وكالات طالبت الحكومة الليبية التي يترأسها عبد الله الثني من المواطنين والداعين إلى مظاهرات مسلحة في بنغازي (شرق) اليوم الأربعاء بجعل حراكهم سلميا و "ألا يمس الممتلكات والأموال الخاصة والعامة بأي ضرر".
وكان نشطاء ليبيون ومواطنون قد دعوا للخروج اليوم فيما أسموه "انتفاضة 15 أكتوبر المسلحة" لمساندة الجيش والشرطة، وإعلان رفضهم لما قالوا إنها "جماعات إسلامية متطرفة".
وطالبت حكومة الثني، في بيان أصدرته مساء الثلاثاء، حصلت وكالة الأناضول على نسخه منه، من المشاركين في المظاهرات "بضرورة الابتعاد عن أعمال الثأر والانتقام والنعرات القبلية أو الجهوية وألا يتم التعدي على من سلم نفسه طواعيةً ودون مقاومة للسلطات" .
كما ناشدت الحكومة "كافة المؤسسات الإنسانية والهلال الأحمر ومنظمات الإغاثة بضرورة التواجد في مدينة بنغازي وتكثيف جهودها والقيام بواجباتها في حالة حدوث إصابات " .
وكانت وزارة الصحة بشرق ليبيا أعلنت حالة الطواري القصوى بكافة المرافق الصحية بمدينة بنغازي تزامنا مع انطلاق تلك الدعوات للتظاهر المسلح اليوم الأربعاء .
وفي نفس البيان أكدت الحكومة الليبية أن "حراك الأربعاء 15 أكتوبر (تشرين الأول) جاء بعد أن قرر سكان مدينة بنغازي عدم السكوت علي ما تقوم به الجماعات المتطرفة من قتل وخطف للمثقفين والنخبة والمواطنين علي مدي سنوات".
وقالت الحكومة في بيانها إنها " تنظر بكل تقدير واحترام لكل فكر أو عمل فردي أو جماعي يعبر عن نبذه للإرهاب والتطرف ويتصدى له شريطة أن يكون في إطار شرعية الدولة وفي حدود القانون".
ولم يحدد الداعين للمظاهرة خطواتها أو مكانها أو إي تفاصيل متعلقة بها، لكنهم قالوا إنها لمسانده الجيش الليبي وضد الجماعات " الإسلامية المتطرفة"، حسب بعض الصفحات المناصرة للمظاهرة .
من جانبه وصف مجلس شورى ثوار بنغازي (تجمع لكتائب إسلامية تابعة لرئاسة الأركان) دعوات التظاهر اليوم الأربعاء في بنغازي ب "المحاولات اليائسة لإنقاذ أتباع ما يعرف بعملية الكرامة على جبهات القتال"، في إشارة لقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر التي تتقاتل معه بمنطقة بنينا في بنغازي.
وقال المجلس، في بيان أصدره في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، إنه "سيتعامل مع أي حراك يعبث بأمن المدينة أو يحاول أذية المسلمين وانتهاك حرماتهم ومصالحهم".
كما توعد مسلحين ملثمين، في وقت سابق، من سيخرج في تلك المظاهرات وذلك خلال مقطع مصور تناقله ليبيون علي موقع التواصل الاجتماعي.
وفي المقطع المصور، الذي بث الثلاثاء، ظهر ملثمون يحملون أسلحة متوسطة منها الصواريخ المحمولة علي الكتف وتلوا بيانا هددوا فيه من أسموهم ب "المخربين الذين ينوون الخروج الأربعاء فيما يسمي انتفاضة 15 أكتوبر"، واصفين إياهم ب "أتباع حفتر عميل الأمريكان"، حسب قولهم.
وتشهد مدينة بنغازي الليبية حالة من العنف والفوضى جراء اندلاع معارك عنيفة منذ أشهر بين قوات الصاعقة التابعة للجيش الليبي تقاتل إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وبين مجلس شوري ثوار بنغازي(كتائب إسلامية تابعة لرئاسة الأركان) مدعوما بمسلحي تنظيم "أنصار الشريعة"، في محاولة للأخيرة للسيطرة علي القاعدة الجوية بنينا الموالية لحفتر والتي تتمركز بها قوات الصاعقة بعد فقدانهم للثكنة الخاصة بهم .
وسيطر مجلس شوري ثوار بنغازي وتنظيم أنصار الشريعة في وقت سابق علي عدة ثكنات عسكرية تابعه للجيش الليبي كان أخرها المعسكر الرئيسي التابع للقوات الخاصة فيما أوقعت تلك المعارك عشرات القتلى ومئات الجرحى.
ودشن حفتر في 16 مايو/ أيار الماضي عملية عسكرية أسماها "عملية الكرامة" قال إنها ضد كتائب الثوار (تابعة لرئاسة الأركان) وتنظيم أنصار الشريعة الجهادي بعد اتهامه لهم ب"التطرف والإرهاب والوقوف وراء تردي الأوضاع الأمنية وسلسلة الاغتيالات بالمدينة"، فيما اعتبرت حكومة عبدالله الثني حينها تحركات حفتر "انقلابا على شرعية الدولة ".
وتعيش ليبيا عموما على وقع انقسام سياسي كبير تتنازعه حكومتان وبرلمانان، يمثلان تيار الإسلام السياسي والتيار الليبرالي، وكل منهما مدعوما بكتائب مسلحة، أغلبها تابع لرئاسة أركان الجيش الليبي، وسط مساع دولية للتقريب بين الفرقاء الليبيين، رغم استمرار الصراع الميداني.