان الجنسى، لكنها وثيقة الصلة بالمرض العقلى والانحرافات النفسية التى تنتج عن بيئة الكبت والعنف والخوف من النساء وكراهية الآخرين والذات. كما أنها ليست ظاهرة فردية، مهما بدا فى حالاتها العنيفة على الأقل، أن من يرتكبها هم مجرد أفراد.

فى فيلمها الوثائقى «شلاط تونس» تتناول المخرجة والمؤلفة كوثر بن هنية تفاصيل واقعة حقيقية لسفاح شاب اعتاد على الاعتداء على النساء بمطواة حادة والهرب مسرعا، قبل أن يتم اعتقاله ومحاكمته والتحقيق فى حكايته الغريبة.

الشلاط، التى تعنى من يقوم بالتمزيق بأداة حادة، أو «الذباح»، هى الصفة التى أطلقتها الصحافة التونسية على مجرم واحد، أو ربما كان مجموعة مجرمين، أثار الرعب فى المجتمع باعتداءاته المتكررة على النساء السائرات فى الشوارع، بواسطة مطواة يشرعها فى أفخاذهن ومؤخراتهن أثناء مروره بماكينة بخارية بالقرب منهن.

هذا الشلاط لم يكن يطمع ولا يشتهى سوى إيذاء نساء لا يعرفهن، وربما لم ير وجوههن، وقد تبين أن الوازع الدينى وإرهاب النساء ليس سوى التبرير الساذج والخارجى للكراهية التى تعتمل داخله تجاه النساء والناس عموما.

المخرجة صاغت فيلمها ببعد نظر وعمق واستخدمت بعض تقنيات السينما الروائية للوصول إلى درجة أفضل من التعبير عن حالة الفزع التى أثارها الشلاط والجدل الذى أثارته القضية داخل مجتمع عربى يجسد كأفضل ما يكون الصراع الحضارى الذى يعتمل داخل النفس العربية ويؤدى أحيانا إلى انهيارها وسقوطها فى العبث والتدمير الذاتي. وأخطر ما يكشف عنه الفيلم هو أن «الشلاط» ليس إلا نتاجا طبيعيا لبيئة عامة ومجتمع من «الشلاطين».

الفيلم يعرض ضمن مسابقة «آفاق عربية» وهو عمل مهم أن يشاهده كل مصرى مهموم بقضية التحرش والاعتداء على النساء.

5

وداعا للغة

إخراج» جان لوك جودار- فرنسا

أى مهتم بالسينما العربية غالبا يعرف اسم جودار، ذلك المخرج الأسطورى، أحد مؤسسى «الموجة الجديدة» فى فرنسا، وصاحب روائع مثل «على آخر نفس»، و«الاحتقار» و«عاشت حياتها» وغيرها، والذى يقترب من الخامسة الثمانين ولم يزل يجرب ويبتكر ويخترع السينما من جديد.

بالرغم من أن جودار مشهور جدا، إلا أن أفلامه نادرا ما عرضت فى مصر، ويقال إن هذه هى المرة الأولى التى يشارك فيها فيلم لجودار فى مهرجان القاهرة السينمائى الذى يحتفل بدورته السادسة والثلاثين. ولو صح ذلك فهذه فضيحة مكتملة الأركان.

جودار احتفل هذا العام بعرض فيلمه الجديد «وداعا للغة» الذى عرض فى المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» الأخير وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة مناصفة مع فيلم آخر.

وحتى لا يتهمنا القارئ بخداعه، يجب أن أنبهه إلى أن «وداعا للغة» ليس فيلما بالمعنى التقليدى، ولكنه عمل تجريبى صعب ومجنون من شأنه إثارة غضب الكثيرين وحيرة الجميع.

مع ذلك فإن جمهور المثقفين فى مصر، خاصة الشباب منهم، يجب أن يشاهدوا هذا الفيلم الشجاع والمغامر ليتعلموا منه الكثير.

6

حياة رايلى

إخراج» آلان رينيه- فرنسا

إذا كنت تعرف جودار، فلا بد أنك تعرف آلان رينيه، وهو أسطورة فرنسية أخرى، ظل يصنع الأفلام على مدار سبعين عاما وتوفى فى بداية هذا العام عن عمر يتجاوز التسعين، بعد أسابيع من الانتهاء من فيلمه الأخير «حياة رايلي».

آلان رينيه عاشق للحياة، وأفلامه عادة ما تضج بهذا الحب والتشبث بكل ما هو جميل فى العالم، حتى وهو يصنع أفلاما عن الحروب والقنبلة الذرية ومعسكرات النازيين.

فى فيلمه الأخير الجميل، الذى يعرض ضمن قسم «مهرجان المهرجانات»، يروى آلان رينيه قصة عجوز مصاب بالسرطان يرفض الاعتراف بالموت ويصطحب فتاة شابة فى رحلة لجزر الكنارى حيث يموت هناك نتيجة قيامه بالغطس بدون مرشد بحري. الطريف أننا لا نرى الشخصية الرئيسة فى الفيلم، رايلى، الذى يتوفى قبل أن تبدأ الأحداث، ولكننا نسمع سيرة حياته وطرائفه من أصدقائه ومعارفه وأرملته، التى تلعب دورها أرملة آلان رينيه!

«حياة رايلي» مرثية أخيرة لمخرج وسينمائى عظيم لا ينبغى أن تفوت عشاقه والمعجبين بأفلامه، أو هواة السينما الشباب الذين لم يعرفوه بعد. وجدير بالذكر أن الدورة الأخيرة من «بانوراما السينما الأوروبية» التى تقام فى القاهرة قد شهدت عرض إحدى كلاسيكيات رينيه وهو فيلم «وداعا هيروشيما» فى نسخة حديثة مرممة.

7

خرائط النجوم

إخراج ديفيد كروننبرج- كندا

ديفيد كروننبرج هو أشهر مخرج فى تاريخ السينما الكندية، ولا يكاد ينافسه سوى أتوم إيجويان ودونى أركان. لكن كروننبرج يختلف عنهما فى أن جمهور أفلامه لا يقتصر على عشاق الأفلام الفنية العالية، التى يطلق عليها «أفلام المهرجانات»، ولكن لديه قاعدة كبيرة من الجمهور الشعبى، وقاعدة كبيرة من عشاق أفلام الرعب والغموض.

وبالرغم من شهرته الكبيرة فإن كروننبرج حافظ دائما على استقلاليته وعلى عمل أفلام صغيرة التكلفة لا تضعه تحت رحمة المنتجين الكبار.

من المعروف أيضا أن معظم أعمال كروننبرج، إن لم يكن كلها، تدور فى عوالم خيالية غير محددة بزمن أو مكان بعينه.

فى «خرائط النجوم» يخرج كروننبرج لأول مرة من عالمه ليتجه رأسا إلى هوليوود لصناعة فيلم عن كواليس صناعة السينما الأكبر فى العالم وحياة نجومها والعاملين فيها، وأنواع الكوابيس والصراعات القاتلة التى تدور فيها.

الفيلم يشارك فيه بعض نجوم هوليوود أيضا وعلى رأسهم الممثلة جوليان مور، التى تلعب دور ممثلة تجاوزت الأربعين هستيرية وغريبة الأطوار تحاول التمسك بنجوميتها والبقاء على الشاشة مهما كلفها الأمر.

يدور «خرائط النجوم» حول فتاة صغيرة تعرضت لحريق شوه جسمها تعود إلى هوليوود للانتقام من أسرتها التى ضحت بها بسبب علاقتها المحرمة بأخيها، الذى أصبح واحدا من نجوم هوليوود الكبار.

وبالرغم من أن عشاق كروننبرج سيتفقون معى على أن «خريطة النجوم» ليس أفضل أعماله، إلا أنهم سيتفقون مع الآخرين على أن جوليان مور رائعة فى الدور القصير الذى تلعبه هنا، والذى لفت انتباه الجميع إلى الفيلم فى مهرجان «كان» الأخير، ما دفع لجنة التحكيم إلى منحها جائزة أفضل ممثلة بالرغم من وجود بعض الممثلات المذهلات فى أفلام أخرى على رأسهن ماريون كوتيار فى فيلم «يومان وليلة».

عموما إذا كنت من هواة أفلام كروننبرج فلن تفوت هذا الفيلم، ولو لم تكن فلا بد أن تشاهده من أجل جوليان مور!

8

ضوء الشمس المظلم

إخراج: ليو بو- الصين

مثل السينما الهندية التى ترتبط فى أذهان المصريين بالغناء والرقص والميلودراما الصارخة، فإن سمعة السينما الصينية فى مصر تكاد تقتصر على أفلام القتال اليدوى والأكشن بالغ الابهار.

لكن السينما الصينية، مثل الهندية، لديها أيضا أفلام مختلفة مبهرة فى فنياتها وواقعيتها وإنسانيتها وأساليب انتاجها المستقلة.

من أجمل أفلام مسابقة مهرجان القاهرة هذا العام فيلم «ضوء الشمس المظلم» الذى يصور حياة سكان العشوائيات الفقيرة فى الأحياء الخلفية التى لا يعرفها زوار المدن الصينية الكبيرة من تجار «الشنطة» المصريين.

الفيلم درس فى الواقعية يتعلم منه صناع الأفلام الشباب، وهو أيضا درس للرقباء والمحافظين الذى يتصورون أن السينما نوع من الدعاية السياحية للبلاد التى تصنع فيها الأفلام.

9

تمبوكتو

إخراج: عبد الرحمن سيساكو- موريتانيا

السينما الإفريقية ربما تكون الأخيرة فى مضمار الإنتاج والتوزيع العالمى، ولكنها شهدت خلال العقد الماضى مولد الكثير من المواهب والأساليب الفنية الجديدة المرتبطة بالبيئة وتقاليد الحكى المحلية.

أحد أهم المخرجين فى القارة الإفريقية الآن المخرج الموريتانى عبدالرحمن سيساكو، الذى قدم عدة أفلام ناجحة كان آخرها فيلم «تمبوكتو» الذى عرض ضمن مسابقة مهرجان «كان» الماضى ورشحه الكثيرون للفوز بإحدى الجوائز.

«تمبوكتو» هو تسجيل نصف روائى ونصف وثائقى لحكاية قرية صغيرة استولت عليها عصابة «بوكو حرام» الإرهابية وفرضت على أهلها كل أنواع التحريم والتخلف والممارسات الوحشية باسم الدين.

«تمبوكتو» ربما يبدو ساذجا وبسيطا أكثر من اللازم، ولكن النظرة المدققة والمتأنية يمكن أن تكشف عن مواطن القوة والتميز فى طريقة السرد الارتجالى والاعتماد على الممثلين الهواة من سكان القرية المختطفة والحبكة التى تسير بنوع من الاعتيادية والبطء يشبه اعتيادية الحياة اليومية نفسها.

«تمبوكتو» فيلم مهم لجمهور من المثقفين والسينمائيين يبحثون عن بدائل سينمائية تعبر عن صوتهم وثقافتهم بعيدا عن تقليد هوليوود.

10

الآنسة براكيتس، جليسة الأطفال، الحفيد الضال وإيما سواس

إخراج: سيرجيو كانديل- إسبانيا

واحد من الأفلام المميزة فى مسابقة مهرجان القاهرة، بالرغم من عنوانه الطويل والغريب الذى لا يمكن حفظه.

ينتمى الفيلم لما يعرف بالأفلام النسوية، التى تتناول حياة وهموم النساء والعلاقة بينهن، خاصة علاقات الأمومة والصداقة، وأيضا الموقف من الرجولة والرجال، الذين يقدمهم الفيلم فى صورة سلبية معتادة فى مثل هذا النوع من الأفلام.

يحتوى الفيلم على سيناريو مركب من الشخصيات والخطوط الدرامية. ويبدأ الفيلم بحادث مأساوى تتعرض له إحدى البطلات، وينتهى بحادث أكثر مأساوية يرد على الحادث الأول، وبين الاثنين يتكشف كثير من الأسرار الشخصية والعائلية.

11

«الحب من أول صراع»

إخراج: توماس كايلى – فرنسا

عندما تتعب من جرعة الأفلام الجادة والكئيبة وترغب فى التخفيف عن نفسك بفيلم مرح ولطيف وجيد الصنع أيضا، فعليك بالفيلم الفرنسى «الحب من أول صراع»، أو من أول معركة، الذى يدور حول علاقة الحب و«الضرب» بين شاب مراهق مسالم وودود وجارته العنيفة قوية الشخصية التى تنضم للجيش! الفيلم دليل على أن الأعمال الفنية الجيدة يمكن أن تكون كوميدية. وأن الكوميديا يمكن أن تعالج بعض القضايا الاجتماعية بطريقة أفضل من الجدية.

12

إنجلترا الصغيرة

إخراج: بانتيليس فولجاريس- اليونان

أخيرا.. لا يفوتكم فيلم الختام الذى سيكون أيضا مسك ختام برنامج السينما اليونانية، البلد الضيف لهذه الدورة، والتى يعرض المهرجان مجموعة منتقاة منها. فيلم «إنجلترا الصغيرة» حصل على العديد من الجوائز الدولية ويمثل اليونان فى الدورة القادمة من الأوسكار، وهو فيلم فنى بديع يتميز بتصويره و«جوه» الساحر، حيث يدور فى فترة تاريخية قديمة فى منطقة يونانية يطلق عليها «إنجلترا الصغيرة» لتشابه مناخها وطبيعتها مع إنجلترا، ويروى الفيلم قصة أختين تقعان فى حب شاب واحد.

الفيلم مأخوذ عن رواية حققت مبيعات وشهرة كبيرين من تأليف إيوانا كريستيانى، وهى زوجة مخرج الفيلم بانتيليس فولجاريس!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.