القدس- كثفت اسرائيل في الاوانة الاخيرة من حجم اعتداءاتها على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس، لتنفيذ خطتها بتقسيم المسجد الاقصى مكانيا وزمانيا.واعلنت اسرائيل قبل ايام عن خطة لاقامة مداخل جديدة تنفذ الى باحات المسجد الاقصى، ليتسنى لها ادخال اكبر عدد من المستوطنين الى المسجد الاقصى المبارك، في خطوة يرى فيها خبير شؤون الاستيطان والخرائط خليل التفكجي في حديث مع القدس دوت كوم، انها محاولة اسرائيلية لفرض التقسيم المكاني على المسجد الاقصى بعد ان فرضت التقسيم الزماني.واضاف التفكجي ان اسرائيل تنفذ خطة استراتجية منذ احتلالها للمدينة عام 1967باعتبار القدس عاصمة موحدة لليهود العالم، ولذلك تقوم ببسط سيطرتها على الارض والاسماء والاماكن الدينية. ويشير التفكجي الى وجود مخطط اسرائيلي استراتيجي ينقسم الى ثلاثة محاور لفرض الامر الواقع على المدينة، من تقليص عدد الفلسطينيين الذي اصبحوا يشكلون 13% من سكان المدينة، فضلا عن تغيير الاسماء، وتغيير "المشهد" اي تغيير معالم المدينة.وبين التفكجي ان اسرائيل تريد اليوم ان تنتقل من التهويد خارج اسوار القدس الى داخل الاسوار من خلال تنفيذ التقسيم المكاني بعد ان فرضت التقسيم الزماني على المسجد الاقصى، وذلك بتنفيذ مشاريع تهويدية من اعلان ساحات المسجد الاقصى "ساحات عامة" (اي انها تخضع لسيطرة البلدية).ويلفت التفكجي ان الخطة الجديدة تقضي بفتح مداخل جديدة تؤدي الى داخل المسجد وساحاته لادخال اكبر عدد من المستوطنين الى المسجد الاقصى لتغلب على عدم قدرة باب المغاربة على ادخال الزوار لضيقه، وتجنبا لحدوث ردة فعل اردنية ولمنظمة اليونسكو التي تحظر على الدولة المحتلة اجراء اي تغيرات على المعالم التاريخية والدينية في حال اجرائها توسعة على الباب. واوضح ان المخطط المكاني الذي تريد اسرائيل تنفيذه يتضمن اقامة كنيس عند مدخل باب الرحمة لاستقبال المسيح القادم وفق معتقداتهم ومزاعمهم، واقامة الكنس في الاماكن الفارغة في ساحات المسجد الاقصى من خلال اعلانها ساحات عامة.وكان الرئيس محمود عباس قد حذر اسرائيل من مخاطر تحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني، من خلال اجراءاتها التهويدية والاعتداءات المتزايدة على القدس. واضاف: ان الاقتحامات اليومية تهدف الى تكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، بحجة أن لها فيه نصيبا، وهي حجج واهية وكاذبة، وتحريف للتاريخ الذي نعرفه جميعا. ويقول المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين في حديث مع القدس دوت كوم: ترمي اسرائيل من وراء التصعيد الاخير فرض امر واقع على المسجد وجر المنطقة الى حرب دينية، مشيرا الى ان طبيعة المنطقة وتركبيتها السكانية قابلة لذلك، محذرا من خطورة اشتعالها.واضاف :ان اسرائيل تحاول تغيير معالم المدينة وتشويه المقدسات الاسلامية لصالحها، وتحاول فرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الاقصى وفي مرحلة اخرى تريد ان تبني الهيكل المزعوم محل المسجد الاقصى، لذلك تكثف من اقتحاماتها وتخلي المصلين وتمنع دخولهم، بالمقابل تشجع المتطرفين اليهود من الوصول الى المسجد وساحاته.ويؤكد المفتي ان المقصود بالمسجد الاقصى كل المساحات المتعلقة به اي 144 دونما من ساحات وممرات واشجارواسوار، وليس المباني الدينية المشيدة وفق ما تتدعيه اسرائيل.