أحمد هنداوي كيف أتزوج والزواج في مصر لابد أن يكون على أساس ديني فقط نطالب بتغيير خانة الديانة والزواج المدني.. والشواذ الأكثر انضماما لنا
من ضمن الصفحات المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" والتي تتبع الملحدين هي صفحة "مصريون بدون ديانة"، والذي يقدر عدد المشاركون فيها بالآلاف، ونظراً لنشاط الصفحة المتزايد في الفترة الأخيرة، دارت العديد من علمات الاستفهام لدينا عن طبيعة هؤلاء الأشخاص، وعن أهدافهم التي يراها البعض بالخفية، والسر وراء زيادة نشاط الصفحة في هذه الأيام،ً ومن هذا المنطلق كان لنا هذا الحوار مع "هاني الميهى" أدمن الصفحة.
·في البداية عرفنا بنفسك؟ - أنا الدكتور "هاني الميهى" من محافظة القاهرة وأقطن بمنطقة المعادي، وأبلغ من العمر 47 عام، وحصلت على الدكتوراه في إدارة الأعمال ودبلوم في علم الأديان المقارن من جامعة "لوزيرن"، كما أنتمي لعائلة مشهورة نسبياً تسمى بعائلة "الميهى".
·ما هو تعريفك ل"اللا دينيين"؟ - "اللادينية" هو لفظ يجمع بين "اللادارية والملحدون والربوية والألوهية" وعن مفهومهم للإدارية هي عدم الإيمان بالأديان وعدم الجزم بوجود "إله" من عدمه لقلة الأدلة التي ترجح أحد الاحتمالين، أما "الألحاد" يعني عدم الأيمان بالأديان أو بالآلة ، و"الربوية"هي عدم الإيمان بالأديان والإيمان بوجود قوة ما هي التي تتحكم بالكون، ولا يشترط أن تكون على الصورة النمطية المعروفة للألة، وبالنسبة ل"الألوهية " فهي عدم الإيمان بالأديان والإيمان بوجود "إله"، ويطلق على الجميع خطأ لفظ "الملحدون".
·إلي أيهما تنتمي؟ - أنا أنتمي للأدرية منذ 30 عام تقريباً وأعاني منذ ذلك الحين.
· ذكرت في حديثك السابق أنك تعاني في حياتك فهل لك أن تطلعنا عن الأسباب؟ -أفضل مثال على معاناتي هو أنى غير متزوج، فكيف أتزوج والزواج في مصر لابد أن يكون على أساس ديني فقط أما في الجامع أو الكنيسة، كما أن الزواج بورقة وإثباتها في الشهر العقاري ممنوع، كما أنه لا يوجد مجال واحد في مصر لا يتدخل الدين فيه حتى الدستور المصري "الإسلام دين الدولة"، وتعد هذه المادة من وجهه نظري مطاطية فهي تعنى على سبيل المثال أن جميع العاملين بالجهاز الحكومي للدولة يجب أن يكونوا مسلمين.
·كيف أصبحت "لا ديني"؟ -بالتعمق في دراسة الإسلام ثم بالبحث والدراسة في بقية الأديان وبالإقتناع ببشرية كل هذه الأديان فبدأت في القراءة عن اللاتينية والألحاد ثم الاقتناع التام باللاأدرية.
·كيف تتعامل مع الأفراد داخل المجتمع من أهل وأصدقاء ومعارف؟ - أتعامل معهم على حسب قدر ثقافة وتفتح كل شخص، وبالنسبة للمجتمع فأنا مسلم متشدد وأحياناً مسيحي على حسب من أتعامل معه، وبالنسبة لأقاربي أنا منفصل عنهم ومعظمهم يعلمون بأنني لا ديني، أما أصدقائي يعرفون حقيقتي الكاملة ومعظمهم يعيشون خارج مصر، والبعض الآخر في الداخل ويحملون جنسية دولة غربية، أي أن من ضمن ثقافتهم تقبل الآخر مهما كانت معتقداته.
في رأيك كم يقدر عدد اللادينييين في مصر؟ - يقدر عدد اللادينيين في مصر بأكثر من 3 مليون مصري.
·من أين جئت بهذه التقديرات؟ -قامت بعض الجهات البحثية بتقديرنا ب" 2 مليون " ملحد منذ سنتين تقريباً، وأعتقد أن العدد لن يقل عن 3 مليون لاديني مصري مع الأخذ في الاعتبار أن اللادينية تضم من بينها الملحدين، وهذا ما أشرت إليه في حديثي السابق، كما نشرت مجلة الأهرام العربي وبعض الجرائد الأخرى في أعداد سابقة نفس العدد تقريباً من 2-4 مليون، ومن المتوقع أن تتضاعف أعداد اللادينيينبسرعة كبيرة في المجتمعات العربية نظراً لسهولة الحصول على المعلومات والمراجع من صفحات الإنترنت وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. كما أن اللادينيين المصريين موجودون منذ السبعينات على الأقل، وبدأ الملحدون واللادينيون فى الظهور علانية منذ بضعة سنوات مع ظهور وانتشار شبكات التواصل الاجتماعية على الإنترنت، وزاد الانتشار بشدة بعد الثورة المصرية في 2011، حيث تجرأ الكثيرون وتحلوا بالشجاعة في الإعلان عن معتقداتهم، ولكني وجدت من هم ينضمون بدون الاهتمام بالمضمون الفكري بصفة أساسية، وإنما ينضمون لعدم اعتراف الأديان بهم ومن هؤلاء ال Gaysأي "المثاليون الجنسيون"، وهم شريحة لا يستهان بها من ناحية العدد.
·ماهي مطالبكم من الحكومة المصرية؟ - نطالب بالاعتراف ب" اللادينيين" والسماح بتغيير خانة الديانة الموجودة بالهوية المصرية "البطاقة" أو إلغائها، والسماح بالزواج المدني، والموافقة على تكوين جمعيات وروابط تضمنا وتمثلنا.
·ماهي الفكرة المشوهة التي تريد تصحيحها؟ -من ضمن الأفكار المشوهة أن هناك بعض الشباب ينضم للألحاد ظناً منه أنه يمنحه الحرية الكاملة في فعل ما يريد، وخاصة فيما يختص بتعدد العلاقات الجنسية، فهؤلاء لم يقرأوا أو يتعرفوا على اللادينية. واللادينيون ومن ضمنهم الملحدين لا يؤمنون بتعدد الزوجات أو تعدد العلاقات الجنسية.